فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      تيسير علّوني .. صبراً

      صدر حكم المحكمة الأسبانية على الأخ الصحفي تيسير علّوني بالسجن سبع سنوات... بعد سلسلة من الإحتجازات والإعتقالات التي هددت صحته من قبل. وتيسير ليس غريبا على أي منا، إذ كانت كلماته وتقاريره خلال الهجوم الصليبي على أفغانستان كالبلسم على أسماع المسلمين في أنحاء الأرض، ودخل تيسير من يومها قلوب المسلمين في كل مكان ... تلك كانت جريمته الحقيقية، لا ما أدين به من تهمة إجراء مقابلة مع أسامة بن لادن! إذ كم من الصحفيين العالميين إلتقى بن لادن، ومنهم من هم يعملون لحساب الشبكات العالمية مثل CNN وغيرها، ومنهم من يعمل لحساب صحف كبرى كالإندبندنت وغيرها، فلماذا تيسير؟ الجواب واضح ومباشر، لأن تيسير علّوني مسلم محبّ لدينه مخلص لوطنه الإسلامي ومتقن لعمله الصحفيّ. تلك هي جريرته الحقيقية، لا أنه التقي بن لادن أو غيره، فإن العمل الصحفيّ يستدعي تلك المقابلات، وإن التقاء بن لادن كان يعتبر سبقاً صحفياً كبيراً خطيراً، وكانت دور الصحف ووكالات الأنباء العالمية تتسابق على تدبير مثل هذا اللقاء ودفع الغالي والرخيص في سبيل أن تحظى بمثله، وتيسير لم يرتكب خطئا ولا جرما بل فعل ما كان يتمنى كل صحفي أن يفعله وقتها، أن يلتقي بذلك الرجل الذي روّجت وسائل الإعلام الغربية أنه المسؤول عن تدمير تلك البنايات في امريكا، وجاهر بعداء القوى العظمى الوحيدة على وجه الأرض. جريرة تيسير علّوني التي عاقبه عليها القضاء الصليبي الأسباني أنه مسلم، وأنه، لإخلاصه ومحبته لدينه وقومه والحق، قد تفوق على العملاء من الصحفيين، وأثبت للعالم أن المسلم قادر على أن يقدم المادة الصحفية الصادقة أفضل وأثبت مما يقدمه الغرب الذي يتباهى بتكنولوجيته ووسائله، التي تعوزها الروح لتكون إنباءا حقيقيا يمتزج بشخص الصحفي وفكره.

      وما يؤلم ألم الحدث ذاته في هذا الصدد أنّ صحافتنا العربية كافة لم تعتني بهذا النبأ ولم تشحذ همم كتابها وصحفييها لإستنكار مثل هذا الإجرام والتعدى، وللدفاع عن هذا الحرّ السجين، ولم يعتنى أحد منهم بالكتابة عن علّوني لا من زاوية ما يمثله الحكم من مأساة للصحافة العربية خاصة والعالمية عامة، ولكن غيرة على أخ مسلم صادق قدّم للمسلمين، وللعالم رؤية صادقة للحرب الصليبية على أرض أفغانستان، وكشف ممارسات العدو الصليبي وأكاذيبه وجرائمه. وقد كنت أتوقع أن تمتلأ صحفنا بما يقيم الدنيا ولا يقعدها ويحرك الرأي العام العربي ويؤلبه ضد الظلم الأسباني الصليبي، فهذا أقل ما يقدمه أبناء المهنة الواحدة لزميل مسلم مخلص متقن.

      كان الله في عون علّوني، وفي عون أهله وأبنائه، وكشف الله الغمة عن وسائل إعلامنا الرسمية وغير الرسمية فتقدّر الأولويات وتظهر الحق ليعرفه الناسن فإن حقا مخبوءاً ككنز مفقود يفتقر إلى من يكشفه.