فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      رحم الله العلامة أبو زيد رحمة واسعة فقد كان رأسا في السنة

      على مثلك يا شيخنا فلتذرف الدموع ! - موقع نور الإسلام

      رحل العلاّمة الكبير، فقيه العصر، وتاج المحققين الشيخ الهُمام أبو عبد الله بكر بن عبد الله أبو زيد- رحمه الله- بعد أن أفنى عمره، وأسهر ليله, وأظمأ نهاره بحثاً وتحقيقاً، وكتابةً وتحريراً؛ فترك تراثاً عظيماً، ونتاجاً باهراً قلّ أن يجود الزمان بمثله أو بمثل صاحبه.

      كتب في موضوعات شتّى، وساهم في مجالات عدة, فتارة تراه أسداً يذب عن عرين العلماء كما في رسالته " براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة" وأخرى تجده حارساً للمجتمع من كيد الإباحيين والمنحلين كما في "حراسة الفضيلة " وثالثةً شاهراً سيف الحق مدافعاً عن تراث الأمة ضد غزو "الورقيين" وسماسرة المطابع من المسميين زوراً وبهتاناً بالمحققين كما في كتابه "الرقابة على التراث" وأما تلك الشرذمة من هواة تصنيف الناس وثلب أعراضهم فقد وضع لهم مرقومه الجميل "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ولم يغفل -رحمه الله- عن فضح المتعالمين, المتشبعين بما لم يُعطوا, الحابين أن يحمدوا بما لم يفعلوا ؛ فأهداهم كتابه الفذ "التعالم وأثره على الفكر والكتاب" لعلهم يثوبون إلى رشدهم ويعرفون قدر أنفسهم.

      ولم يكن ما ذكرنها كلّ ما انتجه الفقيد ولا خمسه ولا عشره ! فالمقام ليس مقام حصر وقصر !

      لقد مثل الشيخ الراحل –رحمه الله- أنموذج العالم الرباني الحقيقي فعاش هموم أمته، وعايش آمالها وآلامها فسخر فكره وقلمه للذب عن عقيدتها وأخلاقها واتخذ من مناصبه العملية في الدولة أداة لإحقاق الحق وإبطال الباطل, لا وسيلة لخدمة المصالح الشخصية ,وتحقيق المنافع الذاتية كما صنع بعض من أعمى الله بصيرته وطمس نور الحق من قلبه.

      وحتى وسائل الإعلام التي كانت أقصر طريق لنيل الشهرة وذياع الصيت لم يأبه بها فضيلته –رحمه الله- رغم تهافت الإعلاميين وطرقهم مرات ومرات لبوابة منزله وأجراس هاتفه !

      إنَّ فقد الشيخ حدث مؤسف ومصاب جلل, ولكنها سُنّة الله في خلقه, وقدره المحتوم فلا يسعنا إلاّ الصبر والاحتساب ,ولانقول إلاّ ما يرضي الرب فإنا لله وإنا إليه راجعون , وإنَّ العين لتدمع, وإن القلب ليحزن وإنّا على فراقك يا شيخنا لمحزونون.