فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      حوار مع مصر: الوطن المصرى .. والمجلس العسكرى - (الحلقة الأولى)

      بكت مصر فى العصر الحديث مرتين و نحن شهود أحياء على مصابها الجلل. ففى المرة الاولى بكت ،انتحبت ،ارتجت من اعماق الآعماق،أهينت حتى الثماله. رفعت يديها الى السماء تدعوا فى خشوع مهيب قيوم الآرض و السماء و دموعها تسيل على خدها انهاراً جارفة. و هى تقول أى رب أنا أرض الأنبياء أنا مهد الحضارات. أى ربى أنا بشرى محمد صلى الله عليه و سلم أى رب أنا أم هاجر و مارية القبطية، أى رب أنا التى خلعت عن جسدى الطاهر ادران الشرك مرتين. المرة الأ ولى عندما آمن أبنائي برسالات ابراهيم وإسماعيل ويوسف  وموسى وعيسى عليهم السلام. والمرة الثانية عندما خلعت عن ربقى ذل عبودية التثليث، فدخل أولادى حدائق التوحيد الذى أتى بها سيد البشر حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم، على يدى الفاتح المغوار عمر بن الخطاب رضى الله عنه وقائده الفذ المتيم بحب مصروالمصريين عمروبن العاص.

      قالت: أى بنى هلا حدثتنى عن الفاروق عمر حتى نعيش فى معيتة، و نرتوى من بحار عدله ولو للحظات.

      قلت: سبحان الله !! و من أنا لأحدثك عن رجل كان رمزأ للحاكم المؤمن الذى اذا ذكر رؤساء الدول و الحكومات منذ فجر التاريخ الإنسانى الى يوم الناس هذا كان أعظمهم ، وأبرهم ، وأزكاهم – من غير مبالغة –أية مبالغة .

      هذا هو الناسك الذى تفجر نسكه حركة و ذكاء- و عملا و بناء.....هذا هو عمر الذى اقتبس من مدرسة النبى محمد صلى الله عليه و سلم. ذلك النبى الذى صحح مفاهيم الحياة، و أفرغ عليها من روحه ، وكساها عظمة من سلوكه ، و كان للمتقين اماما.

      فلمحت أمنا العزيزة مصر تبكى وهى رافعةً يديها الى السماء قائلة اللهم قيض لمصر حاكماً فى عدل و تواضع عمر بن الخطاب وحفيدة عمر بن عبدالعزيز الامام العادل والتى كانت سيرتة

      أكثر الحقائق الانسانية إثارة للعجب ، والانبهار، والاجلال ، والتى جعلت منة أسطورة ، أصدق

      من الحقيقة . . .وحقيقة أعجب من الأساطير . . .

      بل إنة --- قبل ذلك كلة --- شغل الناس والتاريخ وبهرهما بذلك الانقلاب الروحى المذهل وبالظروف التى أحدثتة وواكبته . . .

       

      و فى المرة الثانية التى بكت فيها مصر بحرقة من شدة الفرح، كانت يوم 25 يناير 2011 حينما انشقت الآرض عن أبناء مصر البررة وهم يزيحون التراب عن كاهل  أمهم مصر. وينافحون عنها بالغالى والرخيص ، وهم يدكون فى ميدان التحرير- وكل ميدان فى مصر هو ميدان  للتحرير- عرش الطاغوت الذى ترنح تحت ضربات المصريين ولكن مازال هناك جسده البغيض وقلبه الحاقد على مصر، يتحرك وهو يجمع بقايا حكمة وفلول نظامة ، يدبرون بليل أسود من قلوبهم ،  لأهلت التراب على مصر وأهلها مرة أخرى..

      فهل سينجحون فى ذلك لاقدر اللة؟

      قلت: لأمنا مصر هونى على نفسك أيتها الأم الحنون.

      قالت: يا ولدى كيف أهون على نفسى وقد قتل الارهابى حسنى مبارك الملايين من فلذات كبدى بالفيروسات والمواد المسرطنة التى استوردها من إسرائيل هو والمجرم الصهيونى  يوسف أمين والى شيتيكا ميزار وزير زراعته السابق ؟

      ثم قالت: بصوت ملىء بالحزن كيف أهون على نفسى وأنا المكلومة فى الألوف المؤلفة من أولادى ألشرفاء الأتقياء الذين رمى بهم فى غياهب السجون دون ذنب أو جريرة الا أن يقولوا ربنا الله ؟ثم نظرت وقالت وهى مهيضة الجناح منكسرة الخاطر ألا تعلم أن دموعى لم تجف  منذ أن قتل غدرا ولدى الطاهر العابد السيد بلال وهو فى ريعان شبابه. توقفت الغالية مصر لبرهة ،  وقالت هل لاحظت ابتسامة الرضا على  وجه ابنى سيد وانفجرت فى البكاء؟ قلت نعم وهذه بشرى بلال وحسن الخاتمة ولا نزكى على الله أحدا.

      وعلى كل الأحوال تذكرى يا أماه قول المولى عز وجل (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ. فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران الآيتان 169و 170)

      قلت: للعزيزة مصر هناك العديد من الملفات تهم الغالبية من المصريين فهل من الممكن مناقشتها معك ؟

      قالت: على الرحب والسعة هات ما عندك.

      قلت: أول هذه الملفات هو ملف المغتربين أو ما يسمى بملف العاملين بالخارج. وهذا ما سناقشه معك فى الحلقة القادمة إن شاء الله.

      عبدالمجيد حزين

       رابطة السلفين المصريين ببريطانيا

      1جمادى الأول 1432 هجرية

      5 أبريل 2011 ميلادية