كلّ ما نملك من سلاح فهو الكلمة، وكلّ ما نملك من عتاد فهو المداد والورق، وكلّ ما نملك من عون فهو الألم والدموع، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا.
ووالله لقد جفّ القلم وشُلّت اليد ونضب المداد ونفذ الورق من الحديث عن الظلم الصهيونيّ المبين الواقع على إخواننا في فلسطين، والتي يتعامى عنه العالم بأسره بما فيه جبناء العرب، بلا استثناء جبان واحد منهم.
الصهاينة حاصروهم وقطعوا عنهم الكهرباء والطاقة والدواء والغذاء، يموت مريضهم ويبرد وليدهم وتجوع نساؤهم ولا تطرف عين لأدعياء حقوق الإنسان من كلاب الغرب النصرانيّ. ولكن إن وجدنا العذر لهؤلاء بأنهم ممن قال الله تعالى فيهم "إنهم إن يظهروا عليكم لا يرقبون فيكم إلاّ وذمّة"، فما هو عذر هؤلاء الجبناء من حكام المسلمين ممن سكتوا عن هذه المجاذر الجماعية بل واستقبلوا رئيس الصليبيين بوش يتبسمون في وجهه ويقتسمون معه الطعام الذي أنكره حلفاؤه على أهلنا في غزة من الفلسطينيين، لا لسبب إلا إنتمائهم إلى الإسلام ديناً ورفضهم الخضوع للبهائي العميل عباس ميرزا.
عار ما بعده عار، وذلّ ما وراءه ذلّ، خروج عن الإسلام وولاء مكشوف للكفر وأهله، وعداء صريح للإسلام وأهله، فما هو عذر هؤلاء في إغلاق معبر رفح عن الأهل الأشقاء، إلا عون للصهاينة على قتل الأخوة في فلسطين؟ وماذا بَحَثَ الملوك والرؤساء العملاء مع بوش في زيارته المشبوهة من أمر غزة؟ ترى هل تحدثوا اليه عن هذه المجزرة الجماعية التي لا يتحدث عنها أحد في الدنيا رغم أنهم يقيمون الدنيا ويقعدونها على ما يزعمونه من ظلم في دارفور؟ أم أصدر لهم الأمر بإغماض أعينهم والتظاهر بأنّ شيئاً لا يحدث على أرض عربية مسلمة؟ أعرف التاريخ الإسلاميّ أخسّ وأكفر وأنجس من هذه الطغمة الحاكمة على أرضنا المسلمة في كلّ مكان؟ هؤلاء هم ولاة أمرك يا مدخليّ! هؤلاء هم أولياؤك وصحبتك في الآخرة إن شاء الله تعالى.
أما من مجير لهؤلاء الضعفاء؟ أرضى الناس أن يقتل المسلمون بهذا الحصار وهم يقفون موقف المتفرج الذي لا حول له ولا قوة؟ أين جيوش العرب التي تنفق عليها أموالهم؟ اين الصفقات البليونية التي تشترى بها دول البترول أسلحة من الغرب؟ إلى من توجه هذه الأسلحة إذن؟ أهي مجرد وسيلة لإنعاش الإقتصاد الغربيّ ليس إلا؟
والله ما من كلمة تقال تكفى أن تشفى غليل المسلم الغيور على إخوانه في فلسطين، فإنه محض الإجرام الغربيّ والعربيّ في الحق الفلسطينيّ
وأنت يا فلسطين...ليس لك إلا ربّ العالمين...