فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      'قلْ موتوا بغَيظِكُم' .. والمَوعِدُ الشَريعة

      الحمد لله، ثم الحمد لله. وصلت الرسالة، التى وجّهها 78% من الشَعبِ المصريّ إلى القبط ومُرتزقة العِلمانية اللّادينية الكُفرية، أن لا سَبيل إلى أن يتخَطوا إرادة الغَالبية المُسلمة التي لن تتنازل عن هويّتها لصَالح هذه الشرذمة القليلون المعتدون، الخَارجون عن الشَرعية الإسلامية وعن الديموقراطية على حدٍ سواء.

      لكن، يَظهر أنّ هؤلاء الخَاسرين، الذين تسلّموا الرِسالة، ممن لا يَعقل ولا يفهم، وممّن هو مَهينٌ ولا يَكاد يُبين. فقد بدأ التباكي والحنق وإلقاء الإتهامات بشكلٍ عشوائي، يتراوح بين الإتهام بالخداع وبين الجهل والغفلة. فقنوات سَاويرس ودريم، والصحف الإلكترونية العِلمانية، كالدستور والفجر واليوم السابع والمصريّ اليوم والأزمة واليوم السابع، عدا البرامج الهَابطة كبرنامج الحَليقِ الأقرّع عمرو دياب، قد تواطؤا على أنّ:

      1.       هذه النتيجَة السَاحِقة إنما هي بِسبب أخطاءٍ تمّت في تطبيق الديموقراطية ويجب تلافيها في المرّات القادِمة، إذ سَمَحت للمُسلمين بأن يمارسوا حقّ الدِعاية عن رأيهم في صِلة هذه التعديلات بدينِ الأمّة، والدعوةُ إلى الإنتباه إلى حقيقة مراد اللادينيين والقبط في العبث بمواد الدستور اليوم فبل أن تفوتُهم الفرصَة غدا. والعَجب أنهم لم ينتقدوا التوجيه الكَنسيّ العَام بأن يُصوّت القَبط بالرَفض، او بالتظَاهر وإستخدام السَاقطين من أهلِ الظِلّ والخَيال (الفنّانين الفتّانين) للّعب بعقول العامة، إذ كلهم على دينٍ واحد.

      2.       المثقفون والمتعلّمون هم من قال بالرَفض، كما زَعِم الحَليق الأقرَع عمرو دياب، إذ قال إنه، هو ومن معه ممن صَوّت في المناطق الرّاقية، لم يرّ أحدا قال نعم على الإطلاق، بينما أهلِ السَيدة زينب والحُسين والعَشوائيات والأقاليم كافة والصعيد وقرى الفلاحين هم جهلة أميون مغلوبون على عقولهم! هذا والله قمة الهَوَس والسَفالة وخِسّة الأصْل، ولا أدرى كيف يَسمَح الشَعب المصريّ لمثل هذا الرويبضة الأقرَع على سَبّه وإهانته بمثل هذا الشكل غير المَسبوق، ألا لعنةُ الله على الكافرين. الرجل يؤمن بديموقراطية الطَبقة الغَنية، ويَستبعد أفراد الشعب الفقراء في زعمه، ولا يستحى أن يعلن ذلك للملأ على التلفاز! وكأن القبط ليس منهم جَهلة ولا أميّين، بل كُلهم، ما شَاء الله، عُلماء مُثقفون، لا غَضاضَة في تصْويتهم! كَذبٌ وتَضليل أحْلامٍ وسفسطةٍ.

      3.       السّلفيون، الذين يُفترض أنهم لا يَعرِفون إلا الصَلاة واللّحى، قد تحرّكوا لمَجال السّياسة، ولم يكن يفترَض أن يفعَلوا ذلك! وهم لا علم لهم بالسياسَة بل هم (يلعبون فيها)، على حدّ تعبير أحد الضُيوف اللادينيين لقناة دريم الذين تعوّدَت إستضافتهم على الدوام (تهاني الجبالي). عجيب والله، كأنّ السَلفيين (مع إختلافنا معهم في الرؤية) ليسوا مِصريين، وأنهم يجب أن ينتظروا "شهادة نضج سياسيّ" من العلمانيين ليتحرّكوا ويُدلون بأصْواتِهم!   

      4.       التحالف بين الإخوان والحزب الوَطنيّ، وهو أسْخف تلك الهُراءَات البَاردة التي إنْ دلّت على شَيئ فإنما تدلّ على إفلاسٍ وإرْجَاس، وصَدق رَسول الله صلى الله عليه وسلم، "إذا لم تَسْتح فإصْنع ما شِئت"البخارى، فالحُزب الوَطنيّ أشد وأنكى أعداء الإخوان خاصة، وكل المسلمين عامة، ولم يلاق ايا من الإتجاهات الأخرى التي لم تلاق عشر معشار ما عاناه هؤلاء.  

      الحَلّ الأمثل الذي يتوافق مع هؤلاء اللادينيين، أن يتنادوا بَينهم لإعادة حَسنى مبارك، فنظامه هو النظام الوحيد الذي يمكن أن يلبى حاجات الديموكتاتورية التي ظَاهِرها الديموقراطِية وبَاطِنها الديكتاتورية، وتهميش وإهانة طبقات الشعب، وتحكيم الأقلية في مصير الغالبية.