فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ما كان وحتى لا يتكرر ' حادث الإسكندرية '

      لحد اللحظة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عملية تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية،وبمرور أسبوعين دون تبني ( دولة العراق الإسلامية ) لها،يثبت بشكل قاطع أنها ليست من فعلها [1] ويزداد احتمال وقوف جهات قبطية متطرفة خلفها كجماعة الأمة القبطية [2] أو جهات استخبارية في مقدمتها الموساد [3] تسعى لتمرير بعض السياسات بإحداث بلبلة في مصر؛لمشاريعها الخاصة،مستغلة تهديد القاعدة في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي بشن هجمات على الكنائس المصرية في حال عدم تجاوبها مع مطالبها بإطلاق سراح القبطيات اللواتي أسلمن ، وعلى رأسهن كاميليا شحاتة [4] ووفاء قسطنطين [5].

      أسطورة الموساد في كل مكان :

      خلال مراسم تسليم الجنرال آفيف كوخافي رئيسا للاستخبارات العسكرية الصهيونية ( أمان ) [6] خلفا للجنرال عاموس يادلين في 3 نوفمبر / تشرين الثاني قال يادلين : " لقد نجحنا في مصر بتصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر في سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك في معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر ، وإن العمل تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، فلقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع " . [7]

      فاحتمال قيام الموساد [8] بهذه العملية التفجيرية وارد وبقوة ، ولكن حتى لا نبقى ندور في حلقات مفرغة كعادتنا،فلا بد من الإشارة إلى أن تعليق كل شيء على شماعة الموساد والتسليم به كلما طرأ طارئ في بلادنا أو مس سوء أحدا منا،يبعدنا عن جوهر القضية الماثلة وصلبها،ويعيقنا عن التفكير في حلها، وبالمحصلة لن يقدم لنا الشيء الكثير، ويساهم بعدم إدانة المسبب الرئيس.

      فليس كل عمل يجري لنا أو يلصق بنا خلفه الموساد والصهاينة،وليست كل حوادثنا عرضية أو جراء نيران صديقة أو إصابة بالعين،وهذا التضخيم لجهاز الموساد، نوع من الإتكاء السلبي ويدخل تحت باب الهروب والتنصل عن تحمل المسؤوليات,يستفيد منه الكيان اليهودي بالدرجة الأولى كما ألمح " يوسي ميلمان " الخبير في الشؤون الاستخبارية في صحيفة هآرتس بأن " هذه الشائعات والتعظيم لجهاز لموساد يعزز قوة ردع إسرائيل " .

      فلا بد من تشخيص دقيق للحالة لإيجاد علاج جذري وناجع لها،وذلك بالعودة إلى المسببات الحقيقية التي قد تكون قد دفعت تنظيم القاعدة أو بعض الخلايا النائمة المتعاطفة معه " للثأر " أو هيأت الأجواء للموساد وغيره من المنظمات القيام بهذا العمل المدروس والمتناهي في الدقة من حيث التوقيت واختيار المكان ( الإسكندرية ) والتي هي إحدى أهم معاقل الدعوة السلفية في مصر.

      عام مصري مفخخ :

      كان العام المنصرم 2010 مليئا ًبحوادث التحرش والاحتكاك شبه المباشر والتهديد العلني المتبادل في الشارع المصري بين الجانبين ( الإسلامي والقبطي) وقد شهد حالات من التجرؤ القبطي الداخلي والخارجي على الإسلام ما لم يشهده في السنوات السابقة،وهو ما دعا كثيرا من المسلمين في مصر وخارجها إلى إبطال ذلك التفريق بين أقباط الداخل والخارج والقول بأنهم ليسوا طرفين متباينين في المعتقد والتوجهات كما هو التصور السائد :

      طَرَفٌ مُتَطَرِّفٌ يعرف بأقباط المهجر يقيم في أمريكا ويمثله القمص زكريا بطرس،وهذا الطرف يجاهر علانية بكراهيته للإسلام والمسلمين وعداوتهم،بل ويدعو لقتالهم،ويوالي اليهود بناءً على قناعة دينية،ويهنئهم بانتصاراتهم على المسلمين والعرب في فلسطين،ويطلب نصرة كيانهم لتحرير مصر من بني الإسلام،والاستعجال ببناء الهيكل المزعو  48 و 56 و 67 و 73 مع الجيش المصري وأنهم كانوا مجبربين على ذلك وما في يدهم من حيلة. [9]

      وطَرَفٌ مُسالم ٌ "ظاهريا "يقيم على أرض مصر،ويمثله بابا الإسكندرية (نظير جيد روفائيل) والمعروف بالبابا شنودة الثالث،وهذا الطرف "يتصنع "محبة المسلمين ومعاداة اليهود،ويرفض مجرد التطبيع مع كيانهم المحتل لأرض فلسطين،وحتى أنه لن يباشر بالحج إلى القدس إلا مع " إخوانه المسلمين " على حد تصريح له لإحدى وسائل الإعلام في سنوات سابقة ردا على شيخ الأزهر الراحل طنطاوي.


      من حم كالحمامة إلى ال دغ كالحية :

      كما يبدو أن شيئا من رسائل التطمين الغربية والوعود قد وصلت لقيادات الأقباط في داخل مصر،ومما يدلل على هذا الأمر،ما رافق إسلام كاميليا شحاتة من لهجة تصعيدية غير مسبوقة وهتافات من مثل " بالروح بالدم نفديك يا صليب " وما سبقها من مثل " الإنجيل هو الدستور .. وأي حاجة تخالفه تغور " رددت في معرض طرح مسألة الزواج الثاني على الكنيسة من قبل "النظام المصري" وهذا الأمر عزز من موقف القائلين بأن أقباط مصر والمهجر وجهان لعملة واحدة،ومشروعان متناغمان يكمل بعضهما الآخر،ولا فارق بينهما سوى أن ظروف الأمان والحرية قد ساعدت من في المهجر لإبداء البغضاء من أفواههم،فقالوها صريحة بلا أدنى تردد،ومن في مصر صمتوا عن إطلاقها خوفا مما سيترتب عليها،من ثورات شعبية وثارات دموية،وما تخفي صدورهم أكبر،وكلما أتيحت لهم الفرصة أمطروا المسلمين بوابل من التصريحات والتهديدات،وأنهم يتعاملون بسياسة " حم كالحمامة والدغ كالحية " كما ورد في تسجيل منسوب لبعض من أسلم منهم،وأن هذه الحيلة تدرس في كنائسهم وتقوم على إظهار الوجه الحسن ،ليطمئن المسلمين لهم وحين تحين الفرصة ينقضون عليهم بمساعدة قوى الغرب،وأنهم كم يفرحون عندما يمدحهم بعض المسلمين بأنهم يؤدون الحقوق لأصحابها وغيرها من الأمور . [10]

      الأقباط هم الأقباط في مصر والمهجر ؟

      نسوق شيئا من التصريحات والأفعال القبطية التي دعت الكثيرين للقول بأن ( الأقباط هم الأقباط في مصر والمهجر ) وأنهما عبارة عن مشروع واحد يكمل بعضهما الآخر:

      1- عدم تبرؤ من في مصر ممن في المهجر،وعلى رأسهم زكريا بطرس،والاكتفاء بمسرحية استقالته،وهذا دليل على الموافقة،ولو كانوا غير ذلك لتتابعت الردود عليه وعلى من معه من قبلهم،وهذا الصمت يفسر بالرضا،والتأييد المبطن وما سنبينه لاحقا.

      2- تصريحات الأنبا بيشوي حبيب الرجل الثاني في الكنيسة وسكرتير المجمع المقدس ومن يتحضر لخلافة شنودة حيث قال : " المسلمون ضيوف علينا " فكل ضيف لا بد وأن يرحل " ومستعدون للاستشهاد رفضا للتدخل في شؤون الكنيسة " مع اتهامه لكتاب الله بالتحريف حين قال : " وبعض آيات القرآن أضيفت بعد وفاة محمد وقد أضافها عثمان " وقد رافق ذلك تعبئة على المستوى الشعبي القبطي من خلال توزيع بيانات تدعو للشهادة في سبيل المسيح جاء في أحدها مقولة شهيرة للبطريرك غريغوريوس الذي كان شديد العداء للخلافة العثمانية والكراهية للمسلمين والتي تقول: "علينا أن نقدم نماذج للبطولة والصبر والثبات على الإيمان ومحبة المسيح والارتباط بالإيمان به وعدم التفريط في العقيدة وعدم التزعزع عنها،والكنيسة بهذا تريد أن تضع أمام أنظار شعبها بطولة وقداسة هؤلاء الشهداء حتى تكون باستمرار أمثال هذه الأعياد حافزًا لنا أن نكون نحن أيضا ثابتين على إيماننا إذا تعرضت حياتنا لنوع من الضيق أو الألم أو الاضطهاد حتى إذا فترنا في لحظة من اللحظات أو ضعفنا وضعف إيماننا وخارت قوانا نعود فنتشجع و نتقوى فنثبت" .

      3- ضبط " وزارة الداخلية المصرية " شحنة أسلحة في ميناء بورسعيد،جلبها من كيان اليهود نجل وكيل مطرانية بورسعيد "جوزيف بطرس الجبلاوي " والتي حاول التغطية عليها البابا شنودة بالقول أنها " ألعاب نارية " بينما أكدت الداخلية والدكتور محمد سليم العوا أن هذه الأسلحة تخبأ في الأديرة لحرب يتم الإعداد لها ضد المسلمين،والعوا ليس من تنظيم القاعدة حتى يقال أنه يسعى لحرب دينية بتصريحاته،ومن يعرف العوا ومواقفه،يدرك أنه اقرب للمسالمة والموادعة والحمائمية مع الأقباط ومع غيرهم،ومن أشد المؤمنين بما يسمى حوار الأديان.

      4- ما كشفته صحيفة المصريون عن تشكيل الكنائس القبطية " لجان تجنيد الشباب القبطي للدفاع عن الصليب " وعن إيفاد وفد رفيع المستوى ممثلاً عن الكنيسة القبطية في زيارة غير معلنة إلى جنوب السودان لبحث سبل التعاون فيما بينهم بعد الانفصال.

      5- مطالباتهم المتكررة بإلغاء المادة الثانية من " الدستور المصري " والتي تقول : (الإسلام دين الدولة،واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع) والتي كان آخرها مطالبة الملياردير القبطي " نجيب ساويرس " الذي يرتب للتفرغ نهائيا لأعمال التبشير تحت اسم الأعمال الإنسانية والذي تقلقه ظاهرة ارتداء الحجاب في مصر وتشعره انه في إيران،كما قال في حوار معه،والذي ينحي باللائمة على الأقباط أنفسهم إذا كانوا مضطهدين " لأن غالبيتهم سلبيون ولا يدافعون عن حقوقهم،وبالتالي فإن من يضطهد منهم يستحق ذلك لأنه قبله،وعليه أن يثير الضوضاء وينادي بحقه ولو لجأ إلى القضاء " مع جهره الدائم بالعداء لجماعة الإخوان المسلمين ودعوته لتفكيكها،باعتبارها لديه الممثل السياسي لأغلبية مسلمي مصر.

      ناهيك عن التصور العام بأن المؤسسة الدينية القبطية أصبحت بمثابة دولة تعتقل وتحتجز وتعذب وحتى تقتل كل من يخالف نهجها،مع عدم استطاعة أي جهة رسمية أن تتجرأ على طلب تفتيش أي دير قبطي،رغم كل الأدلة والبراهين التي يسوقها الشعب والعلماء والمفكرون بأنها عبارة عن مخازن أسلحة وسجون بشكل أديرة للعبادة.

      صاعقة " كلاب محمد " :

      لو تجاوزنا كل هذه الأمور وتلك الكلمات والتصريحات والأفعال القبطية المفخخة،فإن فيلما كـ (كلاب محمد) الذي أنتجه القمص مرقص عزيز [11] راعي كنيسة العذراء المعلقة والذي قال عنه " أن الغرض منه تهذيب أخلاق المسلمين" كممارسة لفرض الوصاية بشكل شديد الوقاحة،كفيل لوحده بتجييش مشاعر الآلاف من الشباب المسلم – إن لم نقل الملايين - وإدخالهم تحت عباءة القاعدة،وقد شهدت المواقع الالكترونية حالة من الاستنفار والتهديد غير المسبوقة ووضع أسماء الكنائس المصرية وأماكن تواجدها تمهيدا لاستهدافها .

      شنودة ومنهجية التغابي :

      في تعليق سابق للبابا شنودة ( داعية السلام ! ) [12] على بذاءات زكريا بطرس ( مُسَعِّر الحرب ) قال : " إن أسلوب زكريا بطرس غير مرضٍ ،وأن مشاكله لا تتعلق بالهجوم على الإسلام وحسب وإنما بأخطاء عقائدية " وأن " ما يطلقه عبارة عن أمور فكرية يجب على علماء المسلمين الرد عليها " وهذا كلام واضح لا يحتاج إلى تفسير فالخلاف على الأسلوب وكيفية الطرح وبعض الأخطاء لا الكبائر،أما أفكاره الإتهامية للإسلام فلا غبار عليها،واضعا الكرة بلمعب المسلمين وعلمائهم حين قال : " أن واجب علماء المسلمين أن يردوا عليه ".

      أما بالنسبة لأسلوبه في معالجة الأحداث الجسام،فهو يجنح للتبسيط والاستخفاف وعلى سبيل المثال قوله : " أن من يقومون بأعمال العنف من الجانب القبطي صعايدة " بمعنى أنهم معذورون و " لا يصح أنّْ نخرب البلد من أجل امرأة لن تزيد الإسلام أو تنقص من المسيحيَّة" مع أنه في الحقيقة هنالك الآلاف من اللواتي يسلمن من الأقباط [13]ويحتجزن ويضطهدن،أما الطامة الكبرى فما قاله لضيوفه ونقله عنه أحد الأساقفة الحاضرين لصحيفة المصريون : " الناس هتنسى كاميليا زي ما نسيت وفاء قسطنطين ودي أحسن حاجة في الشعب المصري " .

      حوار بين يهودي ونصراني [14] :

      قبل مدة تناقلت المنتديات الإلكترونية تسجيلا خطيرا لحوار بين " مسيحي لبناني " يؤيد زكريا بطرس و " يهودي مصري الأصل" في إحدى غرف البالتوك الصوتية التي تفاجئ الداخل إليها بهذا الكم من الإذاعات القبطية الحوارية التي تسيء للإسلام ولنبيه صلى الله عليه وسلم وتشكك فيه بشكل مقزز بعيد عن كل البعد عن أسلوب الحوار البشري.

      وملخص ما قاله اليهودي الأكثر دهاء ومكرا أن زكريا بطرس فتح عيون المسلمين إلى دينهم،فالمسلم يبقى ملتهيا بين الخمر والملاهي ولا يستيقظ إلا إذا عند سماعه للقرآن،وجاء زكريا بطرس وجماعته أقباط المهجر فأيقظوا هذا المسلم الغاط في سباته،وحرك فيه مشاعر الدين،وأشعره بان ثمة خطر يتهدده،ولا بد من مجابهته،وهذه الأمر سوف نتحمل نتائجه جميعا ، قاصدا ( اليهود والنصارى ) .

      شهادة عقلاء الأقباط :

      في مقال للكاتب القبطي هاني سوريال [15] تحت عنوان "جريمة الإسكندرية .. رؤية مغايرة " يقول : " لطالما تهربَت الكنيسة من سؤال محدد وهو لماذا لم تشلحوا زكريا بطرس؟ وكانت الإجابات ملتوية إن لم تكن زئبقية … لقد تركتم يا أقباط المدعو بيشوي يصول ويجول في ملعب المسلمين والقرآن الكريم .. لقد مات أبناؤنا في نجع حمادي وغرقت فتياتنا في النيل بالمعادي،ولم يذهب كبيرهم وسيدهم لا لأخذ العزاء ولا حتى لتقديم العزاء لأهالي الضحايا.. إن أحداث العمرانية [16] لهي عار علي بعض القيادات الكنسية التي زجت بأولادنا ليُقتلوا أمام رجال الشرطة لكي يكسبوا مبنى كنسيا جديدا… فهم لا يعرفون معنى الضنا مثلنا وفلذات الأكباد لا تعني لهم شيئاً فهم فاقدي الأبوة والبنوة معاً فماذا ننتظر من هؤلاء؟ " .

      وفي مقال للدكتور رفيق حبيب [17] بعنوان " انفجار الغضب طائفيا " يقول : " وعندما يتفرغ النظام السياسي لمحاربة الحركة الإسلامية،ويعمل على إقصائها من المجال السياسي بالكامل،بل ويحاربها في كل نشاط ومجال،فإن المجتمع يخضع لحالة كبت لتياراته واتجاهاته الفاعلة،ومن حالة الحرمان السياسي،تتشكل طاقة مهدرة ومكبوتة،ويصبح التشدد هو العنوان الأبرز " .. " فما حدث ليس نتاجا لعوامل خارجية،ولكنه حالة احتقان محلية الصنع،قد تتدخل فيها أطراف خارجية أحيانا، ولكنها لا تصنعها" .

      أسئلة برسم الإجابة :

      أين كان علماء المسلمين اللائمين والمتبرئين من عملية التفجير؟ولماذا غابت مواقفهم وصرخاتهم من أجل المسلمات المحتجزات في الأديرة القبطية ؟ وأين كان الكتاب والمفكرون الشاجبون والمستنكرون للعملية؟وأين كانت الشعوب ووقفاتهم الاحتجاجية المنددة بالمساس بالوحدة الوطنية وبوادر الانشقاق وتفجير الأوضاع ماثلة أمامهم؟ ألم يُسلموا بصمتهم وعدم تحركهم الملف للقاعدة والجماعات المتعاطفة معها؟وأين كانت المؤسسة الكنسية القبطية الأرثوذكسية مما يفعل سفهاؤهم المتجرئين على دين الإسلام في مصر والمهجر ؟

      حتى لا يتكرر :

      نرى خَلفَ الرَّماد ِوَميضَ نار ٍ*** ويوشِكُ أنْ يَكونَ لها ضِرامُ

      فإنَّ النَّارَ بالعودَين ِتُذكى *** وإنَّ الحَرْبَ مَبْدَؤُها كَلامُ

      فإنْ لَم يُطفِها عُقَلاءُ " قِبط ٍ" *** يَكونُ وراءُها فِتَنٌ عِظام ُ

      فَقلتُ مِنَ التَّعَجُب ِليتَ شِعريْ **** " أأقباط ٌ" يُقوظ ٌ أم نِيام ُ ؟ [18]


      المسألة بالغة الخطورة لمن يدرك أبعادها،وحلها اكبر من القول بحرمة التفجير وتقبيل اللحى ورفع أياد وحمل أهِلة [19] وصلبان وكلمات أخوة لا يقبلها الطرفان حقيقة ،فمنطلق الخلاف الذي في طريقه للوصول احتراب ( أصولي عقدي ) واستخدام المسكنات الآنية قد تزيد حالة التورم والتوتر والاحتقان،والفرد الذي قام به – في حال كان مسلم - يعلم مسبقا ما سيتبعه من شجب واستنكار ورفض،يبررها بالخوف والتخاذل والركون الذي تعيشه الأمة، وجميع الآراء المعارضة لن تقدم أو تؤخر لديه شيئا.

      فلإيقاف هذا النزيف في مصر، على الجانب القبطي المبادر بالتهجم تلبية المطالب الشعبية الإسلامية السهلة لكي لا يبدأ حمام الدم، وهي التبرؤ من أقباط المهجر ،وإخراج المسيرات الشعبية القبطية في الداخل المصري معلنة ذلك، وإطلاق سراح جميع المسلمات المختطفات في الأديرة بلا استثناء، والسماح بتفتيش الكنائس القبطية كما يفعل بالمساجد في حال الاشتباه بوجود أسلحة ومتفجرات فيها، والتوقف عن لهجة التهجم والتهكم والاستقواء بالغرب، ففي حال استشعر مسلمو مصر خطرا داهما بهم سيكونون على أهبة الاستعداد للقيام بأي شيء دفاعا عن أنفسهم ودينهم، وبذلك تتوسع رقعة عمل القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة.

      الهوامش والمراجع :

      --------------------------------------------------------------------------------

      [1] ليس هنالك من مبرر لعدم إعلان دولة العراق الإسلامية لو كانت فعلتها ، وهو ما سنتطرق إليه في المقال القادم بإذن الله .

      [2] جماعة الأمة القبطية : أسسها المحامى القبطي إبراهيم فهمي هلال في 11 سبتمبر / أيلول سنة 1952، حكم القضاء المصري بطلب من الحكومة بحلها في ابريل / نيسان 1954، متهمة بعدد من الجرائم والاغتيالات وشعارها : الله ربنا، ومصر وطننا، والإنجيل شريعتنا، والصليب علامتنا، والقبطية لغتنا، والشهادة في سبيل المسيح غايتنا .

      [3] الموساد : معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة ، تأسس في 13 كانون أول / ديسمبر 1949 ويكلف بالقيام بالمهام الخاصة من قبل قادة الكيان بجمع المعلومات، وبالدراسة الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود الكيان .

      [4] كاميليا شحاتة زاخر مسعد (22 يوليو / تموز 1985 دير مواس ) معلمة مصرية تعمل بمدرسة دلجا الإعدادية زوجة القس " تادرس سمعان " كاهن دير مواس بالمنيا حاصلة على بكالوريوس العلوم والتربية تخصص تاريخ طبيعي من جامعة المنيا 2006 .

      [5] وفاء قسطنطين مواليد 1956 مهندسة زراعية مصرية كانت متزوجة من الكاهن "مجدي يوسف عوض" راعي كنيسة أبو المطامير في محافظة البحيرة أنجبت منه ولدا وبنتا.أعلنت إسلامها بعد سماعها حلقات للإعجاز العلمي للقرآن الكريم للدكتور زغلول النجار .
      [6] أمان : جهاز أمني تابع لهيئة أركان الجيش الصهيوني ، ويعتبر أكبر الأجهزة الاستخبارية وأكثرها كلفة لموازنة الدولة.وحسب القانون الصهيوني فإن جهاز أمان مسؤول بشكل أساسي عن تزويد الحكومة بالتقييمات الإستراتيجية التي على أساسها تتم صياغة السياسات العامة للدولة .

      [7] صحيفة كل العرب الإلكترونية .

      [8] المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير : اعتبر اللواء أحمد عبد الحليم -وكيل لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى - أن تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية هي رد فعل طبيعي من العدو الصهيوني نتيجة للمبالغة الشديدة من قبل الإعلام المصري الذي احتفل بالقبض على الجاسوس المصري الذي يتجسس لصالح اسرائيل، وأظهر الفشل الذريع للموساد .

      [9] راجع موقع المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير تحت عنوان : موريس صادق يهنئ إسرائيل بذكرى تأسيسها ويدعو لإعادة بناء الهيكل على هذا الرابط : http://www.tanseerel.com/main/articl...rticle_no=5429



      [10] http://espanol.video.yahoo.com/watch/4770258/12735352

      [11] مرقص عزيز اسم كنسي ، واسمه الحقيقي لا يعرفه أحد، ظل يكتب باسم مستعار يدعى ( الأب يوتا ) يدعو إلى القتال بين المسلمين والنصارى ، ونادى في تسجيل فيديو منشور على الشبكة العنكبوتية شبابَ النصارى أن يستعدوا ( للاستشهاد ) ، راجع مقال محمد جلال القصاص ( من هو مرقص عزيز ) .

      [12] راجع ( حقيقة شنودة ) في حوار مع الدكتور زغلول النجار .

      [13] الأنبا مكسيموس لقناة الجزيرة : عدد من أسلموا من الأقباط خلال أربعين عاما مليون وثمانمائة ألف قبطي .

      [14] http://www.youtube.com/watch?v=Mpaas...eature=related الرابط على اليوتيوب والتسجيل عبارة عن جزئين.

      [15] مهندس قبطي يقيم في السويد له العديد من الردود الكتابية واللقاءات التلفزيونية على قيادات الكنيسة القبطية .

      [16] في أحداث العمرانية صرح الأنبا مكسيموس [16] بأن : " حادث نجع حمادي نتيجة استفزازات الكنيسة ، فالمسألة مسألة تصفية حسابات بين قيادات راح ضحيتها الأبرياء.

      [17] مفكر قبطي ينتسب إلى الطائفة الإنجيلية ، كان أحد مستشاري المرشد العام السابق للإخوان المسلمين ،وصاحب كتاب سيكولوجية التدين لدى الأقباط .

      [18] من قصيدة نصر بن يسار .

      [19] الهلال رمز محدث للإسلام .