فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      يا حكّام العرب ..هل من مدّكـر؟

      يتقاطع على الساحة السياسية حدثان لكلّ منهما دلالته الخاصة في سياقه القوميّ وإن كانا يشيران إلى أمر واحد، وهوالغباء السياسيّ للحكام الذين يأمنون للدعم الغربيّ، ويظنون أنه قائم لا يَحيل، إلى أن تأتيهم القارعة.

      الحدث الأول يجرى على الساحة الباكستانية حيث اجتاحت البلاد مظاهرات مناهضة للجنرال مشرف، عقيب إعلانه حالة الطوارئ وتعليق الدستور، وتصدت الشرطة لمئات الآلاف من المعارضين بالوحشية المعتادة من البوليس في بلاد المسلمين. وقد قامت هذه المظاهرات بنداء من بناظير بوتو، رئيسة الوزراء السابقة المعروفة بالعلمانية وانحيازها الغير مشروط للغرب، وعدائها للإسلام.

      والشاهد في هذا أنّ الإدارة الأمريكية قد قلبت لمشرّف ظهر المجنّ واولته ظهرها بعد أن خدم مصالحها كالكلب الوفيّ منذ سيطرته على الحكم عام 99، ووقف إلى جانبها في حربها المزعومة ضد المسلمين، وقتل شهداء المسجد الأحمر، وهاجم مناطق القبائل الحدودية مع افغانستان. لكنّ ذاكرة الصليبيين قصيرة حقيرة، فتركوا مشرف ليواجه العاصفة بعد أن استنفذ غرضه وأصبح عبئاً على الإدارة، بل أخذوا في إذكاء المعارضة ضده لصالح بوتو، وهددوا بقطع المعونة، ولقبوه بالديكتاتور! فعجباء لأصدقاء الأمس، أعداء اليوم... وغداُ

      والحدث الثاني، هو ما يجرى على الساحة الفلسطينية من خيانة مماثلة، تتمثل في التدابير المريبة التي تحيط بذلك المؤتمر المزمع إنعقاده خلال أسابيع في أنابوليس بأمريكا، لبحث "السلام" بين الفلسطينيين والكيان الصهيونيّ، والذي يتولى كبره محمود عباس ميرزا البهائيّ. عباس، المدعوم من الغرب لعلمانيته وخيانته المعروفة، يسعى لحضور مؤتمر لا هدف له ولا أجندة محددة، بل مجرد عرض هدفه تقديم عباس على أنه الممثل الشرعي للفلسطينيين، وترويجا للحزب الجمهورى اليميني المتطرف قبل فترة إنتهاء خدمة بوش الصغير، وعجبا لهؤلاء إذ ينادون بالديموقراطية، ثم يدعمون الأقلية العلمانية الفلسطينية! عباس يصافح أولمرت ويتبسم لبوش بينما يُحكم الصهاينة الحصار الوحشيّ على الفلسطينيين في غزة، الفلسطينيون الذين يتحدث عباس بإسمهم! ولكن، كما قلب الصهاينة والصليبيون ظهر المجن سابقاً لسلف عباس، ياسر عرفات، مع الفارق بينهما، وقتلوه غيلة. إلا إن يومه سيأتي، وعندها سيتعامل مع الشعب الفلسطيني وجها لوجه! وهو يوم آت لا ريب فيه، ويا له من يوم...!

      ثم، هل غابت عنا صورة رمسفيلد الصهيوني وهو يصافح الدكتاتور صدّام حسين الذي لم يقهر إلا شعبه، أيام أرادوه حرباً على الدولة الفارسية، ثم حان الحين، فإذا هم يسحقونه سحقاً ويقتلوا أولاده ويشرّدوا بعائلته، ويسلموه حياً للرافضة الذين قتلوه قتل الأسير الآبق بلا رحمة ولا ذمّة!

      فهل من مدّكر...؟