فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      هل حماية المنشآت المصرية حقٌ؟

      الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

      وصلتنى رساله من أخٍ قارئ حبيب سأل فيها سؤالاَ، أحسب أنّ الإجابة عليه في استطراد أعم للفائدة إن شاء الله. سأل الأخ القارئ "هل ما فعل السلفيون من حماية أقسام الشرطة حقٌ أم باطل؟"

      أود أن اشير إلى أنّ دعوتنا إلى الخروج ومواجهة السلطة الغاشمة الحالية، المتمثلة في المجلس العسكريّ، لا تعنى بحالٍ من الأحوال إعتماد العنف والتدمير والتخريب، أو الإعتداء بأي شكلٍ من أشكاله. إنما دعوتنا هي أن يستخدم الشعب المصريّ حقه في التعبير عن رفضه للواقع الذي استبدلنا فيه طاغية بطواغيت، وفساد بفساد. فإن استخدم النظام آلته القمعية العسكرية أو الأمنية في منعنا من حقنا تحت دعوى الطوارئ أو الإستقرار أو هذه الفزاعات التي يستخدمها كلّ نظامٍ فاسد، وجب التصدى له، فإن إعتدوا أعتدينا، لا نبدأ بعدوان ولا نشجع عليه، لكن لا نسكُت عليه ولا نَجبُن عن مواجهته كذلك.

      ما فعل السلفيون، فيه حقٌ وباطل. الحق هو ضرورة عدم الإعتداء والتعدى، فالمنشآت منشآتنا، والشرطة هم إخواننا، إن فقهوا واستقاموا. فلا معنى لإعانة الشيطان عليهم، وإفتعال مواجهاتٍ لا تخدم إلا العدو الحاكم. والباطل هو أنهم عمّموا عدم الإعتداء إلى عدم التصدى للباطل والخروج عليه، وهو خلطٌ ناشئٌ عن قلة فهم قياداتهم، وقلة خبرتهم بالسياسة ومن ثمّ، خطأهم في تقدير العمل الواجب.

      الحاكم الحاليّ، كالحاكم السابق، يريد أن يتحكم ويفسد في الأرض ويستعبد ويخدم المصالح الصهيونية الصليبية. فلا مجال للوقوف بجانبه أو تأييده أو الهتاف له. ذلك من الخراب العقليّ، إن لم يكن من الخيانة لله والغدر بالشعب. لكن هذا التصدى يجب أن يكون محكوماً بمعايير الشرع، التي تمنع من العدوان إلا لرده، وتمنع من الظلم إلا لرده، لكنها تمنع من الإفساد بالكلية، فلا يجوز الرد على الإفساد بالإفساد. والتدمير والتخريب إفسادٌ متعمدٌ لا يصح في دين الله.