فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      حَشدُ الهِمّة .. لمناصَرة دينِِ الأمّة

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

      لعله لم يكن في عصرنا القريب وقت أكثر ملاءمة وأقرب غرضاً، من هذه الأيام التي أعقبت الثورة، للنَظرِ في مُعطيات الواقع على أرضِ مصر بالنسبة للدعوة الإسلامية، والتحرك في سبيل نَشر الوَعي الإسلاميّ والتعريف بمعاني التوحيد وضرورة الإلتزام بالشرع إجمالاً وبالأحكام  الشَرعية تفصيلاً، بأن تصبح الشريعة هي مَصدرُ القوانين، والمَرجعيّة الإسلامية هي الدُستور الأعلى للبلاد، خُضوعاً لله سبحانه وإلتزاماً بأمره.

      والأمر أنّ الثورة، على جَلال ما قامت به لرَفع الظُلم وإنهاءِ الفَساد والإستبداد والإستعباد، وإسقاط الطواغيت، وإعادة سُحُبَ الحُرية إلى سَماء البلاد، وهو غرض من اغراض الشريعة لا يمارى فيه أحد، إلا أن الثورة لم تكن تقصِد إلى إعلاء الإسلام بالذات، بل إلى رفعة المصريين عامة، وغالبُهم من المُسلمين، وهما غرضان مُختلفان وإن كانا قريبين. كذلك فإن من مَجموع المصريين الذين تولّوا الثورة، من إختلطت نيّاتهم، ممن أراد بها تمهيد الطريق لدولة علمانية لادينية، تتستر تحت مُسمى الدولة المدنية، ومن أراد غَرضٍ طائفيٍّ يخدم أقليّة قبطيّة صَغيرة لا تتجاوز 6% من الشعب.

      لهذا، فإنه يجب الآن أن تتجرّد النية، وتَخلُص الوجهة، وتصِحّ العزيمة، في إعلاء دينِ الغالبية السَاحقة، والحرص على تحكيمه في حياة الناس، وتوعيتهم بأن في ذلك فوز الدنيا والآخرة، وأنه لا إسلام بدون تَسليم، ولا إيمان بلا برهان، وأن الفرصة سانحةٌ لموالاة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم دون إخلالٍ بحق الأقليَة من أهل الكتاب، أو حرية التعبير التي لا تتعدى على عقيدة الأغلبية أو تدعو لغير الإسلام.

      تطبيق الشريعة هو مقتضى الديموقراطية التي ينادى بها العلمانيون والقبط، لكنهم لا يقبلون بها طالما أنها تأتي في صالح الإسلام والغَالبية المُسلمة، وهو ما سيؤدى إلى فتنة نسأل الله تعالى أن يجنّبنا إياها، إذ ستحرق الأخضر واليابس، فالمسلمون لن يعطوا الدنية في دينهم، وهم الأغلبية السَاحقة، لصَالح عددٍ من المُغامرين ممن إرتد عن الإسلام فعلاً من العلمانيين. وهؤلاء لا يصحُ أن يتستروا وراء من لم يفهم مرادهم ويعلم خططهم في هدم هوية الأمة لصَالح لغطٍ فارغٍ عن حداثة العلمانية الملحدة وتقدّمية الليبرالية المتفلتة. والعجيب أن يتدخل القبط في قوانين الدستور ودهاليز السياسة، ودينهم لا يسمح لهم بهذا، بل يدعوهم إلى فصل الدين عن الدولة إبتداءاً. فهل يا ترى هم الخارجون على تعاليم دينهم، أم أن دينهم خَارج عن الواقع عار عن الصحة؟

      جاء الآن دور شَباب الإسلام، وكلّ من يدينُ بدين الإسلام، حقيقة لا إدعاءاً، إيثاراً لا ميراثاً، أن يُظْهِرَ تمسّكه بدينه وإستعداده للموت دونه، إن تعرّض لأي مَسَاسٍ من أي جِهة كانت. لقد أحجَمَ الإخوان وغيرِهم ممن إنتمى إلى الدعوة، طوال الثلاثين عاماً الماضية على الأقل، عن أي مواجهة مع السُلطة، أو محاولة كَسرَ جدارِ الخَوف، حتى تولّت الثورة عنهم هذه المهمة على أحسَن وجه. وليس الآن ما يعوق التقدم بالدعوة بأقصى جَهدٍ ممكن، والتركيزِ عليها، مع إبقاء العُيون مفتوحَة على العَمل السياسيّ الذي بات مؤثراً حقيقياً لا مزوراً ، ولا يصح أن يُسرق من قِبَل هذه الشِرذِمة القليلون.

      ولا يعتقد أحدٌ أن المسلمين سيَجْبنون أمام أيّ تحدى يُحاول شَراذمَة العلمانيين اللادينيين، والقبط، فرضَه على أرضِ الواقع، بل يجب أن يكون معلوماً للجميع أن محاولة فرض العلمانية أو اللادينية أو الدولة المدنية أو ما شئت من هذه التسميات، التى لا صلة لها بالإسلام، سوف يُقابل بكل وسائل المقاومة، بما فيها القوة المُفرطة إن لزم الأمر، ولم تُفلح وسائل الإقناع الديموقراطية، التي صدّعونا بروعتها من قبل، ثم إذ هم ينتفضون عليها بين يوم وليلة!

      الشهادة هي الأفضل حين يجد المُسلمُ أن دينه يهان ويستهان به، وأن شريعته تُنحى جانباً لصالح فِكر الكُفر العلمانيّ، وهُراءات القبط.