فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      وجهٌ خائنٌ عميل

      ورد أمس في نبأ للجزيرة نت أن قد "وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ميرزا) ليلة أمس إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع أنابوليس بشأن الشرق الأوسط، المقرر عقده الثلاثاء برعاية الرئيس الأميركي جورج بوش"!

      رعاية الرئيس الأمريكي بوش، وما أدراك ما رعاية الرئيس الأمريكي بوش! الرئيس بوش الذي يحارب الإسلام جهاراً في كلّ انحاء الأرض! الرئيس بوش الذي يعتقل المسلمين سنوات في جوانتيناموا دون محاكمة أو حتى توجيه تهم إليهم إلا أنهم من أصحاب اللحى، فهم إذن من الإرهابيين! الرئيس بوش الذي يوزعه دينه الإفنجاليكاليّ (المسيحية الأصولية)[1] أن يحتضن اليهود كأصحاب حقّ في إنشاء دولة إسرائيل الكبرى ومحق العرب أعداء المسيح! الرئيس بوش الذي قال عيانا أنّ الحرب المعلنة هي حرب صليبية! هذا الرئيس بوش هو من سيرعى مؤتمر السلام ويكون محايدا بين العرب الفلسطينيين وبين اليهود الصهيونيين!

      والله ما رأيت أعجب ولا أسخف من هذا ولا في اشدّ الأحلام بعداً عن عالم الواقع. والله إن من صَدّق هذا الحديث من عامة العرب، ومن شارك في هذه المهزلة من حكام العرب، وهو عالم بما يعانيه شعب فلسطين، خاصة في غزة التي تحكمها حكومة الأغلبية، إن هو إلا عميل رخيص الثمن، عديم الدين والكرامة، فاقد للشهامة والمروءة، خائن لقومه وأبناء جلدته.

      وقد يقول قائل، ولكلّ إمرء أن يقل ما يريد وإن خلا من كل منطق وفهم!، هلاّ انتظرنا نتيجة الإجتماع لنعطى فرصة للمؤتمرين[2] كيّ يقدموا ما عندهم قبل أن نرفضه شكلا وموضوعاً؟ والسؤال يكشف عن جهل مطبق بأحداث التاريخ القديم وما عليه بنو إسرائيل من مكر وكذب وخداع، وبأحداث التاريخ الحديث الذي ينضح بالإثم والعدوان منذ تآمرهم مع بريطانيا لإقامة الدولة الشائهة، ومجازرهم التي منها ما نعلم كصبرا وشاتيلا، ومنها ما لا نعلم، وعملهم الدائب على تقويض الحياة الفلسطينية والقضاء على أبناء الشعب الفلسطيني جملة وتفصيلاً.

      ثم، من هم المتآمرون، عفوا، أقصد "المؤتمرون"؟ أمريكا صديقة البترول وآباره، وعدوّة الإسلام ودياره؟ أم محمود عباس ميرزا البهائي ربيب اليهود وصنيعتهم ووليهم في الحياة الدنيا والآخرة؟ أم حكام العرب الذين لا يعنيهم شيئ في الدنيا، لا شيئ على الإطلاق، إلا منصب الرئاسة أو سلطان المُلك؟ الذين باعوا دينهم بوعود الحماية والمساندة للبقاء في سدّة الحكم والعون في نقل هذه السيادة لأبنائهم من بعدهم؟ أيهتم هؤلاء بجوع الفلسطينيين وموت أطفالهم وتشريد عيالهم ونسائهم؟ لا والله الذي لا إله إلا هو. ثم الحماية ضدّ من؟ ضدّ ابناء الغالبية الساحقة من شعوبهم، وهو معاين مقرر كما في حالة محمود عباس ميرزا البهائي.

      العرب يملكون كلّ أداة للنصر، وحكامهم، إن آمنوا بالله وباليوم الآخر، قادرون بعون الله أن يسودوا لا أرضهم فحسب بل ما قد يفتح الله به عليهم من غيرها، فعندهم سلاح البترول، وسلاح الجهاد ضد المعتدي المحتل، وسلاح موالاة شعبهم لهم إن استقاموا على الجادة، ثم أعظم سلاح وأقواه، وهو وعد الله تعالى بالنصر، ولكنه قصر النظر وحب العاجلة والخوف من المواجهة والجبن من الحرب وإنعدام الإيمان.

      ألا شاهت الوجوه.

      [1] لتقرأ عن مخازي هذه الطائفة راجع ما كتب مسيحيّ غربي http://pages.prodigy.net/jmiller.cb/evangel.html

      [2] أو "المتآمرين" بتعبير أدقّ.