فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      حصيلة أنابوليس ...


      البهائيون والصليبيون والصهاينة

      أوردت وكالات الأنباء أنّ بوش أعلن في أنابوليس أن "الفلسطينيين والاسرائيليين اتفقوا على بدء مفاوضات فورية من اجل التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية 2008."!، وعلى "بذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية 2008"! ثم الإعتراف "بيهودية إسرائيل كدولة دينية!

      هذا ما خرج به الفلسطينيون من أنابوليس! اتفق البهائيون والصليبيون والصهاينة على أن يبدأ المسلمون الفلسطينيون التفاوض مع اليهود! كلّ هذا الهرج والمرج وكل هذه الدعوات والدعايات وكل هذه الدول العربية المستسلمة لأسيادها من الصليبيين، لم يفتح إلههـا بوش عليها إلا "ببدأ المفاوضات"!! وما هذه المفاوضات التي ما زالت جارية على مدى الخمسة عقود الماضية؟ من هو "صائب عريقات" إن كان بدء المفاوضات قد دُشّن اليوم في أنابوليس؟ أليس هو وزيرالدولة لشؤون المفاوضات مع إسرائيل منذ عام 1995؟ وماذا عن مؤتمر أوسلوا؟ أتوقفت المفاوضات ليعلن بوش بدؤها؟ وهل كانت هذه المفاوضات جديّة في يوم من الأيام لنتوقع خلاف ذلك خاصة في الوقت الذي انقسم فيه الشعب الفلسطيني على نفسه، اقلية علمانية وغالبية مسلمة؟ وقت وصل فيه الخذلان العربيّ حضيضاً لم يبلغه من قبل، أراضى محتلة بجنودٍ وعتادٍ، وأراضى محتلة إقتصادياً وثقافياً، وأراضى محتلة بقواعد عسكرية، وضع لا يمكن أن ينشأ معه موقف تفاوضيّ مجدٍ، فأساس التفاوض العادل هو التكافؤ والنِدّية، وهو ما لا وجود له على وجه الإطلاق في هذه المعادلة العربية الصهيونية.

      ثم إن الإعتراف بيهودية الكيان الإسرائيلي يعنى الإعتراف بحق إقامة دولة على أساس دينيّ، وهو مرفوض بالنسبة للعرب جملة وتفصيلا، لا من بوش وحده، بل من زعماء العرب أنفسهم. العلمانية هي الطريق الوحيد المفتوح أمام المسلمين، والدولة الدينية حق مفرد لليهود، دون المسلمين أو حتى النصارى..!

      نحسب، والله تعالى أعلم، أن المشكلة الفلسطينية هي جزء من مشكلة العرب عامة، ومن ثمّ لنّ تُحلّ إلا في إطار الحلّ العام للموقف العربيّ المنهار، فقوة العدو وسطوته في المنطقة وسيطرته التامة على حكوماتها لن تسمح بأي حلّ يضمن للفلسطينيين كرامة أو استقلال، وإنما، إن ارتضوا التنازل التام عن دينهم وهويتهم ومعظم أراضيهم، سيخلى بينهم وبين الحياة، مجرد الحياة، فلا حول ولا قوة إلا بالله. والمضحك المبكي في هذا الأمر أنّ كيد هؤلاء الشياطين كيدٌ ضعيفٌ هزيل، وهزيمتهم سهلة قريبة، ولكن ذلك لمن آمن واتبع كلمات الله وسنة نبيه، فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثاَ. العروش لا تبقى، والرياسة لا تدوم، وكما قال السلف، لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم. هذا النصر لن يكون إلا بقوم يحبون الله فيحبهم الله وبرياسات لا تذل نفسها للمال والسلطة، رياسات تحترم نفسها وكرامة قومها، قيادات لا تقود قومها إلى النار كفرعون. ولكن أين للعرب هذه القيادات، وهم لا يولى عليهم إلا من أنفسهم.