فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      هل للمهانة من نهاية...؟

      كلّ صباح، يُستشهد عدد من إخواننا في فلسطين على أيدى الصهاينة اليهود، اليوم استشهد خمسة، والبارحة سبعة وقبل البارحة خمسة آخرون، والعدّ لا يتوقف. كلّ صباح، تُكلم أمهات بأولادها وعائلات بعائلها وأطفال بآبائهم وزوجات ببعولتهن. كلّ صباح يقرأ المسلمون هذه الأخبار بعيون تنتقل من هذا الخبر إلى ما يليه وهم على ثقة أن من وراء هذه الكلمات صرخات ألم وبكاء أعين ودموع شجى ولوعة وفراق، ولكن ما السبيل وكيف الخلاص ، ليس إلا الإغضاء والإغماض وإيهام النفس أنّ لا شيئ يحدث، وأن الحياة ماضية إلى غايتها.

      ونكبة العرب والمسلمين إنما جاءتهم من قِبَل حاكميهم من قبل أن توقع بهم أيدى الصهاينة والصليبيين. غدرُ الحكام وخسةُ الأنظمة وجبنُ رجالات الدول هو السبب في هذا العار المهين الذي يحدث كلّ صباح على أرض عربية مسلمة دون خلجة من رعاع الحكام وخونة الأنظمة، بلا استثناء.

      لقد اعتدنا، نحن أبناء الجيل السالف، أن نرى رمزاً لبقية من كرامة مهدرة حين تقع واقعة فتجتمع قمة عربية عاجلة ذرّاً للرماد في العيون، وتخرج كلمات الشجب والتحذير قوية الصياغة فارغة المحتوى، ولكنها، رغم كلّ شيئ، كانت تدل على أنفاس باقية تضطرب في الجسد العربي. أمّا الآن، فقد خمدت الأنفاس وسكن الجسد، وتربّع الحكام فاقدى الكرامة على جسد الأمة يتمتعون بإرثها وما بقي من ثرواتها. حتى رئيس السلطة المزعومة عباس ميرزا لم يرفع عقيرة لنجدة من يدعى أنه رأس لهم!

      والمجزرة الصهيونية في غزة والحصار اللاإنساني على شعب بأكمله أمر سيذكره التاريخ لهؤلاء الرؤساء والملوك فالتاريخ لا يرحم ولا تغيب عن ذاكرته واقعة، وقد جعل اليهود من قصة الهولوكوست الوهمية ملحمة يتسولون بها على موائد الدول، بل ويجرّمون من ينكرها أو يشكك في صحتها! والمسلمون يعانون أضعاف أضعاف ما يدّعيه الصهاينة من ظلم النازى دون أن يرفع أحد من زعمائهم رأساً.

      الحلّ يكمن في أن يأخذ الشعب حقه بيده، أن يقف إلى جانب الأخوة في فلسطين وأن يهدموا جدار الإنفصال وأن يقوضوا صرح الهزيمة التي نكبتنا بها عمالة السبعينيات في معسكر داود المعروف بكامب دافيد.

      الحلّ لا يكمن في أعمال التخريب والهدم والقتل، بل في عصيان مدنيّ سلميّ يشلّ الحركة ويجبر الحكومة على أن تسقط وعلى رموز النظام أن تذهب إلى حيث ألقت. ليس هناك حلّ آخر لهذه المهانة حتى لا نكون ممن اتبع فرعون فقال الله تعالى فيهم: "يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود"