فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الحرية المخصخصة!

      كذب من إدعى أن لا حرية في مصر، كذب وجهل معنى الحرية وحدودها، فإن مصر تتمتع بحرية واسعة لا تعرفها بلد آخر على سطح الأرض، إلا أنها، يا سادة، حرية من نوع خاص، حرية يتمتع بها أعضاء حزب النظام وأذناب النظام و"براطيش" النظام، حرية لا تعرف حدودا ولا قيودا، إذ أنهم أحرار في أن يلفقوا ما يريدون من التهم، ويعتقلوا من يريدون من العوام، ويسرقون وينهبون ويتلاعبون بمصائر الناس بل ويتعدون على شرفهم وعرض بناتهم، ويمنعونهم من الحياة الكريمة اللائقة التي لا يستحقها إلا من يتمتع بهذه الحرية من طبقة "المخصوصين".

      وهذا أمر طبيعي يا سادة، إذ قد غاب عن عقول المصريين الذين يهرفون بأن لا حرية في مصر، أن الحرية سلعة غالية نادرة، فهل رأيتم بلدا في العالم يتمتع أهله بكل غال وثمين! عجبت لكم يا سادة، إن سلعة الحرية هي من نصيب من يستحقونها من أتباع النظام وأذناب النظام وبراطيش النظام، لأنهم هم الذين دقوا الطبول اعوام وأعوام لآلهة النظام ولا يزالون، وهم من ثمّ يدافعون عن حقهم في الحرية، فمالكم تطالبون بما لا تستحقون! أقرعتم طبول الوفاء والفداء للآلهة القابعة على صدور الشعب عقود وعقود لا تريم؟ أاصدرتم فتاوى تبررون بها الخدع والتحايل كما فعل أذناب من الأذناب؟ أأصدرتم أوامر بإعتقال أو تشريد أو إغلاق صحف أو احزاب أو قتل أبرياء في التحقيق.. أو غير ذلك مما يؤهلكم لهذه الحرية المخصوصة؟ عجبت لكم يا سادة؟

      الحرية يا سادة، في بلادنا، ليست كالماء والهواء، أو كما هي في أرجاء أخرى من العالم، أو كما كانت على عهد أفاضل البشر، صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين ذكّروا عمر (وما أدراك ما عمر) بأنهم له بالمرصاد إن تجافى عن الحق، هذا اللون من الحرية يا سادة ليس من حق الإنسان المصرى الذي وصفه سادة مصر بالجهل والتخلف، وكيف نفعل بالحرية ونحن العبيد لا نعرف حدودها ومعناها؟ كيف يتمتع بها من لم يمارسها سنينا طوالا؟ ولماذا تكون من نصيب الإنسان العادي، أن يتحدث بما يشاء ويعبر عن رأيه بلا خوف ويكشف التزييف والخيانة قبل أن تستفحل، ويكون الصغير عونا للكبير والكبير درعا وحماية للصغير؟ ماذا نريد من هذا اللون من الحرية، عجبت لكم يا سادة!

      دعونا نلهج بالحرية المخصوصة ونبارك من باركها وندعو الله أن نفهم عن أصحابها ما هم فاعليه في هذه البلد وابناء البلد الذين لا حق لهم في حرية خاصة ولا عامة.