فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الساحة السياسية .. حُبلى تترقب الفرج..!

      منذ أيام عدة وأنا أنظر في الأخبار التي تتداولها الصحف ووكالات الأنباء فلا أكاد أجد جديدا يستحق أن يتناوله قلم بالتحليل، فالأحداث هي هي لا تتبدل، حتى شخصياتها لا تكاد تتغير إلا لماماً.

      عباس ينْظم خيوط مؤامرته مع أولمرت، ويرفض الحديث مع الفلسطينيين، الحرب على الإرهاب – زعموا – تمتد وتتعاظم وتتشكل ويشارك في نسج خيوطها ورسم أدوارها وعقد اتفاقياتها رؤوس عربية خدّاعة، الرافضة مستمرون في خطة التسليح النووى ليتسنى لهم إقامة الدولة الصفوية الجديدة، بعد أن أزاح الأمريكيون بغبائهم المعهود وقوتهم الغاشمة أعداء الرافضة من الجانبين الشرقي والغربيّ وفتحوا امامهم العراق لتصبح مرتعا لرفضهم. حكومة المالكي مستمرة في تسويف الوضع في العراق دون وجهة محددة عدا التغطية الواضحة لأعمال القتل ضد السنّة. زعماء القاعدة يهددون ويتوعدون دون نتيجة ظاهرة. الحكومة المصرية تستمر في جهادها ضد المسلمين، ولعل الجديد في هذا الأمر موقفهم من إطلاق سراح قادة جماعة الجهاد المنحلّة، في الوقت الذي تشتد ضراوتهم ضدّ الإخوان، وما ذلك إلا لأن أولئك القادة قد قُلّمت أظفارهم وأعلنوها واضحة أنهم لا دخل لهم بسياسة، والإخوان لا يزالون يسعون في محاولات فاشلة لإختراق الحكومة من الداخل بشكل وإن كان سلميّاً إلا إنه لا يزال يهدد سيناريو قيام الدولة "المباركية" في مصر. ثم ذلك الخبر الفجّ عن عزم الحكومة المصرية إنشاء "مفاعلات" نووية (هكذا بصيغة الجمع كأنها محطات بنزين!) وظاهر أنه ورقة تدعم مصداقية "جمال الأول" لا غير. كذلك سائر الحكومات العربية، التي شُغلها الشاغل أصبح في مقاومة "المقاومة" ودحر جهود المسلمين من الدعاة والعاملين. باكستان، لا أخبار جديدة بعد أن سيطر مشرف على الوضع لفترة أخرى، عدا فرض الأحكام العرفية "لحفظ الأمن" بعد أن سمح لقوى العلمانية المدنية المتمثلة في بناذير بوتو بالعمل المحدود لحفظ الشكل الديموقراطي لا غير.

      لا خبر ينبئ بتغيير كبير قريب متوقع في خريطة الساحة السياسية فيما يختص بالعالم الإسلامي. قوى العمالة لا تزال تمارس دورها في تكريس الوضع المتدني سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، سواء تمثلت في حكومات أو في هيئات محلية. قوى الإسلاميين (مع تحفظ على هذا المصطلح) لا تزال تتخبط بين المقاومة المسلّحة ذات الأثر الضئيل وبين محاولات التغيير عبر القنوات الشرعية السياسية ذات الأثر المنعدم. قوى الغرب الصليبي لا تزال تسير بقوة في خططها لإنهاء أي محاولة استقلالية في أي جهة بالعالم الإسلامي. قوى الصهيونية أصبحت تطلق يدها في العبث بالعراق، وتتلاعب بحياة الفلسطينيين دون أي تدخل من أي جهة عالمية برفض أو تعليق.

      ذكرني هذا الموقف بالحُبلى التي اعتراها الألم في كل موضع من مواضع جسدها، وهي تنتظر ساعة الفرج، لا حيلة لها في استقدامها أو استئخارها.

      ثم يبقى أن نردد قول الله تعالى: "حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" يوسف 110