شيء عجيب أن تجد إنتاج البترول في مصر أقل من كل جاراتها، أليس هذا شيئا يثير الريبة؟
ما يمكن أن يزيدك ريبة أن مصر كانت من أولى دول الشرق الأوسط بل العالم في كشفه!!!
أرى أن في الأمر شيئا، ولنا مثال في السودان الشقيق التي تأخر اكتشاف البترول فيها إلى زمن قريب جدا قبل سنوات معدودة.
ثم تغير الوضع بالكامل عندما أتت بالصين لتقوم بالكشوف البترولية. فأصبحت دولة مصدرة للبترول وانتعش اقتصادها. بالطبع لا يعني هذا أن الصين دولة العدل ولكنه صراع المصالح العالمية.
فماذا كانت القصة؟ كان يتم عمدا إخفاء الاكتشافات البترولية وتأجيلها حتى يتم تجويع شعب السودان ووقف التنمية من أجل الوصول إلى الانفصال الذي تم.
ما يمكن أن يزيدك ريبة هو إعلان مركز أبحاث أمريكي أن منطقة الدلتا يوجد بها أكر حقل غاز طبيعي في العالم.
كما أن المنطقة بكاملها تاريخيا كانت واقعة في نطاق واحد: يقول الخبراء أن ما هو اليوم نطاق الصحارى في العالم العربي كان يعيش في الماضي السحيق في ظل عصر مطير، و كان وجه الإقليم كالسفانا تغطيه الحشائش والحيوان. هذه الحفريات هي التي كونت البترول فيما بعد حسب إحدى النظريات.
إذن من المنطقي أن تكون المنطقة ذات خصائص بترولية متقاربة، أو على الأقل هناك احتمال كبير.
لن أكتفي بالنقطة السابقة فقط بل سأنتهز الفرصة لمناقشة تطوير اكتشاف وصناعة البترول في مصر حتى نستطيع زيادة موارد الدولة:
- مجال الاكتشافات: يجب فتح المجال للصين لتدخل مجال الاكتشافات البترولية في مصر. هذا سيفتح مجال التنافس بين القوتين العالميتين مما قد يكشف الكثير من الأوراق التي كان يتم اللعب بها في الخفاء.
- سوء الإدارة:كنت قد علمت من مصدري أن بعض العقود يتم مدها بشروط مجحفة نتيجة لفساد الإدارة التي لا تستطيع توفير حق الشريك الأجنبي في وقته، فيتم إرضاءه عن طريق مد العقد لسنوات أطول بشروط مجحفة. نحتاج لمراجعة العقود بواسطة قانونيين و نريد خطة واضحة لوضع حد لهذه المهزلة. يجب علينا أن نعرف نقاط القوة والضعف في كل عقد حتى لا تقع هذه الأزمة مرة أخرى.
- فساد الإدارة: يجب مراجعة جميع العقود التي تمت من "تحت الترابيزة" بأسعار مجحفة للشعب المصري. عقود الغاز الشهيرة خير مثال على هذا.
- الصناعات البترولية: نريد خريطة طريق واضحة ترينا موقع مصر من الصناعات البترولية العالمية وأين تتجه في الوقت الحالي. مصر يجب أن تكون دولة رائدة في هذا المجال تقود ولا تقاد.
- خطوط الأنابيب: نحتاج خارطة طريق واضحة ودراسة جدوى مبدئية. فبرأيي مصر تستطيع توفير خط أنابيب لدول الخليج إلى البحر المتوسط مباشرة، ومنه إلى أوروبا. هذا يمكن أن يكون على مراحل عدة ويقوم بتوفير الكثير جدا من الأموال التي تنفق على نقل البترول و كذلك المخاطر التي يتعرض لها. أيضا هذا الأمر قد يساهم في نمو الصناعات البترولية في مصر.
إذا تم تنفيذ هذه الخطوات بنجاح، فأظن أن دخل مصر من البترول و مشتقاته سيزداد بإذن الله.
لهذا نريد أن نستمع من كل المتنافسين على البرلمان لرؤيتهم لهذه القضايا، كما نريد أن نستمع للحكومة الحالية أيضا.
والله من وراء القصد والنية.