الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليست هذه المرة الأولى التي أكتب عن خطورة هذا الرجل، وعن مَغزى زرْعه في هذا المَنصب، بل سبق أن حذّرت منه قبل أن تتعرض له أي جريدة بنقد، في مقالٍ بعنوان "مَعركة "الجمل" .. ضِد الإسْلام"وذلك في 15مارس
www.tariqabdelhaleem.com/new/Artical-10351.
الرجل مُصيبةٌ بكل معاني الكلمة ومعاييرها، ليس فقط كمنتسب زوراً للإسلام، بل كإنسان يمشى بين الناس بالفوضى والعبث والتخريب. ولم يكن زَرعُه في هذا المنصب، نائباً لرئيس الوزراء إعتباطاً أو مصادفة أو إرتجالاً، بل كان مقصوداً مدبراً، لخلفية الرجل اللادينية المُغرقة في العداء للإسلام وأهله، وشرائعه وكلّ ما يمت له بصلة، ليكون مسماراً في السُلطة التنفيذية، يمنع أي تقدم في إتجاه الإسلام، ويقف في وجه أي تشريعٍ في طريقه، ويستفزّ أهله، ليذكرهم بأن اللادينية هي التي في مركز القيادة، وستظل.
ولا نحتاج إلى تكرار ما قال الرجل في الإسلام، فهو كثيرٌ بغيضٌ، ينبؤ عن رِدّة واضِحة، إذ هو يُنكرُ ما ثبتَ من الدين بالضرورة، بل ويعلن كراهيته، كالحجاب، وسماع الآذان، بينما هو يُقبّل يد نظير جيد الشهير بشنودة، ويحب النصرانية والنصارى. وما علينا أن يرتد الجمل إلى النصرانية، أو أن يؤمن بعقيدة وحدة الوجود الكفرية، فهذا أمرٌ له حدّه وعقابه في الدنيا والآخرة، ولكن المُشكلة أنْ يكون هذا الرجل في هذا المنصب، رغم كره غالبية الشعب له كرهاً شديداً يكاد يزيد عن كرهِه لسيده مبارك!
ما الداعي إلى أن يُزرع هذا اللعين في أعلى سُلطة تنفيذية؟ من يُمثل؟ ومن يخدِم بهذا التعيين؟ ماذا يقصد المجلس العسكريّ بدسّه هناك؟ الرجل لا يقوم بأي دور تنفيذيّ يعين به عصام شرف، بل لا يفتأ يضع شرف في مآزق بتصريحاته المستفزة، وآخرها حول بقاء محافظ قنا المرفوض شعبياً، من المسلمين والقبط، لعمالته للفساد والنظام السابق، ودوره في ضرب المتظاهرين، في منصبه، رغم هذا الرفض الشعبيّ العارم.
الدور الذي يلعبه هذا الكائن، فيما أرى، هو التصدى للقراراتِ غير الشعبية التي يصدرها مجلس الوزراء أو المجلس العسكرىّ، فيكون كبش فداءٍ، لما يتمتع به من ثخانة جلد، وبرودة دمٍ تلزم فيمن يلعب هذا الدور. كذلك ليدير عملية كتابة الدستور الجديد، ليقود الحركة العلمانية اللادينية بشكلٍ سلسٍ دون تعرض رئيس الوزراء أو المَجلس العسكريّ للّوم. كذلك ليدير هذا الكائن العملية الإنتخابية، فيفسدها ما أمكن بحيث يضمن وصول نسبة عالية من اللادينيين لمجلس الشعب دون إرادة الشَعب أو الغالبية، وهو بذلك زعيم!
وجود هذا الرجل في مكانه خطرٌ ماحقٌ على مكتسبات المرحلة الثورية، ونقضاً لمنجزاتها، وإفساداً لنتائجها. ومن ثم، يجب أن يرحل هذا الرجل، ولو بمليونيات عشر، تغصّ بها ميادين مصر، فهو، وحده، سرطانٌ قاتلٌ لا يزال يسرى في جسد الأمة، ليقتلها في غفلة من عقلائها وشبابها.
ولا أدرى لماذا تتحسّس الصُحف التي تندرج تحت عباءة التوجّه الإسلاميّ من الحديث عنه بما يستحقّ، بل بمجرد الإشارة والتلميح دون العبارة والتوضيح! فهم إما لا يعرفون أن ثورةً قامت في مصر، قلبت مقاييس حرية التعبير وحدوده، أو إنهم لا يؤمنون بهذه الثورة ونتائجها، فيتقون شرّ القابع في سُدّة الحُكم لا يزالون!
لتكن منكم أمة يدعون لإزاحة هذا الرجل من منصبه، وليكن صوتكم عالياً، يُسمع الصمّْ إن تصامموا، وليكن شعاركم: إرحل يا جَمل ... فقد سقط الجَمّال.