في أنباء أخيرة، وعلى شاشة قناة فوكس الأمريكية الشهيرة، تحدث جون لوفتس، خبير "الإرهاب"، قائلا أن الرجل الذي الصقت به تهمة التفجيرات الأخيرة في لندن، في 7 يوليو، هارون رشيد، كان معروفا للمخابرات الإنجليزية، بل كان مطلوبا ومطاردا، إلا أن القيادة العليا للمخابرات أمرت أن تكف الأيدى عن القبض عليه، وهو من مجموعة "المهاجرون" التي تكونت عقب خلال الحرب في كوسوفو، ومُوّلت بشكل غير مباشر من المخابرات الأمريكية والإنجليزية. ويكمل لوفتس أقواله بأن المخابرات الأمريكية والإنجليزية قد تركت هارون طليقا يترك لندن متى شاء رغم أن اسمه على لائحة المطلوبين، بل إنه توجه في عام 1999 إلى أوريجون، بالولايات المتحدة لإقامة معسكر تدريب، وأن المخابرات الأمريكية قد أمرت المدعى العام هناك أن يتركه حرا طليقاً!
ويبين الخبير أن الأخبار المتضاربة عنه تتحدث عن نفسها، إذ هو "اولا قد إختفى فجأة من لندن، ثم لا ندرى أين هو، ثم: الأخبار المتواترة أنه قد قتل، ثم: لا، لا، هو في أفريقيا، ثم: قد شاهده أحد رجال المخابرات البريطانية في أفريقيا، فهو إذن حيّ يرزق، ثم إذا هو قد توجه إلى لندن، ثم إذا هو يغادر لندن قبل عشية الإنفجارات، ثم: تم القبض عليه في باكستان، ثم، وياللعجب، أطلق سراحه بعد 24 ساعة! ثم هو توجه إلى زيمبابوى، ثم إلى زامبيا، ثم أبناء متضاربة عن أنه قد إعتقل لا، بل لا يزال طليقاً!!!"
يتعجب الرجل، ونتعجب معه، من هذه السياسة الملتوية، ما المقصود منها؟ وهل هذا نوع من الإنتهازية الخفية يستعمل فيها رجال المخابرات بعض هؤلاء الرجال، دون علم ولا إدراك منهم بهذه الوقيعة، لتنفيذ خططهم ليتمكنوا من شنّ هذه الحرب الضارية على الإسلام والمسلمين بعد أن يمهدوا لهم سبل التنقل، بل والحماية، حتى يقوموا بتنفيذ هذه العمليات التي يستعملها الغرب في تبرير عدوانه؟
والأمر أن هؤلاء الذين يصفهم الخبير بأنهم عملاء مزدوجون، لا علاقة لهم حقيقة بالمخابرات ولا يعملون لحسابها بشكل مباشر، بل ولا يعرفون أنهم متروكون لسبب وهدف، بل هم مخلصون لهدفهم، دون علم بما يحاك حولهم من وسائل تكفل لهم عمل ما يخططون له إلى حين.
وهذه التقارير وأمثالها قد نشرت في صحف ووكالات أنباء عالمية بشكل فردي، إلا أنها لم تكن محل تركيز الصحافة والتليفزيون، إذ أنهما يتبعان السياسات الحكومية الرسمية الغربية كما هو الحال في بلادنا، حذو النعل بالنعل!
لماذا كانت العملية الأولى ناجحة إلى هذه الدرجة، ولم ينجو أحد من فاعليها، ثم تأتي الثانية ضعيفة مقلدة ويتم القبض على منفذيها في أيام معدودة! أيمكن أن تكون العملية الثانية هي التي نفذها بعض من ليس له عند المخابرات قيمة، وإنما حاولوا تقليد ما حدث فجاءت النسخة ضعيفة واهية؟
لا أحد يعلم الحقيقة، فإن الناظر في هذه الأحداث لا يرى دليلا واحدا يشهد بما يقال دون شك في صحته، بل بلا دليل على وجه الإطلاق، إلا ما تطلقه الصحافة العميلة وتنعق به حناجر المذيعين الصهاينة والصليبيين، بدءا بأحداث سبتمبر 11 وإنتهاء بتفجيرات لندن الفاشلة.
ولا شك أن هذه القراءة للأحداث التي قدمها الخبير الأمني الأمريكي، هي التفسير الوحيد لما حدث، بل هناك تفسيرات أخرى تتفق على أمر واحد، أن الحقيقة ليست ما نرى ونسمع، وأن ما خفي كان أعظم!