فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ظاهرة إنعدام الحياء في السياسة الأمريكية

      جاء في الأنباء التي أوردتها الجزيرة نت أنّه قد " أوضحت الوزيرة الأميركية أن سياسات طهران تهدف لإقامة شرق أوسط يختلف بمقدار 180 درجة عما تريده واشنطن للمنطقة. واتهمت مجددا الحكومة الإيرانية بدعم الفصائل المناهضة لإسرائيل والتدخل في الشأن العراقي"! وعجبا أي عجب مما باتت تطالعنا به كلّ يوم وسائل الإعلام مما يصيب المرء بالغثيان من هذا التطاول الممقوت والعجرفة الرخيصة التي تمارسها الولايات المتحدة في غياب العقل والقوة والمروءة العربية.

      ونحن، رغم ما بيننا وبين شيعة إيران من اختلاف بيّن في مصادر الشرع وموارده أصولا وفروعاً، عملاً واعتقاداً، إلا إننا نعجب من تلك الإذدواجية الباردة في المقاييس، إذ كيف تكون طهران أخطر على الشرق الأوسط من إسرائيل التي تمتلأ ترسانتها بالأسلحة النووية دون أن يجرأ أحد في تلك الألعوبة المسماة الأمم المتحدة أن يثير ذلك الأمر أو أن يشير اليه.

      ثم تقول المسماة كانداليزا رايس أن إيران تريد شرقا أوسطا يختلف 180 درجة عما تريده أمريكا للمنطقة! وعجبا! أأصبح الشرق الأوسط ألعوبة في يد الغرباء، كلّ يريد أن يشكّله بما يراه يخدم مصالحه وايديولوجيته، سواء في ذلك إيران الفرس أو أمريكا الروم؟ لا شك أن لإيران هدف تسعى إلى تحقيقه في الشرق الأوسط، وهو أن تهيأ المناخ لإقامة دولة شيعية كبرى تعيد أمجاد البويهيين وتمتد من إيران عبر العراق لتضم، عقائديا، سوريا التي يحكمها العلويون وأجزاء من لبنان التي يديرها حزب الله الشيعي لحساب إيران. ولكن هذا التصور لا يتوافق مع التصور الأمريكي اليهودي للمنطقة، والذي ينبني على أن تظل الشعوب العربية خاضعة لدكتاتوريات ضعيفة مستسلمة تسمح لها بأن تحتفظ بآلية عسكرية قوية تمنع على أراضيها لتتحكم في تدفق البترول إلى الغرب من ناحية ولتمنع أي تقدم عربي إسلامي يهدد الكيان الصهيوني الغاصب من ناحية أخرى. والوجود الإيراني على مساحة العراق وسوريا ولبنان لا يخدم هذا التصور.

      ولا ينقضي العجب حتى نرى أن يكون من الأسباب التي تهاجم أمريكا الدولة الإيرانية بسببها إتهامها بدعم الفصائل المناهضة لإسرائيل والتدخل في شؤون العراق!!! والله إن الحياء قد انعدم من قاموس الغرب الصليبي! فمن الذي عيّن أمريكا وصياً على مصالح إسرائيل؟ لقد عشنا دهرا من الزمن في الستينيات والسبعينيات حين كان الساسة الأمريكيون لا يزالون يستخفون بسياستهم العنصرية ولا يظهرون الممالأة لإسرائيل جهارا كما حال الصليبية الصهيونية الأمريكية الحاضرة. ثم الأعجب الأطم أن تتهم أمريكا إيران بأنها تتدخل في شؤون العراق!! الله أكبر! هذا الغزو البربري وهذا الإحتلال الصليبي وهذه الحملة العدوانية التي قتل فيها الأبرياء وانتهبت فيها الأموال واغتصبت فيها النساء ليست تدخلا في شؤون العراق! فالعراق، كما يحسبها الرئيس الصليبي بوش، هي قطعة من ولاياته المتحدة، لا يصح لإيران أو غير إيران أن يتدخل في شأنها!

      سيظل هذا الهراء المتعجرف يملى إرادته على بلادنا ويخطط لشرقنا طالما ظلت إرادتنا رهن بمن باع بلاده بثمن بخس، كراسي ومناصب وأموال ملوثة بدماء الأبرياء.