فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الموبقات العشر في فكر الحرورية الأشرّ

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

      من المفيد أن نذكّر على الدوام بنقاط الخلل والانحراف في الفكر البدعيّ، حتى لا يغيب عن أعين أهل السنة، خاصة ممن هم ليسوا من أهل التخصّص. وهذا ما فعلنا على مدى أكثر من خمسة وثلاثين عاماً مع الفكر الإرجائي، متمثلاً في جماعة الإخوان المسلمين، خاصة في السنوات الثلاثة التي تبِعَت حركة 25 يناير 2011 في مصر، حيث كنا نُصدر مقالاً أو اثنين يومياً، لفضح خلل سياساتهم، المبني على خلل عقدي إرجائي متوارث فيهم.

      وقد ذكرنا هذه الموبقات في الفكر الحروريّ مرة تلو الأخرى، في مواضع شتى، لكنّ "وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ"الذاريات 55 .

      1. التكفير وإطلاق أحكام الردة دون قيام دواعيها الشرعية، التي يتحقق بمعرفتها وتنزيلها على مناطاتها وأعيانها أهل علم وعدل، لا أهل جهل وظلم.
      2. استشراء مرض القتل والنحر بناءً على تلك الأحكام "غير" الشرعية، من أشباه طلاب علم، أو أشباه قضاة، والتلذذ بتنفيذها، ولو علموا ما فيها من عقاب الله لبكوْا دماً لا دموعاً، حتى أصبح المجاهدون من أهل السنة يخشون غدرهم أكثر مما يخشون غدر النظام، أو مثله على أقل تقدير.
      3. تقديس الكيان الذي ادعوْه، وأسموه "الدولة"، وجَعْله صنما يعبد بكل ما في كلمة الصنم من معان. بل هم في عبادتهم له، تجاوزوا عبادة أهل الديموقراطية لبرلماناتهم، أو ماثلوهم على أقل تقدير.
      4. تحقير العلم والعلماء، وإطلاق يد العوام في الأحكام الشرعية التي تتعلق بالحرمات والدماء، حتى يكتسبوا بهذا أرضية لدى العوام، ويصح لهم قيادها. فإنك أوقفت نفسك وحيدا في ساحة، دون قرين، فأنت بطلها بلا شك!
      5. إحلال الرويبضات محل العلماء، لمّا ضاق بهم الحال، ولم ينصرهم إلا رويبضة، بلا تاريخ علمي أو جهاديّ أو إنتاج تدوينيّ، وانحرف عنهم كلّ من له اسم معروف قبل فتنتهم.
      6. الغلظة والفظاظة والتناهي في الغرور غير المبرر، والذي يجعله الشيطان ستاراً للحق أمام أعينهم، بمبرر "الاستعلاء"، وما هو باستعلاء بل هو "استغفال"، وهو الران.
      7. تعاطي الكذب والخيانة والخداع، تحت مبرر أن هؤلاء المسلمين مرتدون، وهم في حرب معهم، فيحلّ الكذب عليهم والخداع في الحرب!
      8. التعامل والتعاون مع أعمدة النظام البعثي السابق، بحجة توبتهم، بل وضعهم قادة في مراكز يمكنهم فيها أن يتحكموا في توجيه الفصيل بأكمله. والبعثيون لا يهمهم الشارة المرفوعة، إن كانوا هم من يوجهها.
      9. استعداء القوى العالمية، التي هي، على الرغم من أي فصيل إسلاميّ، قوى واقعية قائمة، يجب أن تُعد لها العدة، وأن يُحسب حسابها قبل أيّ تصرف أهوج، خاصة إن لم يكن تصرفا شرعياً، لا يشهد له نص، ولا تعضّده قاعدة، مثل نحر الصحافيين، بل العكس، هو تصرفٌ يمثل غباءً منهم واستدراجا ومكراً من مكر الله بهم.

      10.  وأخيراً، وليس آخراً، نشرهم لهذه العقائد بين الجهال من العوام، ممن زاغت بصائرهم، فلم يتحصنوا بعلم، ولم يحظوا بعقل. وهذه، في حقيقة الأمر، هي الأخطر أمراً والأشد تدميراً من غيرها. فإنّ إصابة جسد الأمة العليل أصلاً بمثل هذا المرض الخبيث، مرض تكفير المسلمين، وسفك دمائهم، هو معول الهدم الأفتك بهذه الأمة، هذا الجيل ولأجيال عدة قادمة. والأمة تحمل في جسدها أمراضاً عضالاً بالفعل، ويجثم على صدرها كوابيس طواغيت العرب وكفار العجم، وتمزقها الشحناء والإحن بينها وبين بعضها، فإذا بهذا السرطان اللعين يضربها من حيث لم ينتبه له أحدٌ، ومن حيث قصّر علماؤها، أصحاب العلاج الناجع، بتركه يستشرى دون تصدٍ فعّال، كما سنبين في مقالنا التالي[1] إن شاء الله.

      ما حدث، ولا يزال في الشام اليوم، ما هو إلا بداية كارثة محققة، يُستصغر بجانبها ما مرّت به الأمة من كوارث، مآلها إلى تحطيم الأمل المعقود في إعادة الإسلام إلى الصدارة، لأجيال قادمة، إلا أن يتداركنا الله برحمته.

      د طارق عبد الحليم

      16 ذو الحجة 1435 – 10 أكتوبر 2014


      [1]  ارقب مقالنا التالي "أخطاؤنا-بذرة الزقوم والشجرة الحرورّية الملعونة"