فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ولا ننسى البحرين .. والخيانة الصّفوية

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      على خلاف المنظومة الثورية العَارمة التي إجتاحَت العَالم العَربيّ من المُحيط إلى الخَليج، تأتي تلك الحَركة الرافضية الصّفوية في البحرين، لتعكّر صفو هذه المنظومة، وتلقى بظلال عميلة غير وطنية ولا إسلامية على تلك الحركة. الظاهر الثابت أنّ الدولة الصفوية في إيران قد انتهزت فترة المخاض الذي تمر بها أمة العرب في شتى الأنحاء، إيذاناً بميلاد الحرية والكرامة والعدل، وتوطئة لإعادة الهوية الإسلامية السنية إلى ربوع بلاد العرب بعون الله تعالى. وبالطبع، فإن هذا التوجه يمثل إنتكاسة للتوجه الصفويّ في المنطقة، حيث يسعى الرافضة أن يمدوا سيطرتهم على المنطقة العربية في غرب آسيا، لتمتد من العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى شمال شرق جزيرة العرب واليمن. والحقّ أنهم، بفضل الجبن العربيّ والغباء الأمريكيّ، قد نجحوا في غالب ما يسعون اليه.

      إلا أنّ الثورات، التي تجتاح بلاد العرب اليوم، اصبحت تهدد هذه الخطة الخبيثة، التي تساعد عليها حكومة المَالكيّ في العراق، وحزب اللات بقيادة عميل إيران حسن نصر اللات، ثم نظام العلويّة في سوريا، ثم الحوثيون في اليمن. هذا إلى جانب فلول الرافضة في بلاد السّنة الأخرى على تفاوت بين وجودها على الأرض، قوة وضعفاً. وهو ما يقلق الصفويين في إيران، ويجعلهم في إضطرابٍ من امرهم.

      لكنّ هذه الثورات قد منحت رافضة البحرين فرصة نادرة للإنقضاض على الحكم في البحرين، وإكمال مسيرة عقود، عضّد الصّفوية فيها تغلغل الوجود الرافضي في البحرين، بشرياً ومالياً وإعلامياً. فإذا بهؤلاء ينتفضون ، تحت اسم الثورة والمطالبة بالديموقراطية والحرية، ضد النظام الحاكم، إيعازاً من الصفوية في إيران، للقضاء على نظام الحكم المنتسب للسنة، وتحويل البحرين إلى عراقٍ جديدة، يُقمَع فيها السّنة، ويعلو الرافضة.

      ولا يجب أن يُفهم من حديثنا هذا إقرار منهج النظام الحاكم في البحرين، بل إن ما جعل هؤلاء لقمة سائغة للرافضة في بلادهم هو ذلك التسيّب والعُهر الذي تعيشه البحرين، إذ لا يخفى على أحدٍ ان ذلك البلد وكرٌ للفاحشة في منطقة الخليج، يَفد الفاسدون اليها من أنحاء الخليج لترضية غرائز حيوانية من جنسٍ مُحرمٍ وتعاطى الخمور والمخدرات. وقد ارتضى النظام الحاكم في البحرين أن يكون وطنهم ماخوراً يعيث فيه الفاسدون الفساد، وهو ما جعل البلد ضعيفاً أمام هجمات الرافضة.

      لكن، هذا الفساد والعبث شيئٌ، وان تقع البلاد فريسة الرافضة الصّفوية شيئٌ آخر. هذه الإنتفاضة هي مؤامرة صفوية لا علاقة لها بوطن البحرين، بل مَثَل البحرين لهؤلاء الرافضة الذين يعيشون على أرضها، مثل لبنان للخبيث حسن نصر اللات الذي يصرّح انّ ولاءه للدولة الصّفوية الخُمينية الرافضية في طهران، لا للبنان، الموطن الذي آواه هو وخِرَافه الرافضة.

      ويكفي أنّ الأحواز العربية، أو "عربستان" كما كانت تُعرف لقرون، لا زالت مُحتلة من قبل الرافضة الصفوية، منذ أن سلمتها لهم بريطانيا عام 1925، تماماً كمت سلّمت فلسطين إلى اليهود عام 1948. وهو أمر لا يجب أن يترك هَملاً، وبعيداً عن الحركات الطائفية الرافضية في البحرين، خاصة بعد أن حولت دولة الفرس الصفوية الأحواز إلى ثكنة عسكرية، وعاثت فيها فساداً وإعتقالاً لأهل السنة .

      لذلك، يجب أن لا ينخدع شبابنا بمطالب الحرية ومظاهر الثورية في أقوال هؤلاء، فالوضع جدّ مختلفٍ، والغرض في ثورات العرب هو التحرر من الخارج، لكن الغرض من إنتفاضة هؤلاء هو الإنصياع للخارج، والدخول تحت سَطوة الصّفوية.