فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      من هَـديّ النُبـوّة: من أراد الله به خيراً

      حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ‏"‏ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ". رواه البخارى في كتاب العلم

      صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الخير لا يأتي إلا من إتّباع هذا الدين، ولا يأتي الإتّباع إلا بالفقه في الدين، فإن إتباعا دون علم لا ينشأ عنه إلا البدعة المردية. فالفقه في الدين هو أداة الخير الأولى التي لا بدّ منها لضمان صحة العمل التي هي أحد جناحيّ قبوله مع خلوص النية لله.

      إلا إن هناك معنى يجب أن يُتفطّن له، فإن الفقه في الدين يحتاجه كل من يرد الله به خيراً كما هو واضح من الحديث، وهذا ليس أمر متوجه للشيوخ وعلماء الدين وحدهم، وإنما هناك قدر مشترك يجب على كل مسلم "يرد الله به خيراً" أن يفقهَهُ. والإسلام دين حياة يعيش به الإنسان في كل أمور حياته وكلّ أوقات حياته، ومن هنا يأتي الخير لمن يرد الله له الخير، فالفقه في الدين، مع محبة الدين والإلتزام والإيمان به، لا يؤدى إلا إلى الخير في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما. لذلك فالإسلام لا يعرف رجال الدين بالمعنى التقليديّ، كما تعرفهم النصرانية واليهودية، بل إن كلّ من التزم بالإسلام وأراد أن يحيا به الحياة الطيبة وأن يندرج تحت مفهوم هذا الحديث، وجب عليه ان يتفقه في الدين وأن يعرف التوحيد وما يقويه وما يبطله، وما يزيد إيمانه وما ينقصهن وما هو من السنّة وما يخرجه إلى البدعة، ثم أن يحيا بهذه المعرفة كلها فالفقه أعلى درجة من مجرد المعرفة، بل هو العلم والإتباع.

      وما شاع من أن المراد بهذا الحديث هو علماء الدين خطأ محض يقلل من المساحة التي يغطيها هذا الكَلَمْ النبوي الشريف، ويحجّم من أراد الله بهم خيراً، فإن الله يريد خيراً لكل مسلمن وكل مسلم عليه أن يفقه في دينه ليحيا به ويكون ممن أ

      د. طارق عبد الحليم