فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مذهبُ الرَفَضِِ العِلمانيّ .. في الإستفتاء المِصريّ!

      لا يَسَعُنا، بعد أن انتهت عَملية التَصويت على المَواد المُعدّلة في الدستور، إلا أن نسجّل العَجب من رافِضة مصر (نقصد معسكر "لا") وأقباطها، الذين حَشَدوا كلّ ما يمكنُهم من وسائلِ الإعلام الخاصّة والفضائِيات والصُحُف الإلكترونية، وهى الغَالبية المُطلقة، إلا صَحيفة أو إثنتين، لتوجيه المُسْتمع والقارئ إلى مذهب الرفضِ العِلمانيّ، وحثهم على التصويت "بلا"، توطِئة لمَحوِ هويةِ الإمة المُسلمة، بإزالة المادة الثانية من الدستور، رغم رمزيتها وقصورها عن تلبية حاجة المسلمين من التحكيم المطلق لشريعة الله سُبحانه.

      تلك الصحف والفضائيات، كدريم واليوم السَابع والدستور والشروق وبوابة الفجر والمصري اليوم وصوت الأمة والأزمة، تكاتفت كلها، بلا إستثناء، على الدعاية المستمرة لهذا التوجه الرافضيّ، بإستضافة الآوجه العلمانية، كعمرو حمزاوى الذي أطل علينا بوجهه الحَليق الزَلِق حتى صَار الأطفال يروّعون في منامهم من صورته! ينادى بضرورة الحرص على الدولة المدنية (اللادينية)، وأنه بدونها تَخسرُ الثورةُ مَكاسبها! ثم أمثال يَحي الجَمل وبلال فضل وإبراهيم عيسى، وهذه الأشباه، ثم الرقاصين من الممثلين والممثلات، بمساعدة المذيعين والمذيعات الذين تبنوا هذه الوجهة. هذا ما عدا الإجماع الكنسيّ الكامل على توجيه كل القبط لهذا التوجه، علنا وصراحة حين أعلن شنودة بتصويتِه له! وسبحان الله الذي جَمع شُنودة وكل أتباعه في خَندقٍ واحد مع العِلمانيين اللادينيين.

      ثم نرى هؤلاء الرافضة العلمانيين والقبَط، مع هذه المَاكينة الدائرة لصَالح ترويج باطِلهم، يتباكون، بكلّ تلوّنٍ ونفاقٍ، على الدعاية الإسْلامية من قِبل الإخوان والسلفيين وغيرهم، بل إنهم رفضوا أن يتحدث خطباء الجمعة عن قضية التصويت لصالح المسلمين، وتناسوا أنّ الكنيسة فعلت فَعلتها دون أن يراقبها أو يعترضُ عليها أحد! ولم نر باكياً على مُخالفات وتجاوزاتٍ إلا منهم، وهو ما يدلّ على إضطراب مُعسكرهم الرافضيّ القبطيّ، وعلى ذُعرِهم من ناحية، وعلى نفاقهم في رفض الديموقراطية التي هم أول دُعاتها من ناحية أخرى. وكأن  التظاهر في ميدان التحرير ليس دعاية، وان اللقاءات التلفازية المستمرة ليست دعاية، وأن ظهور أحمد حلمي وزوجته لتوجيه العامة بما لهم من شعبية ليس دعاية!

      والعجيب هو التشابه بين رافضة العلمانية المصرية المعارضة للإسلام، وبين رافضة البحرين المعارضين للإسلام، كلاهما أقلية، وكلاهما معاندٌ لله ورسوله، وكلاهما يستخفى وراء الديموقراطية، وكلاهما خاسرٌ بإذن الله!

      نقول لشباب الإسلام: يجب أن يكون واضحاً في أذهانكم وضوح الشمس أنّ الأمر ليس أمرَ إستفتاءٍ، تأتي نتيجته بنعم أو لا، فإن هذا، مرة أخرى، مُجرّد خُطوة رَمزية يوّجه بها المُسلمون للقوى العِلمانية الكافِرة، والقبطِية المُثلثة، رسالة أن إرفعوا أيديَكم عن أي ما يمتّ للإسلام بصِلة، فإن دون ذلك الموتُ، لا صناديق الإقتراع. ويبقى الإختبارُ الرئيس حين إعداد الدُستور الجديد، إذ المَطلوب من شَباب الإسلام أن يَنشُر التوعِية بين المُسْلمين لكي تكون وِجهتم هي تطبيقُ الشريعة، لا الإقتصار على أنها رئيسيّة فقط في إستنباط الأحكام كما في المادة الثانية، وأنّ هذا ما يجب أن تنبنى عليه المَواد الدُستورية ليتمّ للشّعبِ المُسْلِم دينه وتوحيده، هذا وإلا فميدان التحرير سيكون الفيصل بيننا وبين من يقف بيننا وبين ديننا، وهناك هو النصر أو الشهادة.