فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      إحذروا أهل مصر ..فقد سلّ العَسكرُ سيوفّهم!

      الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

      إنتابنى الرعب من تلك الفكرة التي راودتنى اليوم، فحاولتُ إجلاءها، لكنها، كالضّيف الثقيل، راوحت في مكانها ولم ترحل، بل اشتد طنينها وارتفع دنينها، حتى أقامتنى من مجلسى واضطرتنى إلى أن أبعث بهذه الرسالة .. إلى كل مصريّ، مسلمٍ أو علمانيّ، أن العَسكر قد سلّوا السيوف، بعد أن شَحذوها في الشهور السابقة، وأن المَذبحةَ قادمةٌ..على الأبواب.

      إغلاق الجزيرة، إعلان مدّ حالة الطوارئ، شهادة الطنطاوى لصالح سيده، هي المؤشرات الثلاثة، والعلامات الكبرى، التي تدلّ على أن هذه المذبحة ستُرتَكب في القريب العاجل لا البعيد الآجل. لم يكن من المُصادفات أن يقال وضاح خنفر من الجزيرة بعد ايامٍ قليلة من إغلاق الجزيرة مصر مباشر. العسكر اشتكوا لسلطة قطر أن الجزيرة تكشف ما يحدث في مصر، وهم يعلمون أن الأيام المقبلة ستكون الأحداث أكثر دموية وبشاعة، ولا يراد لها أن تظهر على شاشة أو تسمع في مذياع.

      السيناريو السوريّ هو ما تخطّط له عسكر مصر، وهو ما سيبدأ في القريب العاجل، إذ إن شهادة كلب مبارك، الطنطاوى، ستبرأُ سيده، وسيخرج قريباً رغم أنف مصر كلها. وسيكون العسكر يومئذٍ على إستعداد لسفك الدماء، بعد أن أعدوا له عدته.

      الفترة الماضية كانت فترة إنتقالية، لكنها ليست بالمعنى الذي حسبه الناس من الإنتقال للحرية، بل كانت إنتقاليةٌ للعسكر يُعدّ العدة لذبح الشَعب وتلقينه دَرساً في الطُغيان لم يسبق في تاريخه. الفترة الإنتقالية كانت للقوة المضادة تجمع فيها قوتها وتفيق من الصدمة الأولى، وتضمد آثار اللطمة التي كالتها لها القوة الشعبية العارمة، فجمعت بلطجيتها ووزّعت الأدوار على الشرطة المترَبصَة بالشعب. ترك العسكر عصام شرف يتلهّى به الناس، وبحكومته وبوزرائه، وهم يدبّرون ما يُدبرون، لينتقلوا بالبلاد إلى مَرحلتها القادمة، مرحلة الإستقرار الزؤام، إستقرار الموت والدمار، وسلب الحرية والغَدر والإستعباد.

      العسكر كانوا يحتاجون إلى هذه الفترة الإنتقالية، لتنظيم صفوف الفلول، أستغفر الله، فقد أصبح الشعب هو الفلول. لهذا لم يُعنى أحدٌ منهم بالردّ على ما قال متحدث الإخوان عن شهداء المرحلة المقبلة، فهم يعلمون أن التحدى قادم، وأن سيناريو بشار هو الذي سيحكم مصر في الفترة القادمة. وهم، العسكر، قد تركوا البلطجة قصداً حتى يتمسحوا فيها حين يقتلون الشعب، كما يقتل بشار قومه ويتهم القتلي بالبلطجة. بل قد تركوا عُمر سليمان ليُخطّط لما سيحدث بالتنسيق مع أمن الدولة والداخلية.

      الأسعار لم ترتفع صدفة، بل هي من ممارسة الضغط على الشعب، لإلهائه، وليس بعيداً أن يغلقوا موارد الغذاء بأنفسهم، حتى تسود المجاعة، فهؤلاء شياطينٌ لا خُلق لهم ولا خَلاق.

      والإسلاميون سيكونون في المرحلة الأولى من مسلسل الدم القادم، إعتقالاً وقتلاً، سلفيون وإخوان، حتى أعضاء ما يسمى بالجماعة الإسلامية، الذين يلعقون أحذية العسكر اليوم، لن ينجوا من هذا المصير. ولهذا حذرنا الإخوان سابقاً، انّ اي خيانة للشعب، وأي محاولة للحوار مع الخونه العملاء من العسكر، وأي تخلف عن مناصرة ومظاهرة التظاهرات، لن يجدى نفعاً، بل سيجعل الشعب يترككهم نهباً للعسكر حين يحين الحين.

      الصمت الأمريكيّ تجاه الأحداث في مصر، والإطمئنان الصهيونيّ مما يجرى على أرضها، لم يأت من فراغٍ، فقد وعدهم العسكر بأن لا شئ سيتغير على أرض مصر، لا في قليل ولا في كثير. وعدهم العسكر أنهم سيُسكتوا كلّ صوتٍ، قتلاً أو إعتقالاً، بعد أن لعب قردهم المدعو الفنْجرى تمثيلية التحية العَسكرية للشهداء، ثم أقاموا سيرك المحاكمات التهريجية.

      المستقبل القريب، القريب جداً، سيكشف عن حقيقة ما يقصده هؤلاء الخونة بمصر. وسيكون التعتيم الإعلاميّ شديداً، بل سيصل إلى درجة قطع النت مرة أخرى. سيواجه الشعب الأعزل هؤلاء الجلادين، وستسيل الدماء، وسيسقط الشهداء.

      الطنطاوى ومن معه، لن، بكل جزمٍ وتأكيد، لن يُسلموا الحكم لأحدٍ إلا عسكرياً ينصبونه بأنفسهم، وقبلها، سيحطموا كل إرادة للشعب، قتلاً وإعتقالاً، أو يحاولوا.

      أكره أن أقول: قد قلت لكم ذلك من قبل، وبالتحديد في مقال "المؤسسة العسكرية .. عدو الشعب الأول"، ثم في مقال حَسَمَ الجَيش موقِفِه... فلتسيل الدماء وليسْقط الشُهداء!" بتاريخ 11 فبراير 2011، حيث قلت بالحرف الواحد " تماماً كما توقّعنا في مقالاتنا منذ أول أيام الثورة، كما في مقال "القوات المعادية للثورة المصرية" و "أبعاد المؤامرة على الثورة المصرية" و "أما آن للجيش أن يتمرد على قيادته؟" و "اللحظات الحاسمة بين الجيش والشعب" قِيادات الجَيش العميلة تسَاند النَظام وتدعَم بقاءَه لصَالح مكَاسبها. وحين إنعقد ما أسْموه بالمَجلس الأعلى للقواتِ المُسلحة، بقيادة الطَنطاوى، كانت دلالة قَطعية على قَرار الجَيش هذا، أنّ طَنطاوى ذَيلٌ من ذُيولِ مُبَارك، كان ولا يزال. أنما حَرَصَ هؤلاء على عدم وجودِ مبارك على رأس هذا الإجتماع ليُعطى الإنطباع بالإستقلالية وأن الجمعَ منفصلٌ عنه". http://www.tariqabdelhaleem.com/new/Artical-7497

      على المسلمين أن يستعدوا للمرحلة المقبلة، فالخيارات فيها، كما قال على محمود طه "فإما الحياة وإما الردى".