فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      البَيان .. في خِيانة الأزهر وتلجلج الإخوان

      قال تعالى في سورة المائدة "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَوْفُوا۟ بِٱلْعُقُودِ"1، وأعلى هذه العقود، وأدلها على الإيمان هو العقد مع الله سبحانه بصيغته، التي هي منطوق الشهادتين ومدلولهما. فمن حرّف، أو تنازَل أو بدّل أو تردّد أو أخّرَ العمل بمقتضَاهُما، من توحيد الله والحكم بشريعته، فقد خان عقده مع الله سبحانه وخَرجَ من الدين كما يخرج السَهم من الرّمية.

      وما نراه اليوم من عَبَث رأس الأزهر، أحمد الطيب، بدين الله وبإلتزام حُكم الله وشريعته، هو ظلمٌ أكبرُ وخيانةٌ لله ورسوله، ومروق من الدين، ذلك فيما قدّم من وثيقة كُفرية يتنازَل فيها عن ضرورة الحكم بالشريعة، ويختصر منهج الله سبحانه في المبادئ العامة التي تتفق عليها البشرية كلها، من حديث عن الحرية والمساواة والعدل، ثم تختلف في تطبيقها وحدودها، فيقدم الإسلام الحق في حدودها وتطبيقاتها التفصيلية، ويضِلُ سائرُ البشر في تأويلاتهم الوضعية عن الحق.

      وقد ساير رأس الأزهر، المارق أحمد الطيب، ما يُطالب به العِلمانيون اللادينيون، وما يَسعى لتطبيقه المَجلس العسكرى، وما يريده الغرب بالبلاد، من إغفال تطبيق الشريعة، في هذه الوثيقة المَلعونة، كما هو واضحٌ حتى للمُراقب الغَربي، كما ذكرت الفاينانشيال تايمز، قالت " ومن الجدير بالملاحظة أن وثيقة الأزهر لا تدعو لتطبيق أحكام الشريعة، لكنها تدعو للإستناد إلى "مبادئ الشريعة الإسلامية"، التي تفسر على أنها القيم العَالمية للحُرية والعدالة والمُساواة" “Significantly the Azhar document does not call for the application of sharia law, but says that laws would be based on “the principles of Islamic law” – widely interpreted as the universal values of freedom, justice and equality”  http://www.ft.com/intl/cms/s/

      0/56ac8782-9dbe-11e0-b30c-00144feabdc0.html#axzz1QCbZ4kdR.

      هذه الوثيقة كفرٌ دامغٌ لا مِراء فيه ولا جِدال. وتاريخ أحمد الطيب، الذي ليس له نصيب من اسمه، مَعروف مشهور، فهو إختيار مبارك وخادمه. وقد تزين بلبس الجلباب وبتركيب نفايا لِحيةٍ على وجهه بعد أن تولّى الأزهر، نِفاقاً. وقد ظَهرت علمانيته أيام كان رئيساً لجامعة الأزهر في كثير من تصريحه ، لقلها ما قال "إن الجامعة تَسَعُ أيَّ شخص، حتى اليهود، ولكنها لا تَسع طُلابَ الإخوان"، وهو ما إعترضت عليه الإخوان حينها، ثم إذا بها تضع يدها في يده لدَعم العلمانية المتسَترة بالدين! هذا عدا رئاسته لطريقة صوفية خاصةٍ بعائلته!

      والأشد عجباً أن نائب مرشد الإخوان قد رَحّب بهذه الوثيقة الكُفرية، وذكر إنها وثيقة رائعة، وتمثل ما تراه الإخوان صالحاً للوضع الراهن. مرة أخرى، هذا ما يجعل شباب الإسلام، ممن لم يُسلم قيادَه لهذا الإتجاه الذى يتخذ لنفسه شعار السَيفين والمُصْحف، في شكٍ من جدوى الإنتخابات، التي تأتي بمن يرضى بمثل هذه الوثيقة الخائنة.

      هذا المَوقف هو خيانةٌ لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولعقد الشّهادتين، وللمُسلمين من أبناء وبنات مصر، وإهدارٌ لفرصة سانحة، هيّأها المولى، لإسترجاع تمكين دين الله وشريعته في حياة الناس، كما أرادها الله سبحانه. وهؤلاء الذين يَخونون الله ورسُوله والمُؤمنين، لن يُفلتوا من عِقاب الله، ولإن نَفعهم تأويلهم في الحُكْم عليهم في الدُنيا، فلن ينفعهم يوم العَرض بين يدى الله "وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْـُٔولُونَ" الصافات 22.