فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الحقيقة المغيّبة

      أثناء مقابلة أجرتها التليفزيونية الشهيرة كريستيانا مانبور، الموالية للعنصرية الصليبية، ، لحساب سى إن إن، يوم السبت الماضى مع عدد من البريطانيين في الشارع البريطاني عقب أحداث التفجيرات اللندنية الأخيرة، وأثناء حديثها مع أحد البريطانيين تقدم منها مواطن بريطاني "أبيض" وتدخل بشكل فجائي في الحوار صارخاً فيها: "يجب أن تتحدثي بالحق، قولي لماذا حدثت هذه الهجمات، إنه الغزو في العراق، لابد وأنّ 50 عراقيا قتلوا اليوم في العراق بسببنا!"، وأُسقط في يد الصحفية ولم تجد ما تقول فحاولت التخلص بأن قالت :"هؤلاء هم المواطنون البريطانيون، على إختلاف آرائهم..."، كلّ هذا مسجّل على الهواء (أنظر الصورة في أعلى الصفحة والموقع على النت: http://www.dembloggers.com/story/2005/7/9/175847/3787).

      لقد بدأ مواطنوا الدول الغازية المعتدية، أمريكا وبريطانيا يدركون أن الأمر ليس كما يحاول زعماؤهم خداعهم به من التبريرات الفاسدة غير المنطقية، وقد ظهر توني بلير على التلفاز يخدع الناس بقوله أن هذا العدوان هو عدوان على كل الأمم لا على بريطانيا! وأن هذا لن يثني البريطانيين عن عزيمتهم في الحفاظ على "أسلوب حياتهم الخاص" الذي إرتضوه لأنفسهم!

      عجبا يا بلير! ثم عجبا! إن هذا الهجوم تم على بريطانيا وحدها ولم يقع في الدانمرك أو هولندا أو كندا أوغيرهم من الأمم! والتبرير بسيط، أن هذه الدول لا تشارك في الغزو الصليبي الذي تقوده أمريكا وبريطانيا على أرض الإسلام، وهو تكتيك رخيص يهدف إلى توزيع المسؤلية على الغير حتى تشعر بقية الدول بأنها ضحية كذلك.

      ثم من الذي قال أن أحدا يريد أن " يثني البريطانيين عن عزيمتهم في الحفاظ على "أسلوب حياتهم الخاص" الذي إرتضوه لأنفسهم"؟ إن أحدا لا يهتم بطريقة حياة هذه الأمم فهم أحرار في الطريقة التي يرونها ملائمة لهم، سواء كان ذلك في إباحتهم للشذوذ الجنسي أو إشاعة الفواحش وتقنينها، ذلك أمر لا يعنى المسلمين في قليل ولا كثير، وإنما هو تكتيك رخيص يلقى في روع رجل الشارع البريطاني الخوف والهلع من المسلمين الذين يريدون أن يفرضوا سيطرتهم على أسلوب الحياة في الغرب!

      ولكن إن كان غزو بلاد المسلمين هو مما يعتبره الصليبي بلير من "اسلوب حياتهم" فإن ذلك إذن هو من شأن المسلمين، وهو إذن مما يجب علي المسلمين تغييره بكافة الوسائل المتاحة لهم.

      وهذا هو بالضبط ما عناه المواطن البريطتني الذي إعترض الصحفية الصليبية. إن على المسلمين اليوم أن يبذلوا قصارى جهدهم في العمل على بيان حقائق الأمور لرجل الشارع، فإن أكثرهم لا يعلمون شيئا عما يدور حولهم، وهم أسارى لما تبثّه وسائل الإعلام الموالية للصهاينة والصليبية من سموم يجرّعونها مواطنيهم ليل نهار. ويكفى أن تعلم أن 15% من الأمريكيين يحوزون جواز سفر، فهي امة أمية سياسياً وإن ظهر غير ذلك، وهذا لا يقتصر على العوام بل يتخطاه إلى كثير ممن هم في مناصب عليا، ولا أشك البتة في أن أي سائق سيارة أجرة في القاهرة أدرى بمعالم السياسة العالمية أكثر من كوفي عنان!