فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الشيطان ..تعينه الشياطين! - القذافي وإسرائيل

      حقيقة أم خيال? إنها حقيقة كما يقول المطلعون على كواليس السياسة في الإقليم: الثورة الليبية لم تكن تشبه الثورة التونسية ولا الثورة المصرية، فالنظام هنا هو نظام القذافي الذي تعامل مع الفلسطينيين واستخدمهم الواحد ضد الآخر، ثم تعامل مع الألوية الحمراء ومع الجيش السري الإيرلندي، ودرب عرباً لتفجير طائرة اسرائيلية في لندن ثم وشى بهم الى السلطات البريطانية حينما جاء وقت التنفيذ، وسجل هدفاً ضد سوريا التي اتهمت بالعملية وقطعت علاقاتها بلندن على إثر ذلك! ساعد ثواراً في أمريكا اللاتينية وتدخل في تفجير ملهى في برلين وألصق التهمة بسوريا أيضاً، يبدو أنه ولأول مرة تمكن أن "يلعب الجدي بعقل تيس"  كما يقول المثل! اتصل بمهربي المخدرات في كولومبيا وتعامل مع معارضات عربية ملكية وجمهورية، وصاحب كثيراً من الزعماء وأقام شبكة من العلاقات العالمية، وكان باب العزيزية مفتوحاً لمجموعة مصطفاة من التجار الذين كانوا يقبضون ملايين الدولارات ويقومون بتنفيذ وصايا العقيد في العالم.

      واليوم تتغير اللعبة... اليوم يجد العقيد نفسه أمام ساعة الحقيقة وفي امتحان صعب للغاية، الثورة الشعبية تقوم في كل المدن الليبية، والثورة تتسلح بماغنمته من مخازن ومعسكرات الجيش الليبي في المناطق الشرقية من البلاد. الثورة يشتد عودها خلال أيام قليلة، ويتلفت العقيد يمنة ويسرة فلا يجد مخارج كثيرة من أزمته، وأخيراً يأتيه الفرج من اسرائيل! دنيا نيوز رصدت بعض التحركات والتسريبات الدبلوماسية والصحافية واتصلت مع العديد من الخبراء وتستطيع أن تؤكد أن الإسرائيليين هم في طرابلس الآن ويديرون الحرب ضد الثوار.

      القصة الكاملة للإتصالات الليبية (العقيد القذافي) والإسرائيلية، والحكاية مثيرة:

      تقوم الحكومة الاسرائيلية -وبحسب الصحافة الاسرائيلية- بمساعدة القذافي في حربة ضد ابناء شعبة, وقد اتصلنا بالعديد من المطلعين على كواليس العلاقات السياسية والأمنية في أوروبا وكان هناك إجماع على أن وراء الدخان المنبعث ناراً، فقد أكد مصدر مطلع لدنيا نيوز رفض الكشف عن اسمه بأن حراكاً واسعاً حصل قبل أيام قليلة انقلبت بعده الأوضاع في ليبيا على أرض المعركة رأساً على عقب.

      فقبل عشرة أيام قام القذافي بإرسال عدد كبير من الطائرات تحمل موفدين في نفس اللحظة، واحدة للقاهرة وأخرى لليونان وأخرى إلى إيطاليا، وقد كان إقلاع الطائرات معاً للتمويه على طائرة رابعة ذهبت إلى تل أبيب، وكان على متنها سيف الاسلام القذافي وضابط رفيع في المخابرات الليبيه لم يكشف عن اسمه. في جنح الليل حلقت الطائرة التي تقل نجل العقيد وهبطت على مدرج عسكري تابع لسلاح الجوي الإسرائيلي في ضواحي تل أبيب، وتوجه سيف الإسلام ومن معه للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي. لم يكن هناك مقدمات طويلة ولا مجاملات دبلوماسية. "لقد جئنا نعرض تعاوناً بيننا وبينكم"، قال سيف الإسلام بحسب مصادر تمكنت من معرفة بعض التسريبات. بعد اللقاء بدقائق طلب نيتنياهو وزير الدفاع باراك والخارجية ليبرمان ورئيس الاستخبارات آفيي كوتسافي، وفي جوف الليل اتخذ القرار، إلا أن رئيس الحكومة طلب من الآخرين التريث في إخبار سيف الإسلام بالجواب.

      خلال النقاش بين الوزراء والرئيس الإسرائيلي قال ليبرمان: "ليس هناك علاقات بينا وبين ليبيا", وقال نيتنياهو وهو يضحك: "العلاقات بين بلدينا جيدة، حتى إننا أنقذنا القذافي من محاولة اغتيال قبل سنوات. والمهم الآن أن لدينا فرصة ذهبية للدخول إلى شمال أفريقيا من البوابة الليبية والاستفادة من النفط والثروة والموقع الإستراتيجي الذي يقودنا الى الجزائر والصحراء المغربية، مما يسهل علينا التدخل في قضية الصحراء والوصول الى تنظيمات القاعدة. إنها منة من السماء لم نكن نتوقعها".

      بعد تداول سريع تم الإتفاق على تكليف طرف ثالث يقوم بالمهمة نيابة عن الحكومة الإسرائيلية على أن يكون جهاز الإستخبارات الإسرائيلية على اطلاع ساعة بساعة على مجريات الأمور، ووقع الإختيار على شركة إسرائيلية تقوم بتقديم الدعم اللوجستي للحكومة الإسرائيلية كلما اقتضت الحاجة، إنها شركة Global S.C.T  ، وهي شركة مسجلة في إسرائيل و يقوم بادارتها الجنرال zev وهو ضابط متقاعد من جهاز الموساد الإسرائيلي، يساعده ضابط متقاعد آخر يدعى يوسي.

      وتستخدم الحكومة هذه الشركة من بين شركات أخرى لتجنيد المرتزقة كلما احتاجت ذلك، وقد اعترفت  صحيفة معاريف بأن الافارقة وغيرهم من المرتزقة الذين يقاتلون بجانب قوات العقيد القذافي تم تجنيدهم من قبل هذه الشركة، وقد تم ذلك بناء على اتفاق بين إسرائيل وليبيا أو بين العقيد والحكومة الإسرائيلية تحديداً، ويدير شركة جلوبال الإسرائيلية جنرال متقاعد من الجيش يدعى ZEV يساعده جنرال اخر يدعى يوسي متقاعد من جهاز الموساد الإسرائيلي كما أسلفنا.

      قفل سيف الإسلام عائداً الى طرابلس على أمل تلقي الرد الإسرائيلي النهائي خلال ثمان وأربعين ساعة، الا أن الرد جاء خلال يوم واحد فقط، فقد وصل الى طرابلس جنرالان من الجيش الإسرائيلي، وقد أخبرا العقيد بأن جلوبال هي من سيقوم بالعملية نيابة عن الحكومة الإسرائيلية، فالحكومة لا تريد أن تقع في مشاكل سياسية ودبلوماسية وفي حرج مع الدول العربية التي لها معها علاقات، وهذه  الشركة متخصصة في تجنيد المرتزقة .

       اجتماعان لا ثالث لهما حسما المسألة بين إسرائيل والقذافي، وقد طلب سيف الإسلام من الحكومة الإسرائيلية استخدام نفوذها في الولايات المتحدة كي لا تتشدد الحكومة الأمريكية في قضية تجميد الأرصدة الليبية وأرصدة عائلة العقيد، وكان له ما أراد مقابل عمولات للحكومة الإسرائيلية قال البعض إنها وصلت إلى عشرة بالمائة من مجمل الأرصدة التي أفرج عنها بالفعل ونقلت إلى طرابلس، وهذا مافسر قدرة القذافي الواسعة على  الصرف على المرتزقة وعلى بعض زعماء أفريقيا حتى اليوم، وقد أكدت مصادر صحافية فرنسية هذه الأنباء ونشرت مواقع فرنسية تأكيدات من مصادر دبلوماسية فرنسية قصة الاتفاقات الإسرائيلية الليبية.

      بدأ العمل على مدار الساعة، وقد أقامت جلوبال اس سي تي شبكة من العملاء المنتشرين في تشاد والنيجر ودولاً أفريقية اخرى لتجنيد المرتزقة وشحنهم إلى جنوب ليبيا ومن ثم إلى الشمال، كما قامت أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية بايفاد خبراء عسكريين إلى طرابلس قاموا بقيادة العمليات العسكرية ضد الثوار، وهذا ما غير مجرى المعارك على الأرض كما لاحظنا خلال الأيام القليلة الماضية، ومكن قوات العقيد من السيطرة على مواقع لم تكن قادرة عليها من قبل، ورفع معنويات العقيد وابنائه حتى إن لهجة الخطاب السياسي الداخلي والخارجي الرسمي الليبي تغيرت.

      إسرائيل قامت ومن خلال اللوبي اليهودي في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على بعض الحكومات والزعماء لتقليل الضغط على العقيد القذافي، وهكذا رأينا ألمانيا والإدارة الأمريكية وإيطاليا حتى تقلل من أهمية أي عمل عسكري ضد القذافي وتضع العصي في دواليب مجلس الأمن وقمة الثمانية والاتحاد الأوروبي حتى لا يصدر أي شيء يزعج التقدم الحكومي ضد الثوار.

      الإسرائيليون الآن في قلب طرابلس وهم يديرون المعارك ويقومون بأدق التفاصيل، ويبدو أنهم وجدوا انفسهم في مغارة مليئة بالكنوز، وهذا مايفسر حالة السرور التي تغمر الحكومة الإسرائيلية إزاء مايجري في ليبيا. ويقول مصدر صحافي غربي ل"دنيا نيوز" إن مقتل مصور الجزيرة علي الحاج اقترحه الإسرائيليون وخططوا له واقترحوه على سيف الإسلام الذي وافق عليه فوراً، وتم تنفيذه بأيدي أفارقة في ضواحي بنغازي الجنوبية، وقد تم نقلهم من بعد بطائرات هيلوكوبتر على الفور إلى طرابلس حتى لا يقع أحدهم بأيدي الثوار وينكشف المخطط ومن يقف وراءه.