فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      التغرب...وثمن التحرر

      أوردت وكالات الأنباء الكندية أنّ باكستانيا كنديا قد قتل ابنته البالغة من العمر ستة عشر عاما خنقا في إحدى ضواحي تورونتو. وقد ذكرت تلك الأنباء أنّ سبب الخلاف الذي أدى إلى هذه الجريمة البشعة هو رفض الإبنة إرتداء الحجاب الإسلامي! وقد كان هذا االخبر وهذا التبرير للقتل هو آخر ما ذكرته الأنباء عن هذه الحادثة إذ أصدرت المحكمة أمرا بمنع النشر بعد يوم من وقوع الحادث

      والأمر إنه حتى الآن لم نعرف ما هو السبب الحقيقي وراء هذ الحادث، فقد ذكر الإبن أنه لا شأن للحجاب بما حدث، ولكن المدعي العام أمر بتوجيه تهمة إعاقة العدالة لأنه حاول تضليلها عن السبب الحقيقيّ. ونحسب والله أعلم أنّ الأمر لا يتعلق بالحجاب، فالرجل ليس من المتدينين الملتزمين بالمعنى العميق، ولكن الغالب هو أنّ الأمر يتعلق بأن الفتاة كما ذكرت الأنباء كانت تقضى وقتا طويلا خارج البيت وحدها وتطالب أهلها بأن تكون حرة "على الطريقة الغربية" وهو ما يعنى عموما أن يكون لها صديق "boy friend" تقيم معه علاقة غير شرعية خارج إطار الزواج وهو أمر لا يرضاه أي مسلم سواء كان من الملتزمين أو غير الملتزمين، فالشرف والعرض أمر لا تهاون فيه عند الشرقيين والمسلمين بوجه خاصّ.

      وما يهمنا في هذا الخبر أنّ أولئك الذين يهاجرون إلى هذه البقع من الأرض ويتركون أبناءهم وبناتهم نهبا للثقافة الغربية واسلوب الحياة الذي يعيشه الغرب من تحرر تام من كل القيم الأسرية ومعاني الشرف والعرض، يجب أن يتوقعوا متل هذه النهاية الخائبة من تمرد الأبناء على ميراث الأهل. فقد أصبح أن يكون للبنت صديقا عاشقا تتبدله بغيره كل فترة حتى تستقر على رجل يقبل الزواج منها أمر تجرى عليه العادات لدى الغربيين، وكثيرا ما يكون لها ولد من أحد هؤلاء "الأصدقاء". والغربيون يرون هذا من قبيل التحرر والتقدم. والأهل من المسلمين قد لا ينتبهون إلى أهمية زرع الدين ومحبته ورعاية حدوده وكراهية الفسق والبغاء إلا بعد فوات الأوان. وما ذلك إلا لضعف إيمانهم ابتداءاً، ولعدم فهمهم لطبيعة التفاعل الثقافي والإنساني الذي يعيشه الأبناء في هذه الثقافة الغربية الغريبة.

      والواجب على المسلم الذي كتب عليه القدر أن يقضى بعض عمره في هذه البقاع من الأرض أن يتحسب لهذاالأمر قبل وقوعه وأن يحصّن ابناءه بحب الدين والمداومة على الصلاة وتعوّد ارتياد المساجد ثم أن يعقد النية على العودة إلى حيث تعيش الأكثرية المسلمة حتى لا يواجه مثل هذا الإختيار البائس الذي واجهه ذلك الباكستاني.