فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      معركة

      يحي الجمل، وجه من وجوه القانون المعروفة التي عايَشَت النظَام الديكتاتورى الساقط، بما أشاعه من فكر علمانيّ، والذي صرّح نفسه أنه كان يدرّسه لطلبته منذ أن أضاف السادات المادة الثانية للدستور، والتي وصَفَها الجَمل بأنها نفاقٌ سِياسيّ، وكأنما إتبّاع ما يؤمن به الغالبية من الشعب هو النفاق، بينما أن نفرضَ إنحِرافاً عن عقيدة الغَالبية هو الديموقراطية! وكأنه هو في حديثه النفاقيّ الصريح عن "روعة حديث الأنبا موسى، وعظمة موقف قداسة الباب شنودة، ورِفعَة حديث أحمد الطيب" ليس أستاذاً للنّئفاق الدّولي العَام!

      والجَمل، معروفٌ بعدائِه للإسلام، بغضّ النظر عما يدّعيه من أن إسلامه هو الإسلام وأنّ غيره متطرفٌ منحرفٌ ذو عقلية منغلقة سوداء، كما عبر في إحدى لقاءاته التلفازية الحديثة، إذ حين يدّعى هذا الرجل أن الحجابَ ليس من فروض الله بل هو إختيارٌ شَخصيّ، يعبر عن مستوى دينه وموقفه من الإسلام. ثم إذا هو يخرّج علينا مؤخراً بالهجوم على "الوهَابية" وإدّعاء أنهم ليسوا من الإسلام في شَيئ.

      ولفظ الوهَابية هو دليلٌ واضحٌ على إتجاه من يستخدمها، إذ لا يستخدِمها إلا من لا يفقه عن الإسلام شيئاً، وإلا من إتّبع الإستشراق والفكر العلمانيّ العالميّ، وإلا من أبتلاه الله بعمى البصيرة كما قال تعالى :"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلْأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلًا ﴿103﴾ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا" الكهف 104.  

      والحَقّ، الذي يَشهدُ له التاريخ الصريح، والفهم الصَحيح، أنّ دعوةَ المُجدّد محمد بن عبد الوهاب لم تَأتِ بجديدٍ غَريبٍ عن الفَهمِ الإسلاميّ السُنيّ الأصيل الذي كان رسولُنا صلى الله عليه وسلم نبعَه الصّافي، بل أتت لتُعيد (اي تُجدد رأب الصدع) الفهم الصخيخ للتوحيد والشرك والعمل على إزالة الشِركيّات التي سَادت شبه الجزيرة نتيجة الجَهل والتصوّف (وهما رديفان). فقد دعا الإمام إلى العودة لفهم التوحيد كما جاء فيالقرآن والسنة، وم ثمّ فهم "لا إله إلا الله" على أنها نفي كلّ ألوهية لغير الله سبحانه وإثباتها لله وحده، ونبذ الطاغوت بكل صوره، من شَيطانٍ ومُتجبّرٍ، ونبذِ الإستغاثة بالمَوتي والتوسّل بهم، وإدّعاء الولايات التي ترفَع أصْحابها أعلى من مَراتب الأنبِياء، وعدم الحَلف بغير الله وما شابه من شركيات اختلَطَت بالإسلام وشَوّشَت على التوحيد.

      أمّا عن الفِكر العِلمانيّ الذي تغلغَل في طَبقات الشَعب الذي إختلَطَت عليه مَعاني الدّين ومفَاهِيمه وأغراضِه ومقاصِده ودوره، وبإختصار، كلّ ما يكون له صِلةٌ بالإسلام، فيعمل في العَامّة من خلال تزييف هذه المَعاني، ليخلط الديموقراطية بالشورى بحكم الأغلبية بالحرّية، خَلُطاً متعَمّداّ ليكتسِبوا عَدداً من الأصْوات الإنتخَابية عسى أن يُمرّوا حَذفِ المَادة الثانية، ويبدّلوا هويّة الأمّة المُسلِمة.

      دعوة بن عبد الوهاب هي دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي مَنهج الصّحابة والتابعين وأمّة الإسلام على مرّ العُصور. ومن يَحذّر مما أسماه الإحتلال بالوهّابية، إنما هو جَاهلٌ مُغرِضٌ زنديقٌ لايأبه لله ورَسوله.