فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      عمرو موسى .. وموسى كوسا!

      الموقف الإنتهازيّ المَصْلحيّ الشائن الذي يتخذه عمرو موسى، بإنتقاد القصف الدولي على قوات القذافي المجنون، التي تواصل قذف وقتل المدنيين في كافة مدن ليبيا، موقف يمثل شخصية عمرو موسى، ويذكرنا بموقف مُمثل العَقيد المَجنون، موسى كوسا، الذي ظهر متحدثاً في الأمم المتحدة، معبراً عن الموقف القذاقي الإجراميّ الكاذِب، دفاعاً عن قضية خاسرة، بل عن إجرام يشاهده الناس عياناً على شاشات التلفاز.

      وعمرو موسى لا يهُمه في قليل أو كثير أمرَ المدنيين الليبييّن، ولو أبيدوا عن بكرة أبيهم، بل هو يعمل على تلميع وجههه وإظهار بطوليته، إستعداداً لمَعركة الرئاسة المصرية القادمة. وهو موقفٌ براجماتيّ عُرف عنه منذ أوليات مواقفه كوزيرٍ للخَارجية المِصرية ثم أمينا عاماً لما يُعرَف بجامعة الدول العربية.

      ويجب أن لا ينسى القارئ أنّ عمرو موسى هو ربيب الحكم الديكتاتورى ليس في مِصر فقط، بل كافة الأنظِمة الديكتاتورية بالشرق الأوسط، كالنظام اليمني والتونسي البائد. وقد عرف عنه السّلبية والتردد والعمل مع الأنظِمة العَميلة في صَالح الصَهاينة أولاً وأخيراً. وهو ما جَعَل هذه المُؤسّسة مجرد شَكلٍ كرتونيّ لا دور له ولا حقيقة، بل يكاد أن يكون مُنظمة خاصّة لعمرو كوسا، تحفظه من الإلتحاق بطوابير العَاطلين عن العمل.

      ولا أدرى ايّّ مدنيين يخشى عليهم هذا الرجل الكوسا من القتل؟ أهم أفراد الكتائب المرتزقة التي تدير عَجلة القصْف والقتل ليلاً ونهاراً، عشوائياً دون تفريق بين طفلٍ أو إمرأة أو شيخ، بل تشنّ حرب إبادة يومية ضد المواطنين العزّل؟ ماذا يقول عمرو كوسا عن قصف الزنتان ومصراته الوحشيّ اللاإنسانيّ؟ ماذا يقول عمرو كوسا عن مقتل العَائلة الكامِلة التي أبيدت بأطفالها الأربعة اليوم، وعن مقتل العشرات بشكل يومي تحتشد بهم المُستشفيات التي يُمنع عنها الأدوية والأجهزة، بل يمنع المَاء والغِذاء عن إجدابيا ومِصراته لأيام عديدة؟ ألم يكن أجدر بموسى كوسا أن يسعى لإرسال قوافل غذاءاً ودواءاً وغطاءاً للمدنيين العزّل، الذين يمثل المصريين رُبعهم عدداً؟ ألا يرى عمرو كوسا الفرق بين التدخل الغربيّ في العراق وأفغانستان، وبين التدخل في ليبيا؟ لماذا لم يَشجب عمرو كوسا التدخل الغربيّ في العراق والذي أدى لمقتل ما ينيف على مليون نفسٍ مسلمة؟

      ونحن نفهم موقف ألمانيا وتركيا وروسيا من نظام القذافيّ المجنون، إذ يحرص هؤلاء على إستمرارية التعاقدات الهائلة التي توكل إلى شركات بلادهم بالتكليف من منظونة القذافي، وهو الوجه القبيح النفعيّ الذي ابرز عوار أردوغان، والذي صوّر نفسه للعرب على أنه خالد العصر الحديث، فإذا به يبيع دنماء آلاف الليبيين لأجل دولارات القذافي، ويضع نفسه هذا الموضع المشين، وكأنه لا يرى ولا يشاهد المجازر التي يرتكبها القذافي ضد الأبرياء العزّل! خسأ وخسر من قائد.

      لقد اصبح القول الذي بَقي من آثار النُبوة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" هو العلامة المميزة لما نرى من مََهازل القول والفعل لهؤلاء المنافقين ممن لا غرض لهم إلا التسلّط. وهوما يجب أن ينتبه له المُصَوّتون في إنتخابات الرئاسة المصرية القادمة، أن هذا الرجل ظِلٌ لحسنى مبارك وطبعةّ خاصّة منه، إن سَمحنا له بالتربّع على الرئاسة المصرية، فلنعلم أننا إذا نسمح لمبارك بالعودة، بل الأخطر منهما، وهو عمرو كوسا.