فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      السَلفيون .. والرُؤية السِياسية

      الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      لا أدرى والله ماذا دَهى هذه المجموعة من السّلفيين! تخرج علينا أخبارهم تدعو للحيرةِ والحُزنِ والحَرجِ، وما شِئت من معاني التشَوّش وعَدمِ الفَهم. يخرُج أولاً الشيخ محمد حسين يعقوب بموضوع "غزوة الصَناديق"، والذي نرى أنها زلة لسانٍ لم يُقصد بها ظَاهرها، وإن دلّت على شيئ فإنما تدلُ على تسرّع في الحديث، وعدم مُراعاة أي دبلوماسية سِياسية في تناول الأمور. ثم يخرج الشيخ يعقوب للإعتذار عما بدر منه.

      ثم نرى حازم شومان يتحدث عن علمانية البرادعيّ بطريقة أقل ما توصف به انها فجّة، لا ينقصُها الذَوق السِياسيّ فقط، بل ينقصها المهارة الدعوية في توجيه الحديث، ولا أدرى عن هذا الرجل المنتسب للسلف، كيف يسيئ لدعوة السَلف بهذا الحَديث الفجّ الذي يَخجَلُ مِنه أي منتسبٍ للسلف، بل كلّ منتسبٍ للإسلام، ثم يخرج الشيخ شومان للإعتذار عما بدر منه !

      ثم، هذا الدعيّ الغريب، الناسِبِ نفسَه للسلفِ، محمود عامر، والذي كفّر القرضاوى وغيره لدَعوتهم الإنتفاض ضِد الظلم والإستبدادية، يعلن ترشيح نفسه للرئاسة! هذه والله ثالثة الأثافي وأضحوكة السامع والرائي! أي رئاسة يصلح لها هذا الذي هو مهينٌ ولا يكاد يبين! أإنحطّ قدر رئاسة شعب مصر المسلم لدرجة أن يرشح هذا الرجل نفسه للرئاسة ؟!

      أدعو الله سُبحانه أن يكون هناك لا يزال بين السلفيين من يعرِف قدرَ هذا الوَصف، فإن العِلمانيين يسْتغلّون هذا التشْويش لمُهاجَمة الدّعوة على وجه العُموم، وهو ما يُسئ للإسلام إساءة بالغة في فترةٍ حَرِجَة من فتراتِ الدّعوة اليه، وإلى تطبيقِ الشَريعةِ بشكلٍ متكاملٍ، دستورياً وواقعياً. ولاشكّ أنّ بعضَهم يعرف قدر هذه الدعوة، ويعرف لها حقها، ولا يريد أن يعرّض مصطلح السلفية للهجوم والإستهزاء والتنحية المُغرِضة.

      وقد رأينا أنصاف المُسلمين، من أمثال سليم العوا، الذي صرّح، في ندوة بجامعة القاهرة أمس، فرحاً فخوراً، أن "السّلفيين لا يمكنهم الوصول للحكم" وإعتزازاً وتقديراً بأن "جيش مصر لا عقيدة له، وإنما عقيدته هي حِماية الوَطن"! أمثال هذا الرجل يجب أن يُواجَه بواجِهاتٍ مُسلمة قوية الرد، صَحيحَة الدليل، سياسية الواجهة، تستطيع أن تقنِعَ الشعب بصالحه، دنيوياً وأخروياً، وأن تكون على مستوى العوّا وأمثاله ممن يتقرّبون للناس بخلط الدينيّ باللادينيّ، والإسلام بالعلمانية، وبعبارة أخرى، الحقّ بالباطل.

      ولا غضَاضة على المسلمين، سلفيين وغير سلفيين، أن يدعو لدينهم، فالعلمانيون، كما ذكر لي أخ شيخٌ فاضلً، يروجون لدينهم، والعلمانية دينٌ يدين أهله بالادينية في العلاقات الإجتماعية وبناء الدول، وهم يزينونه ويروجون له، ويخوّفون من أعداء دينهم العلماني، من المسلمين، ويصورونهم على أنهم من المتخلفين الرجعيين المتعصبين السفاحين المختطفين ..إلخ إلخ، من هذه الأوصاف التي تعوّدنا عليها على صفحات الإعلام وشاشات التلفاز. فلِما لا يكون للمسلمين الحق المُماثل في الترويج لدينهم والمنافحة عنه وبيان خبث أعدائه، والتحذير من مصائدهم؟ وأصحاب دين العلمانية قد أخذوا فسَحَة من الوقت، ولا يزالون، في بيان دينهم، والعمل على هدم دين الإسلام طوال الثلاثين عاماً الماضية، بينما كان المُسلمون في المعتقلات، يشرّدون، ويعذّبون، ويضطهدون. فإذا خرجوا اليوم للدفاع عن دينهم، بأي حق يلاموا؟ هذا على شريطة أن يكون داعيهم ممن يحسن الدعوة ويتخير الكلمة، وينسق العبارة، ويلتزم المَوضوعية.

      المطلوب من السلفيين أن يتخيّروا دعاتهم، وأن يُحسِنوا دعوتهم، فالمُتربّصون بالإسلام كثيرٌ مُتعاونٌ على الإثم والعدوان، من اصحاب المَال والنفوذ، كساويرس اللعين، الذي لا يعرف أحدٌ بأي صفة يتحدث إلى الصحافة، وعلى اي اساسٍ يدعو لدينِ العلمانية، وهو قبطيّ عنيدٌ عتيدٌ يريد تخريب البلاد وتضليل العباد، وغيره كثيرٌ من وجوه الباطلُ، الدعاة على أبواب جهنم.