فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      لـوعة الفـراق

      ابـن الرومـيّ

      وقد فقد ابنه الأوسط

      بكاؤكما يُشفي وإن كان لا يُجدي   فجُودا فقـد أودَى نَظِيرُكما عندي ألا قاتـل الله المنـايـا ورمْيـها   من القوم حَبّاتِ القلوبِ على عَمْدِ توخّى حِمامُ الموتِ أوسط صبيتي   فللّه كيف اختار واسـطةَ العِقْدِ على حين شمْت الخـير من لمحاتـه   وآنستُ من أفعاله آيـة الرشـدِ طواه الردى عني فأضحى مـزاره   بعيدا على قربٍ قريبـا على بعدِ الـحّ عليه النـزف حتى أحالـه   إلى صفرة الجاديّ عن حُمـرة الوردِ وظل على الأيدي تساقـط نفسـه   ويذوي كما يذوي القضيب من الرندِ فيالك من نفس تساقط أنفســا   تساقـط درّ من نظام بلا عقـدِ وإني وان متـعت بابنيّ بعــده   لذاكِـرُه ما حنّت النيب في نجدِ وأولادنا مثـل الجـوارح أيهـا   فقدنـاه كان الفاجع البين الفقدِ لكلّ مكان لا يسـد اختلالــه   مكان أخيـه من جزوع ولا جلدِ هل العين بعد السمع تكفي مكانـه   أم السمع بعد العين يهدي كما تَهدي أعيني جُودا لي فقد جُدت للثرى   بأنفـس ما تُسألان من الرفــدِ ألام لما أبدي عليك من الأسـى   وإني لأخفي منه أضعاف ما أبدي محمـدٌ ما شئ تُوُهِـمَ سلـوة   لقلبي، إلا زاد قلـبي من الوجـدِ أرى أخويك الباقيين كليهمـا   يكونان للأحزان أورى من الزندِ فما فيهما لي سلوة بل حـرارة   يهيجانها دوني وأشقى بها وحـدي وأنت وإن أفردت في دار وحشة   فإني في دار الأنس في وحشة الفردِ عليك سلا م الله مـني تحيــة   ومن كلّ غيثٍ صادق البرق والرعدِ