فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الثورةُ المِصرية .. عَودةٌ إلى حلّ العِصيان المدنيّ!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      بعد كلّ هذا التلاعب والتواطؤ الذي يحدث على السَاحة المصرية، وبعد ما تأكد أن مجلس العَسكر لن يسمح بزوال بؤر الفساد، ولا بمحاكمة الفاسدين، ولا بإقامة ديموقراطية حقيقية، ولا بتغيير سياسة الإعتقالات التعسّفية والمُحاكمات العَسكرية، بل ويتبجحون أنهم يعرفون مصلحة الشعب فيما يفعلون! فإننا لا نرى في الأفق أي حلّ يمكن أن يتبناه الشعب إلا واحد من إثنين:

      1.       حلّ التصادم مع قوات الجيش، عسى أن يمتنع أفراده عن إطلاق النار على أهلهم وذويهم، ومن ثمّ تسقُط القيادة الخَائنة.

      2.       العِصيان المَدني الشَامل، وهو الأفضَل، إلا إنه يحتاج إلى توعيةٍ شعبيةٍ هائلةٍ تؤمن بها كل القوى السياسية الموجودة سواء من بدين بالإسلام أو بدين النصرانية أو بدين العلمانية، فالمصلحة هنا واحدة. يجب أن يعرف الشعب أنّ شَلّ الحياة اليومية، بشكلٍ كامل وتامٍ" هو المَخرج من أزمة الوقوع في يد العسكر من المُوالين لمبارك إلى الأبد، ممن يعبثون بعقول العَامة "ويستغفلون" المصريين (عفوا في التعبير) وكأنهم لا يعرفون "الخيارَ من كوز الذرة" !

      والعصيان المَدنيّ يعني إعلان الشَعب رفضَه الإنصياع للسلطة القائمة بشكلٍ سِلميّ. وقد تولت ثورة الشَارع أمر نقل مبارك من القاهرة إلى شرْم الشيخ، ويبقى محاسبته وغيره على الفساد، والقضاء على منظومَته، وعلى رأسها المجلس العسكريّ المتحكّم.

      العصيان المدنيّ حلٌّ طرحه المستشار البشري منذ عهد مبارك، وهو لا يزال الحلّ الأمثل للمأزق السياسيّ الذي وقعت فيه هذه الثورة، نتيجة عدم وجود قيادة موحدة لها تستطيع أن تأخذ بزمام الأمر، وأن تتصدى للعسكر، دون الحاجة إلى إستجداء تكوين مجلس رئاسيّ مدنيّ، لن يقوم العسكر بتكوينه بأنفسهم، ليحلّ محلهم. لكن الصحيح هو أن يتفاوض الشباب على تكوين هذا المجلس، مع القوى السياسية التي تمثل الأغلبية الشعبية، ثم يبدأ هذا المجلس في التفاوض مع العسكر لتسَلُم السُلطة فوراً، والقيام بإدارة البلاد بدلاً من العسكر، لحين إنتخاب مجلس نوابٍ ورئيسٍ للجمهورية.

      والأمر أنّ العسكر، حتي إن نجحت القوى السياسية في تكوين هذا المجلس، لن يُسلموا السلطة له بهذه البسَاطة، بل يبقى أن يقوم هذا المَجلس بتوجيه الناس إلى العِصيان المدنيّ، وسيواجه حينئذٍ بالوجه الحقيقيّ للجيش، وستكون هناك تضحيات، وإعتقالاتٌ، ثم ضرب رصاصٍ وإستشهاد، ثم شلل في المرافق العامة.. مخاضٌ حقيقيّ لثورة حقيقية، لا هذه الثورة التي ما أن بدأت حتى انتهت! وما نجحت حتى الآن إلا في زعزعة أركان النظام، وليس في تقويضه، كزلزالٍ بقوة أربعة ريختر، يُفزِعُ ولا يَستأصل. ونظام مبارك يحتاج إلى تسونامي بقوة ثلاثة عشر ريختر على اقل تقدير، ليذهب وعصابتَه غير مأسوفٍ عليهم.

      إن لم يتحقق هذا الأمر، بهذه الصورة، فعلى المصريين أن يوطّنوا أنفسهم على مرحلةٍ من الذلِ والمَهانة والفقرِ لم يشْهدوها من قبل، فإن النظام المتداعي لمبارك وعصابته، سينتقمون من هذا الشعب شرُ إنتقام، حين تدور الدائرة، وتعود الدفة إلى ايديهم، كما يريد لها العسكر، وكما ظهر للناس. واي دليل أكبر من ان يخرج عميلهم عبد المجيد محمود، بكل تبجحٍ وتحدٍ، ليقول أمه ليس هناك نهمة ثابتة على مبارك!!! سبحان الله العظيم، والله إنّ مجرد كونه مبارك، الذي يعرفه العالم والذي اصطلى الشعب بناره على مدى ثلاثين عاماً، هو التهمة الأكبر في تاريخ مصر، لا يحتاج بعدها تهمة. ويكفي أن يُكتب في عريضة الإتهام في خانة تهمته أنها كونه "حسنى مبارك"، لا أكثر ولا أقل!

      وليس يَصِحُ في الأذهانِ شيئٌ      إذا إحتاجَ النهارُ إلى دليلِ

      فالطريقُ، خلاف طريق القتال المباشر، إذن يُختصر في التالي:

      • تكوين مجلس ثوريّ مدنيّ مُتفق عليه، ينظُر لمصلحة مصر العليا دون تحزبٍ أو مَصلحية شخصية أو حزبية
      • مواجهة الجيش، ومطالبته بنقل السُلطة إلى المَجلس، وهو ما سَيرفضه غالباً
      • إعلان العصيان المدنيّ، وشَلّ مرافق البلاد إلى أن يَستسلِم الجيش لمَطلب الشعب.

      والأمر بين أيديكم يا سَادة....