فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      يا شيخنا القرضاوى ... أنصِف السُنّة من الرافضة

      نقلت صحيفة "المصريون" الإلكترونية تصريح الشيخ القرضاوى بأنه واجب على المسلمين الدفاع عن إيران كبلد إسلاميّ! وهو تصريح لا يُستغرب من شيخنا القرضاوى الذي صدرت عنه مراراً دعاوى تقريب بين السنّة والرافضة لا تجد صدى إلا في نفسه وحده.

      يا شيخنا القرضاوى، والله إنى لأجلّك عن أن اسرد عليك ما قالته علماء السنة على مدى تاريخنا الإسلاميّ كلّه من عطن هذه الفئة وعدائها للسنّة وأهلها، فإنى أحسبك من العلم بمكان لا يحتاج مثله لسرد هذه الأقوال.

      يا شيخنا القرضاوى، ألا تعلم ما يقول هؤلاء عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم! وعن كفر الشيخين وعن عائشة الصديقة؟ أيرضيك أن تدافع عن أمثال هؤلاء الرافضة المدّعين التشيّع والمحبة لآل البيت زوراً وبهتاناً؟

      أتحسب يا شيخنا أن ذلك تاريخ مضى؟ أعيذك أن تقول نعم، فهذا إهدار للحق لا يليق برجل في مكانتك، ألم تسمع ما قالته ملاليهم في جدالهم مع علماء السنة فيما نقلته قناة المستقبل منذ عهد قريب؟ أم تغاضيت عما فيها من سفاهة وسفالة وتجنى على الصحابة والسنّة برمتها ؟ ولحساب من يكون هذا التغاضى؟ لا والله ما هو لوجه حق مهما تجاوزنا في تفتيـق الأعذار.

      يا شيخنا القرضاوى، ألا تعلم كذب هؤلاء الرافضة وتُقْيَتهُم التي هي باب الخداع والنفاق؟ أخَالت عليك أكاذيب القوم وأباطيلهم، والتي لخّصها إمامنا وإمامك مالك رضى الله عنه حين قال: إحمل الحديث عمن شئت إلا الشيعة فإنهم يكذبون، مع علمك وعقلك، أم استدرجتك مهاوى السياسة التي نهارها ليلٌ غاشٍ حالك ونورُها ظلمات تودى إلى المَهَالك؟ وما تردد من تقارب "مصريّ" "إيرانيّ" إنْ هو إلا هَلَكَـة من تلك المهالك لا نعلم خبرها بعد ولكن سيأتينا به عن قريب من لم نُزوّدِ.

      ولعلك يا شيخنا الموقـّر تذكر أكاذيبهم التي حشوا بها "المراجعات" التي وضعوها على لسان الإمام شيخ الإسلام سليم البشري بعد أن يئسوا من أن يستلبوا منه كلمة يزيّنون بها مذاهبهم للعامة من السنّة ليدخلوهم فيما دخلوا فيه من باطل. تُرى أبذلت جهداً موازٍ لجهدهم في محاولة نشر السنّة بين جماهير الرافضة كما يحاولون نشر أباطيلهم بيننا؟

      أغاب عنك يا شيخنا القرضاوى ما تفعله الرافضة بالسنة في العراق، وعن مخططاتهم في الإستيلاء عليها وإعادة الدولة الصفوية الرافضية؟ أيرضيك أن تكون، وأنت من أنت، عوناً لهؤلاء في إقامة دولتهم الرافضية، ألا تعلم يا شيخنا أنّ إشادة مسؤوليهم بما تفضلت به عليهم هى شَرَكَ لا يسقط فيه طويلب علم، بله شيخ جليل في مكانتك؟ فلا تغتر يا شيخنا بهذه الإشادة فهي طوق نار في عنق من تحمّلها.

      أحسبت أنّ القوة النووية في يد الرافضة ستكون عوناً لأهل الإسلام على أعدائهم؟ أعيذك من مثل هذه السذاجة الفجّة يا شيخنا الموقـّر، فالرافضة ما كانوا أبدا في تاريخهم وتاريخنا إلا عون علينا لا عون لنا، وأعيذك مرة أخرى أن أسرد عليك مواقفهم في استعداء التتار وغيرهم على أهل السنّة. إنّ هذه القوة النووية لن تكون إلا يداً غادرة تضرب أهل السنّة بعد أن تجد لها مكاناً في النادى النوويّ وبعد أن تنعقد بينها وبين دولة الصهاينة "معاهدة عدم إعتداء" ثم خطة تقسيم الأشلاء المتبقية من مرابع أهل السنّة.

      يا شيخنا القرضاوى، إنّ لأهل السنة في عنقك واجبُ تغاضيت عنه لحساب وهْمٍ لا ندرى من أين أتاك، أنك ستقيم ما أعْوَجّ من حال الرافضة أو أن تجعلهم يتنازلون عن خَطَلِهم وإفترائهم على أسيادهم من الصحابة. أتحسب يا شيخنا الموقّـّر أننا سنقتوى بمثل هؤلاء أو أنّ الله ناصرنا بعونهم؟ لا والله، هذا وهمُ على وهمٍ على وهم، فإن التّقـَوِي لا يكون بأهل الباطل والبدعة، خاصّة إن كانوا ممن يكيد لنا ظاهراً وباطناً، هذا ليس في شرعنا يا شيخنا الجليل.

      أدعو الله سبحانه أنّ يلفت نظر شيخنا القرضاوى إلى ما غاب عنه من حقّ، وليس بكبيرٍ على العودة إلى الحق إلا مبطلٌ موغل في البطلان، وليس منصب "رئيس هيئة علماء المسلمين" بحجاب يدرأ الخطأ في الدنيا، ولا بحاجب عن سؤال الله تعالى يوم يقوم الحساب.