فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      من هَـديّ النُبـوّة: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف

      عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وان أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن: قدّر الله وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان." رواه مسلم.

      بيّن رسول الله صلي الله عليه وسلم، في هذا الحديث الجامع، أن الله سبحانه لا يرضي الضعف للمؤمن، بل القوة هي التي تليق بمن لايخشي إلا الله. وقوة المؤمن تكون في كافة أحواله، فهو قويّ في الفقر والمرض بالصبر، قويّ في الغنى والعافية بالشكر، قويّ في مواجهة الباطل بالوقوف ضده، قويّ في نصرة الحق بالإقـامة عليه. المؤمن قويّ قوة تأتي من داخله، من أنوار التوحيد التي تجمع شتات همه في هم واحد، ألا وهو إرضاء الله سبحانه، والاجتماع له قوة لا تتأتى للافتراق. (والإيمان هنا قد ورد بمعني الإسلام، فالمؤمن، في هذا الحديث ، هو المسلم، والعكس، عملا بقاعدة أن لفظيّ الإيمان والإسلام إذا اجتمعا افترقا في المعني ، وان افترقا اجتمعا في المعني). لذلك وجب علي المسلم أن يتميز ،أنّي وجد، عمن حوله ممن ليسوا علي دين الحق. فهو عامل قويّ، وطبيب قادر، وتكنولوجيّ محنك، ومهندس مجرب. وبالتبعية، فالمسلمة قوية في أداء واجباتها العائلية، قوية في مناصرة زوجها والوقوف من وراءه تشدّ من أذره حيال الدنيا وأزماتها. والمسلم، أو إن شئت، المؤمن الضعيف لا يزال فيه خير، هو الخير المتعلق بالإيمان، ولكن أين يقع الأصل من الفرع، وكيف يقاس العنب بالحصرم وان كان كليهما مما يحتاج إليه الناس؟

      د. طارق عبد الحليم