إلى من لا يزال يرى أنها ليست حربا صليبية[1] موجهة ضد الإسلام!! هذه هي الحقيقة أعلنها الصليبيون على فوهات مدافعهم الموجهة إلى صدور أبنائنا وأهلينا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تعقلون
منذ أسابيع عدة والأنباء تتوارد على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز عن استعدادات جيش الإحتلال الأمريكي لإكتساح الفالوجة، مدينة لا يزيد تعداد سكانها على ثلاثمائة ألف نسمة، والتي بدأت بالفعل بشائرها في الساعات الماضية. وتتناول وسائل الإعلام هذه الأنباء وكأنها تتناول فيلما سينمائيا قد قرب موعد تصوير أحداثه، لا هجوم وحشي غير إنساني على آمنين في بلادهم منهم النساء والأطفال والشيوخ، لا نقول الأبرياء لأن أهل البلد شبابهم وشيوخهم أبرياء أصالة والغاصب الصليبي اللعين هو المعتدى. يجرى هذا الإعلان عن المذبحة المرتقبة تحت سمع وبصر العالم أجمع دون أن يتحرك فيه ساكن لوقف هذه الوحشية السافرة المعلنة عن نفسها، بما في ذلك الحكومات التي تدعى أنها "إسلامية" والتي تعلن تأييدها الرسمي لهذه الإجراءات الأمريكية المجرمة.
سبحان الله العظيم، وا إسلاماه، ثم وا إسلاماه! نأكل ونتمتع كما تتمتع الأنعام ونقرأ هذه الأنباء التي تتوقع قتل أهلينا واستباحة بيضتهم ثم لا نحرك ساكنا! ولا نزال نقرأ أنباء الإحتلال الصليبي لأراضي العراق وأفغانستان وما يتداولونه من تهديدات لغزو البقية الباقية..فنتفاعل معها وكأنها قدر من قدر الله ما له من دافع، وهي بلا شك قدر من قدر الله ولكنه بما كسبت أيدينا، فقد طال ليل الإستعباد للخونة من الحكام وخنعت النفوس و
ويروج المجرمون من حكام المسلمين أن ذلك خيرا لشعوبهم! الجبن والذلة والمهانة هي خير للمسلمين في ظل هؤلاء الأدعياء الساقطين! فأمريكا (لعنة الله عليها) تمد هذه الشعوب بمساعدات مادية مزعومة! أمريكا التي يعتمد اقتصادها كليا على البترول العربي تمد يد العون للعرب من ذوى الحاجة! أي منطق أعوج هذا؟ ثم من الذي قال لهؤلاء الخونة الذين ينتصبون على كراسي الحكم في بلاد العرب أننا نفضل طعام البطون على الكرامة والحرص على الدين؟
يتهيأ الصليبيون للهجوم على الفالوجة فيقتلون الأطفال والنساء تحت اسم البحث عن "الزرقاوى"! وهم يتهمون صدام حسين (جزاه الله بما يستحق) بأنه كان يقتل أهل وطنه، فما هذا الذي يفعلونه؟ يغزون بلدا مسلما ثم ينصبون صنيعة كافرا كحاكم ألعوبة "علاوى" ثم يقتلون من يرفع رأسا بقول أو معارضة، ويبحثون عن "المحاربين الأجانب" وكأنهم هم أنفسهم أصحاب بلد! فيا سبحان الله العظيم، ونحن نقف موقف المتفرج المنتظر لخاتمة هذه الجناية، كم سيسقط فيها من قتيل!
وقد تحرك عدد من علماء السعودية الأبرار فأصدروا بيانا بوجوب مساعدة المجاهدين ضد الغزو الصليبي وتحريم مساعدة العدو الأمريكي والبريطاني، ولكن ما الذي أخّر هذا البيان، وهل هو حصار الفالوجة وحدها الذي يبرر الوقوف في وجه الغازى الصليبي؟ بل لقد تحرك عدد من المسيحيين الشرفاء فكتبوا مستنكرين هذه الجريمة الشنعاء ليس فقط بالفالوجة بل بغزو العراق وقتل المسلمين بلا رحمة...
والمشكلة الإسلامية أعمق من الإحتلال الأمريكي وآثاره المدمرة، بل إن هذا الإحتلال وهذه الآثار هما فرع عن أصل المشكلة، فكم من مرة إحتلت الأراضي الإسلامية من قبل غزاة معتدين، ولكن ما يختلف في هذه المرة عن كل سابقاتها على مدار التاريخ الإسلامي هو أن حكام المسلمين في هذه المرة يقفون في صف الغازى، يعضدونه ويساعدونه على قتل أبناء أمتهم! وهذا ما لم يحدث من قبل في تاريخ المسلمين قط. فمشكلة المسلمين إذن هي في هؤلاء الخونة العملاء الذين شروا الحياة الدنيا بالآخرة، ومن قبل ذلك أزاحوا الشريعة عن الحكم في أموال الناس وأعراضهم ودمائهم وأحلوا محلها شرعة الكفر ليتحاكم اليها الناس، فمرقوا على الدين واستعلنوا بالكفر البواح، فكيف يتعجب الناس من موقفهم هذا في موالاة الصليبيين ومساندتهم؟
إن المسلمين يواجهون أعداءاً ثلاثة، اثنان يستخفون ولا يصرحون بالعداء وإن كانوا هم مصدر كل بلاء، والثالث واضح بيّن لا غبش على نواياه الحاقدة تجاه الإسلام وأهله. أول الأعداء وأخطرهم وأبعدهم أثرا هو حاكم خرج عن دين الله ووالى أعداء الله وقتل أهله وأبناء جلدته ومن دعا إلى دين الله في أرضه[2] قال تعالى:
إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم
ومنافق ملحد يتسمى بأسماء المسلمين ثم يخرج علي دينهم فيدعو للعلمانية ويناصر العدو الصليبي الصهيوني وينفذ خططه من أمثال سعد الدين إبراهيم الملحد المصري.
ثم عدو صليبي صهيوني استعلن بعدائه وجاء بجيوشه الجرارة يقتل المسلمين في فلسطين والعراق وافغانستان.
والحاكم المارق الكافر هو أخطر هؤلاء الأعداء فهو اليد التي تنفّذ مخططات الصليبيين.
ألا إن دفع الصائل واجب على كل مسلم لا يتخاذل عنه إلا جبان أو ضال. والدفاع عن البيضة هو أعلى درجات الإيمان. وهؤلاء الصليبيون الأفنجليكيون (Evangelicals) يتخذون دينهم أن يقتلوا المسلمين الذين يعتبرونهم أعداء المسيح (Anti Christ) ويرون أن قيام دولة إسرائيل الكبرى هي إرهاص بنزول المسيح ليحارب أعداءه المسلمين! و"هولاكو" العصر الحديث، زعيم الصليبيين بوش الأصغر، من هذه الطائفة، رغم غبائه الشديد، بل لغبائه الشديد، فقد استولى اللوبي الصهيوني على عقله المتخلف فصوّر له أنه منقذ المسيحية ورسولها الجديد. وقد أعيد انتخاب هذا المأفون على أن يستمر في حربه للمسلمين. ووقف وراءه 52% من أغبياء هذا الشعب المريض من الأمريكيين. ولكننا لا ننكر أن هناك منهم من لا يزال يتمتع برؤية صادقة ووعى بالمأساة وضمير لا يرضى بهذه الوحشية، كما يظهر في مقالات عديدة لهؤلاء المعتدلين المحترمين منهم[3].
إن هذه الحرب لن تقف عند حدّ العراق، بل هي بالفعل قد إتخذت مساربها في داخل أراضى المسلمين قاطبة حين بدأ عملاء الصليبية من الجكام في تنفيذ أوامر ساداتهم وكبرائهم في البيت "الأسود" فغيروا المقررات الدراسية، واعتدوا على حرمات الآذان وبدؤا الخطوات العملية لإنهاء التعليم الديني وغير ذلك من خطوات توضح اتجاه هذه الحكومات العميلة في السنوات القادمة، والتي هي بإختصار تنفيذ أوامر السادة الصليبيين، وساداتهم من الصهاينة لتدمير حياة المسلمين والقضاء على دينهم.
ألا إن السكوت على هذه الهجمة الشرسة التى لا يرقب فيها العدو – بأصنافه الثلاثة – إلا ولا ذمة في المسلمين، هو جريمة لا يمكن أن توصف إلا بالتواطئ مع هؤلاء على محق الإسلام وأهله، وقد قال رسول الله : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم والترمذي وبن ماجة وداود وأحمد.
اللهم إرحم ضعف إيماننا وقلة حيلتنا .. .
وليعرف كلّ إمرء ما عليه من واجب تجاه هذه الهجمة الصليبية الوحشية وكلّ إمرء حسيب نفسه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[1] الحملات الثمانية بدأت في عام 462 هـ (1070) حتى الثامنة عام 644 هـ (1246)، ثم التاسعة عام 1411 هـ (1991) بقيادة المجرم الأب بوش، وأخيرا العاشرة بقيادة المجرم المختل المتطرف بوش الصغير (سنا وقدْرا) عام 1423 هـ (2002).
[2] لا يقول جاهل أو مغرض أنه يجب أن تتواجد هذه الشروط الثلاثة ليقع وصف الكفر على مرتكبها إذ أن مجرد الكفر بآيات الله وحده كفر لا خلاف فيه، وإن لم يقتل الأنبياء. وقتل الذين يأمرون بالقسك من الناس قد يقع في بعض الأحوال ممن ليس بكافر كفرا أكبر ولكن ليس ممن شرّع غير حكم الله وقنّن العلمانية وقتل الداعين إلى العودة إلى شرعه فهذا لا خلاف في كفره إلا ممن ابتلى بالإرجاء.
[3] على سبيل المثال: http://www.commondreams.org/views04/1025-25.htm & http://www.dissidentvoice.org/Nov2004/Ritter1101.htm