فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      باعوا مصر .. من أجل حفنة مقاعد!

      الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

      قادةُ الإخوان، ورؤوس أدعياء السّلفية، باعوا مصر من أجل مَقاعد معدودة في برلمانٍ تهريجيّ قادم، لن يكون له فاعلية، بعد أن يجرّده العسكر منها، بالتزوير، وبالطوارئ، وبالمبادئ الدستورية التي تحكم اللجنة التأسيسية، وبشتى الطرق التي تؤدى إلى بقاء العسكريّ في السّلطة، وبقاء مصر تحت السيطرة الصليبية الصهيونية، وبقاء الدولارات الأمريكية تتدفق إلى خزائن العسكر. أخزاهم الله من قادةٍ، ما لهم لا يفقهون حديثا.

      المجلس العسكريّ ليس فيه رجلاً واحدا يملك IQ (مقياس الذكاء)، يتعدى 14 على الأكثر. وإن كان هذا المجلس من محترفي الكذب، والبارعين فيه، إلا إنهم لا يعرفون كيف يَصنعونه، بل يُصْنَعُ لهم. هناك هيئة متخصّصة في إجهاض الثورات، تقف من وراء هؤلاء، تخطّط لهم كلّ خطوة وتملى لهم كلّ قرار، وهم يقومون بقراءته وتنفيذه. وهذه الهيئة مُشتركة من مجموعة متخصّصة من الأمريكيين والإسرائيليين ومن بعض زعماء فلولية. هذه الهيئة في إنعقاد دائمٍ حتى يَستتب الأمر في مصر لصالح العسكر، ويتم إعادة إخراج النظام القديم كما كان، ويتم تنصيب الطنطاوى، صاحب البدلة، رئيساً، إن طال به العمر. هذه الهيئة هي الهيئة الحاكمة في مصر اليوم.

      باع هؤلاء "الإسلاميون"، زعموا، وطنهم، واستبدلوا مقاعد معدودة في البرلمان القادم بثقة الشباب الذي يسير كالأعمى خلفهم. غاية الأمر أن يحصل الإخوان على 150 مقعداً في البرلمان، بدلاً من 88 حصلوا عليها في البرلمان الأخير. ستين مقعداً هو ثمن ثورة مصر! ستين مقعداً هو ثمن 1000 من الشهداء و5000 من المعوقين! ستين مقعداً هو ثمن الإبقاء على إسرائيل، والهيمنة الأمريكية والتشريد الفلسطينيّ وإمتهان الكرامة المصرية والغاز المصري .. وكلّ ما هو مصريّ! المقعد الواحد للإخوان ثمنه 18 شهيداً وحفنة مليارات من الدولارات! يا بلاش والله! ربح البيع يا عريان! وفزت بالصفقة يا موسى!

      أما السلفيون، فهؤلاء قد باعوا دينهم بلا مقابل، ولا حتى مقعداً واحداً، من أجل رضا الطنطاوى، ولي أمر المسلمين، وأمير المؤمنين، وحامي إستقرار البلاد ومخرّب الدين!

      هؤلاء هم أعداء الثورة، وأعداء الشعب، وأعداء الحرية. هؤلاء هم عبيد الدنيا، وعبيد الهوى وعبيد كلّ من قبَعَ على كُرسيّ الحُكم، وإن كان يهودياً أو نصرانياً أو علمانياً. هؤلاء هم من يأخذ مصر إلى الحضيض الأدني، ديناً ودنيا.

      لا والله لا يغرّنكم شعيراتُ لحيً، أو طول جلبابٍ، ولا تهيأن لكم تبريراتٌ شرعيةٌ ملتوية أو تصريحاتً سياسية مغرضة أن هؤلاء، من الإخوان والسلفيين، يعرفون ما يفعلون. لا والله، هم يهرفون بما لا يعرفون، ويخدعون أنفسهم وهم يشعرون.

      ويا أهل السنة، ويا أتباع محمدٍ صلى الله عليه وسلم، حقيقة وصدقاً، لا يلعبنَ بكم أملُ أن تغيّروا من دين هؤلاء، فهم قد سقَطوا في الفتنة، وليس لهم مَرجعٌ عنها. سيروا أنتم في طريقكم. اتبعوا قادتكم، وعلى رأسهم الشيخ الفاضل حازم أبو إسماعيل. فإن غيره لفي ضَلال مبين. ولو شاء أحدٌ من أتباع الأدعياء أن يلحق بكم، فبها ونعمت، لكن لا تتجملوا لهم، ولا تداهِنوا في دينكم لمُحاولة إجتذابهم إلى صفوفكم، فهم سيوهنونها إنْ بقوا على ما هم عليه من ولاء للعبيد من مشايخهم.

      اليوم تمايزت الصفوف داخل الكتلة المسلمة، كما تمايزت من قبل بينها وبين العلمانيين اللادينيين. أظهرت الفتنة المنافق والبدعيّ وصاحب المصلحة والمداهن والمرائي وضعيف الهمة والمثبط والمُخَلّف. فلا تحسبوه شرٌ لكم بل هو خيرٌ لكم. هذه هي طبيعة الفتنة، وهذه هي مقدمات النصر، فإن النصر لا يأتي على خَبَثٍ بينكم، بل على صفاءٍ ونقاء.