فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      حقيقة تنظيم الدولة بقيادة إبراهيم بن عواد

      قال الله تعالي "لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ" آل عمران آية 187.

      بيان

      حقيقة "تنظيم الدولة" بقيادة إبراهيم بن عواد

       توصيف التنظيم وحقيقة عقائده 

      بقلم

      الشيخ د طارق عبد الحليم   و   الشيخ د هاني السباعي

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد.

      لقد استشرت فتنة ذلك التنظيم الموسوم بالدولة الإسلامية في العراق والشام، كالنار في الهشيم، نظراً لظروف وعوامل عديدة أدت إلى هذا الواقع المرير، ليس في هذا البيان محل لسردها. وكان من نتيجة هذا الاستشراء أن أزهقت أنفس، وتشردت عوائل وخرّبت بيوتات، وقُتل رؤوس مجاهدين نحسبهم أوفياء أقوياء من خيار المسلمين، وتشوهت صورة الإسلام وحار الحليم ودهش، والتبس الأمر على عوام المسلمين! وقدموا للعالم ذروة سنام الإسلام في أقبح صورة! والجهاد براء من تدنيسهم له! وصرنا أضحوكة لدى الأمم! فأدى هؤلاء المحاربون باسم تنظيم الدولة إلى تشويه سمعة دولة الإسلام الحقيقية بل وتشويه الإسلام نفسه! لقد عجز الغرب عن تحقيق مآربه رغم شدة مكره! إلا أن هذه الجماعة "الدولة الإسلامية بقيادة إبراهيم العوادي الذي نصبوه خليفة"! أدوا بأفاعيلهم إلى ما عجز الغرب وأزلامه بقده وقديده، وإعلامه وحديده، أن يصلها في مجال تشويه الإسلام، ونسبة ما ليس منه اليه.

      وقد حاولنا من خلال عشرات المقالات والخطب المرئية والمسموعة؛ أن نبيّن حقيقة هذا التنظيم، وأنه شكلٌ جديد من أشكال الفرقة المعروفة تاريخياً بالخوارج أو الحرورية، أو فرع من أفرع الشراة الغلاة ولاسيما في أسوأ ما لدى الخوارج من معتقد؛ من قتل أهل الإسلام وترك أهل الأوثان! إلا أننا لاحظنا استمرار الجدل حول هذا الأمر، في الساحة الإسلامية، وهو أمر يجب حسمه وإبداء الرأي فيه بلا تردد ولا ارتياب ولا تمحل، حيث إنّ إثبات الوصف يترتب عليه ثبوت أحكام شرعية، سواء في تحرير العقائد، أو في السياسة الشرعية، وحسبنا أنها داهية دهياء حلت بأهل الإسلام في واقعنا المعاصر، ونازلة؛ لزام على أهل العلم أن يتصدوا لها، وما ينبغي ترك خيرة شباب الإسلام في الشام وغيرها في حيرة من أمرهم! جراء ورع بارد! فبعد أن استحر القتل في خيار المجاهدين وقادتهم! ما عاد يجدي هذا اللون من الورع! ولزام على أهل العلم أن يبينوا الحق ولا يكتموه ليستبين سبيل المؤمنين، والوصف المنضبط القويم إزاء "تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام" وبنادقها وأسيافها وخناجرها المسلطة على رقاب المسلمين خاصة المجاهدين.

      ومن ثم قررنا أن نوضح موقفنا من هذا الأمر، لكي لا تقوم علينا حجة يوم نُسأل بين يدي الله، أنْ هل بيّنتموه للناس!، وأفرغتم الوسع في بيان الحق وتبيينه أم كتمتم العلم رغباً في دنيا زائلة!، أو رهباً من تهديد تنظيم الدولة وأنصارها!

      كما نود أن نوضح أنّ هذا البيان ليس مقصودا به سرد الحجج الفقهية والنقولات، بل إظهار المنطلق الأصوليّ وما يدعمه من فقه وواقع، بغية الوصول إلى تلكم النتيجة الحتمية، "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ"الأنفال آية 42.

      مقدمات ضرورية:

      ولإثبات ذلك نقرر أولاً بعض المقدمات الضرورية، التي هي من قبيل المسلمات العقلية والشرعية والتاريخية:

      (1) إنّ الأصل الأصيل والركن الركين هو اتباع الحق؛ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو منهاج السنة النبوية، على فهم الصحابة رضى الله عنهم، كما أوضحها أئمة الأمة الأعلام؛ الذين اتفقت الكلمة على الأخذ عنهم، وعلى أنهم رجاله، وقد قال تعالى في محكم التنزيل "فَسْـَٔلُوٓا۟ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"النحل43، فأرجع الأمر إلى رجال الحق لمعرفته، وقال تعالى "هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ"الزمر9، وقال تعالى "شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْعِلْمِ قَآئِمًۢا بِٱلْقِسْطِ"آل عمران 18، فقرر أنّ على الخلق اتباعَ أهل العلم والذكر، لا اتباع أهل الهوى والسيف والزيف.

      وقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث صحيحة صفة الخوارج؛ إذ هم أول فرقة ظهرت في عهده كما في حديث ذي الخويصرة التميمي الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيدالخدري رضي الله عنه: "بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ - وَهْوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ . فَقَالَ « وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ » . فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِيهِ ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ . فَقَالَ « دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا ، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ"أهـ. البخاري كتاب المناقب.

      ومن صفاتهم التي لا تكاد تنفك عنهم كما في البخاري عن علي رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « يَأْتِى فِى آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" أهـ البخاري المناقب.

      ومن صفاتهم الشهيرة أيضاً كما عند النسائي في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"أهـ النسائي، تحريم الدم.

      الشاهد من سرد هذه الأحاديث أنهم حدثاء الأسنان عقولهم بها طيش وسفه؛ سفهاء الأحلام لهم جرأة على الحق كما تجرأ سلفهم ذو الخويصرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له "اعدل"! وجرأتهم على كبار الصحابة وجدالهم العقيم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وتكفيرهم له ولخيار الأمة والأئمة الأعلام! وكذلك من صفاتهم  "يقولون من خير البرية" فهم يقرأون القرآن  ويستندون إلى بعض الأحاديث النبوية لكنهم لا يقفون إلا عند ظواهر النصوص! ولهم عبادة وتخشع لدرجة أن المسلم السني يحقر صلاته وصيامه إلى صلاة وصيام هذا الخارجي! وهذا سر انخداع الشباب بهم! وكل ذلك شرحه وفصله وأفاض فيه العلماء في شروحهم فلتراجع في مظانها.

      ونظرا لخطور المعتقد الحروري على الأمة؛ شدد العلماء النكير على أتباع هذا المذهب الخارجي فعلى سبيل المثال:

      يقول العلامة الآجري المتوفى 360هـ: "لم يختلف العلماء قديما وحديثا أن الخوارج قوم سوء، عصاة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه و سلم، وإن صلوا وصاموا واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموهون على المسلمين، وقد حذرنا الله تعالى منهم، وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده، وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان. والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا، ويخرجون على الأئمة والأمراء، ويستحلون قتل المسلمين."أهـ (كتاب الشريعة تحقيق شعيب الأرناؤوط ج1 ص136 وما بعدها).

      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى 728هـ: "إنهم شر على المسلمين من غيرهم، فإنهم لم يكن أحد شراً على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة"(منهاج السنة تحقيق د. محمد رشاد سالم ـ ج5 ص 248.)

      وكان علماء الحديث في غاية الصرامة على الخوارج كالإمام البخاري وابن العربي والقرطبي صاحب المفهم والسبكي ورواية عن الإمام مالك وغيرهم.

      يقول العلامة ابن قدامة المقدسي المتوفى 620هـ: "فظاهر قول الفقهاء من أصحابنا المتاخرين أنهم بغاة حكمهم حكمهم. وهذا قول أبي حنيفة والشافعي وجمهور الفقهاء. وكثيرٍ من أهل الحديث. ومالكُ يرى استتتابتهم فإن تابوا وإلا قتلوا على إفسادهم لا على كفرهم، وذهبت طائفة من أهل الحديث إلى أنهم كفار مرتدون حكمهم حكم المرتدين. تباح دماؤهم وأموالهم، فإن تحيزوا في مكان وكانت لهم منعةٌ وشوكة صاروا أهل حرب كسائر حرب الكفار"أهـ (المغني ج10 ص49 وص 50).

      وفي موطن آخر يقول ابن قدامة بصرامة : "والصحيح إن شاء الله أن الخوارج يجوز قتلهم ابتداء والإجازة على جريحهم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ووعده بالثواب من قتلهم فإن عليا رضي الله عنه قال: لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، ولأن بدعتهم وسوءَ فعلهم يقتضي حِلَّ دمائهم؛ بدليل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من عظم ذنبهم، وأنهم شر الخلق والخليقة، وأنهم يمرقون من الدين، وأنهم كلاب النار، وحثه على قتلهم وإخباره بأنه لو أدركهم لقتلهم قتل عاد، فلا يجوز إلحاقهم بمن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالكف عنهم، وتورع كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتالهم، ولا بدعة فيهم"أهـ (المغني وبهامشه الشرح الكبير طبعة دار الكتاب العربي ج10 ص52). 

      نقول: لسنا بصدد أي الآراء نميل أو نرجح لكننا ننقل آراء علماء أهل السنة للتدليل على خطورة فرقة الخوارج على الأمة! ونود أن نشير إلى أن قتال الخوارج أو قتلهم في حالة تحيزهم ورد عاديتهم يختلف عن قتل الواحد منهم المقدورعليه، فهناك رأيان للعلماء في مسألة المقدور عليه من الخوارج.

      (2) إنّ الفرق البدعية، قامت أساساً على فكرة محددة، أو ما يسميه أصحاب الأصول "أصلٌ كليّ"، ثم توسعت وتشعبت وتفرّعت، على مدى قرون، فانضوى تحت كلّ منها عدد من فروعها، اختلفت أقوالهم وتعددت آراؤهم، حتى يحسب البعض أنْ ليس منها من هم منها، أو العكس. بل هم يتعادون بينهم، بل يصل الأمر في بعض الفرق كالخوارج إلى تكفير بعضهم بعضاً، وقتال بعضهم بعضاً. وهناك من الخوارج أنفسهم من لا يعترف أنه خارجي! كما في الإباضية الذين لا يعدون أنفسهم فرقة خارجية! وهم يقصدون أنهم ليس أزارقة لأن المشهور في النصف الأول من القرن الهجري إذا قيل الخوارج فإنه يقصد بهم الأزارقة والنجدات والمحكمة الأولى فقول الاباضية صحيح على أساس أنهم فعلا ليسوا أزارقةَ! لكنهم فرقة من الخوارج! ثم تشظت وتشرذمت أيضاً إلى عدة فرق.

      (3) إنّ الأصل الجامع لفرقة الحرورية، كما تقرر في أول منشئها، قبل أن تضيف اليها فروعها شتى العقائد، هو "تكفير المسلمين بأمر ليس كفراً عند أهل السنة والجماعة، ثم استحلال دمهم على ذلك، والخروج لقتالهم"، وهو مشتقٌ من أصل الفرقة التي خرجت على عليّ رضى الله عنه، وكفرته ومعاوية رضى الله عنه، وقاتلهم عليّ رضى الله عنه في النهروان وحروراء. ثم أضيف الي هذا الوصف وحذف منه بعد ذلك على مرّ القرون وهذا ما يفعله تنظيم الدولة من تكفير العاذر بالجهل وتطبيق مفهوم الولاء والبراء في غير موضعه وتكفير المسلمين بل وقيادات المجاهدين ومن ثم استباحة دمائهم، ومنهم من كفر الجاهل بإطلاق وإن لم يكفر العاذر.

      (4) إن التكفير بالمعاصى أو الكبائر، المنصوص عليها، كالسرقة والقتل والزنا، ليس هو الأصل الجامع لوصف الخروج، بل هو فرعٌ تولّد بعد ظهور الحرورية الأول، الذين أسمتهم الصحابة بالحرورية، كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما في صحيح البخاري حيث ساق بسنده عن "مُعَاذَة أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ لِعَائِشَةَ أَتَجْزِى إِحْدَانَا صَلاَتَهَا إِذَا طَهُرَتْ فَقَالَتْ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ كُنَّا نَحِيضُ مَعَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلاَ يَأْمُرُنَا بِهِ. أَوْ قَالَتْ فَلاَ نَفْعَلُهُ"أهـ الحديث. فالخوارج أكثر من عشرين فرقة أكفروا علياً رضي الله عنه لأنه حكم الرجال واتهموه أنه لا يحكم بشرع الله!!.

      وكذلك فرقة تنظيم الدولة يتهمون الجماعات الإسلامية في أرض الشام أنهم لا يطبقون الحدود ولا يحكمون شرع الله أو أنهم صحوات لذلك أكفروهم! رغم أنهم يعلمون اختلاف علماء السنة في تطبيق الحدود بأرض الحرب!! فالنجدات كفروا الأزارقة لأنه كفر القعدة عن الجهاد من طائفتهم! والنجدات كفرهم العطوية لأن النجدات يعذرون بالجهالات في الأحكام!.

      وفرقة القعدة من يطلع على رأيهم يظن أنها ليست من الخوارج وهم قوم قعدوا عن نصرة ومقاتلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهم يرون التحكيم حقاً غير أنهم قعدواعن الخروج عن الناس! فكفرهم نافع بن الازرق ولم يكفرهم نجدة! وهكذا فهم معدودون في الخوارج! وكل فرقة منهم لها ما يميزها عن أختها وهم جميعا تحت عنوان أو مظلة الخارجية أو الحرورية أو الشراة أو الغالية! وعلى أية حال فأصل قول الخوارج كما يقول العلامة أبو الحسن الأشعري المتوفى 324هـ :"وأصل قول الخوارج هو قول الأزارقة والإباضية والصفرية والنجدية، وكل الأصناف سوى الأزارقة والإباضية إنما تفرعوا من الصفرية"أهـ (مقالات الإسلاميين تحقيق محيي الدين عبد الحميد ـ المكتبة العصرية بالقاهرة طبعة1411هـ ج1 ص183.).

      وبعد هذا التطواف السريع نرى أنه لا يجب أن تجمد فهومُ أهل العلم اليوم في توصيفهم للحرورية على أنهم يكفرون مرتكبي "المعاصي" أم لا! فهذا خلل منهجيّ خطير!؛ بل الأصل أنهم يقلبون من الأعمال ما هو ليس بكفر، سواء هو معصية أم لا، ثم يكفرون الفاعل حسب قواعدهم الفاسدة فيستحلون الدماء المعصومة ويرفعون السيف والتقتيل في أهل الإسلام.

      (5) إن الأصل في وصف "الخوارج" هو الخروج لقتال المسلمين، كما حدث في زمن عليّ، وهو ما ورد في حديث رسول الله من أنهم "يقتلون أهل الإسلام". فمن نُسب إلى الخوارج وهو لم يقاتل، لا يقدح في الوصف الأصلي للخوارج، وهو التكفير بما ليس بمكفر ثم القتال على ذلك. وعمدة ذلك ما وصفهم به الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة.

      (6) إنّ هذا الانشقاق والاختلاف طبيعي ناشئ عن طبيعة البدعة ذاتها من حيث إنها تابعة الهوى، الذي يتبع أشخاصاً لا منهاجاً.

      (7) إنّ هذا التوالد المستمر للبدع، مستمرٌ حتى وقتنا هذا، ومن الغفلة أنْ يحسب أحدٌ أنّ الفرق التي ذُكرت في كتب التاريخ، ليس غيرها على بدعة أو لا ينتمى اليها، وأن ما جاء من أسماء فروع الفرق في كتب الملل والنحل للطبري وابن حزم والشهرستاني والبغدادي وغيرهم، ليس محصوراً فيها؛ فالمعتزلة، على سبيل المثال، فرقة اعتمدت العقل مقدماً على الشرع ابتداءً، ثم تطورت في القرن التالي لنشأتها لتظهر الأصول الخمسة لها، لكن لأن الأفكارغالباً لا تموت بموت أصحابها، فقد ظهرت "منتديات" و"أفراد" في عصرنا ممن ينتمون لهذه الفرقة، من حيث أصلها الكليّ الأول، وهو تقديم العقل على النقل، وإن خالفوا أو لم يعتمدوا بعض ما جاء من بعد من تفصيلاتٍ وتفريعات، مثل بعض الكتاب المعاصرين الذين تبنوا المدرسة الاعتزالية، بل هناك بعض المراكز التي لها علاقة بهذه الأفكار مثل "المركز العالمي للفكر الإسلامي" بواشنطن.

      (8) إنّ وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الفرقة قد اشتمل على أمور أصليّة يختصون بها، وأمور شكلية قد يشاركهم فيها غيرهم؛ أمّا الأصلية فهي أنهم "يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان"أبو داود، وأنهم لا يفهمون القرآن على وجهه "لا يعدو تراقيهم"مسلم.

      وأما الشكلية، فإنهم يحلقون رؤوسهم، ويكثرون من العبادة! وقد أضاف أهل السنة بعض أوصاف ممن تحقق الأصل الكليّ فيهم، كالصدق والأمانة. فأما الأمور الأصلية فلا بد أن تتحقق في أيّ خارجيّ.

      وأما الشكلية فهي خاضعة للزمان والمكان. فمثلا لا يمكن أن يقال إن كلّ من أطلق شعره لا يمكن أن يكون حرورياً، فهذا جهل مطبق!، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاً لطائفة من الخوارج ظهرت في عصره، وهو التفسير الأغلب، فإن دول الخوارج وظهورهم كان في المغرب لا في المشرق فقط. فهذا يعنى أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يصف كافة من سيخرج إلى يوم الدين، أن يكون حليق الرأس!.

      (9) لا يلزم من نسبة اسم فرقة من الفرق لجماعة ما، يعنى أنها تشارك تلك الفرقة الأم في كلّ صفاتها، بل يُطلق الاسم على المشاركِ في البعض وفي الكل، وفي بعض الأحيان يُطلق الاسم مجازاً، ردعاً ويطلق حقيقةً نصاً، والدليل على ذلك ما ورد عن عائشة رضى الله عنها في حديث البخاري ومسلم عن معاذة العدوية "سألت امرأة عائشة رضي الله عنها: أتقضى الحائض الصلاة؟ قالت: أحرورية أنت؟ قد كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نقضي ولا نؤمر بالقضاء". وهذا الاستفهام الاستنكاري من عائشة رضي الله عنها، وهي التي عاشرت الحرورية وعرفت مناطات تسميتهم، يظهر ما قصدنا اليه، هذا، وسؤال المرأة عن قضاء صلاة الحائض، فكيف بمن استحل دماء المسلمين وقتلهم على شُبهات التكفير؟

      (10) إن التمدد والغلبة والسيطرة والتملك والحكم ليس بالضرورة دليلاً على صحة المنهج وسلامة المعتقد! فإن بعض أهل البدع حكموا أزمنة مختلفة، كما حكم المعتزلة منذ عهد المأمون العباسي إلى عهد المتوكل! وحكم العبيديون الإسماعيليون قرنين ونصف!، كما حكمت الخوارج في المشرق واتخذوا عبد الله بن وهب الراسبي إماماً لهم وبايع الأزارقة قطري بن الفجاءة وسموه أمير المؤمنين!! وقامت بعض دول الخوارج في المغرب الإسلامي على أشلاء أهل السنة حيث أثروا على قبائل البربر التي كانت حديثة عهد بالإسلام فخرجوا على ولاة الخلافة من أهل السنة، فعرف البربر مذاهب الخوارج الصفرية والإباضية، وتبنت ذلك قبائل زناتة وهوارة ومكناسة ومغراوة وغيرها، وامتد ملكهم في الهضاب والصحراء!.

      وفي المغرب الأوسط أي الجزائر أسس الخوارج الإباضية الدولة الرستية (144هـ ـ 296هـ) التي حكمت قرنا ونصف! وحكمت دولة بني "مدرار" وهي خارجية صفرية (140هـ ـ 297هـ) والخوارج الصفرية أشد تطرفاً من الإباضية واتخذوا "سجلماسة" عاصة لهم بالمغرب الإسلامي.

      وخوارج صفرية في "برغواطة" ظلوا يحكمون أكثر من قرنين! وإن كان مصيرهم انتهى إلى أفول سريع بعد ضربات خصومهم لهم، وبعد تغير معتقدهم وتنازلهم عن كثير من معتقدات الخوارج!..

      وهكذا شاخت دولة الخوارج ثم زالت وصاروا أثراً بعد عين!، وبقي مذهب أهل السنة يقاوم هذا الانحراف العقدي إلى وقتنا المعاصر، ولا يزعم زاعم أن الإباضية الذين لهم دولة في سلطنة عمان أو من يعيشون في زنجبار والجزائر وغيرها! ليس لهم صفة الخوارج! الحقيقة أن السلطان قابوس بن سعيد حاكم عمان إباضي المذهب لكنه علماني لا يحكم بالشريعة حسب معتقدهم! فهو كسائر الحكام المنتسبين لأهل السنة إسماً فهم علمانيون محاربون للإسلام ولا يحكمون بالشريعة!.

       وتبقى الحقيقة التاريخية أن الخوارج ما أسسوا دولهم إلا على جثث وأشلاء ودماء أهل السنة.! وإلا فأين طائفة الاسماعيلية اليوم تلكم الطائفة التي أثارت الرعب والفزع والقتل والاغتيالات لقادة المسلمين في العالم الإسلام! أين هم الآن! هم طائفة منقرضة تابعة للغرب وبعض زعمائها يعملون موظفين دوليين في الأمم المتحدة! فهل يعني ذلك أن ننفي عنهم صفة القرمطية ومذهبهم الشيعي الاسماعيلي!!. 

      فإذا تقرّرت تلك الممهدات الضرورية، نظرنا إلى وضع التنظيم المنسوب لإبراهيم بن عواد العراقي، فنقول:

      (أ) لقد كفر تنظيم الدولة المسلمين بما ليس بمكفّر، تأويلاً لآيات عامة وشبهات عملية، ثم قتالهم وقتلهم لأهل الإسلام قتلاً بشعاً!، وقد تواتر هذا القتل للمجاهدين المخالفين لهم في الرأي والمذهب، مثل قتلهم لأبي سعد الحضرمي، وأبي خالد السوري، وأبي محمد الفاتح، ومئات غيرهم من المسلمين، في أرجاء سوريا خاصة وقد أرفقنا ملحقاً بعينة من هذه الجرائم.

      (ب) لقد ترك تنظيم الدولة قتال النصيرية والروافض، وأعلن أن قتال "المرتدين" أولى من قتالهم. وأشاع الرعب في قرى دير الزور، ومثّل بقبيلة الشعيطات، وشرّدهم، ما لم يفعله مع أهل الأوثان، واختص الشعب السوريّ بويلاته ومصائبه أكثر من غير، مما يعضد مقولة أن بعض قياداته النافذة مخترقة من البعث العراقيّ.

      (ج) لقد استبان لنا أنهم، بفعلهم هذا، قد انطبق عليهم الحدّ الأصلي، والأصل الكليّ، الذي كانت عليه الحرورية الأول، أيام عليّ رضى الله عنه.

      (د) لقد تواتر عنهم الكذب والبهتان والتقيّة، وسوء الأدب كسمة عامة، كما فعل كبيرهم العدنانيّ في بهتانه وكذبه على الشيخ د.أيمن الظواهري، وكما تمسحوا بالشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، وقد ثبت لنا وللكافة أنه قد خالفهم وحذر منهم وقال في الثورات العربية ما يكفرون قائله!، وقد خالفوا في هذا الوصف أسلافهم، وهو ما لا يخرجهم من تحت عباءة الحرورية، إذ هي زيادة في الخسة لا نقص فيها.

      (هـ) لقد ثبت أنّ صفة الخروج على العلماء الذين نحسبهم لم يغيروا ولم يبدلوا، ونحسبهم أيضاً من العلماء الربانيين، بزعم "أنهم رجال ونحن رجال"، وأن الأصل "اتباع الدليل" يقول به منهم من لم يتصفح كتابا واحداً، بله أن يقرأه!؛ بله أن يفهمه!؛ بله أن يستفيد منه!، وقد أدى ذلك إلى انحرافهم بدءا برأسهم إبراهيم بن عواد الذي لم يعرف عنه أحدٌ علماً ولا نتاجا ولا كتاباً، بل لم يسمع عنه أحدٌ حتى تدسس في القوم أيام الشيخ أبي عمر البغدادي! ثم متحدثهم العدناني، الذى هو بحقٍ مجهول الاسم والرسم، خاصة بعد تلك الترجمة الأعجوبة!! التي كتبها له أحد المتعالمين ؛ مرجئ الخوارج!.

      صفوة القول

      أولاً: لقد ثبت لدينا بعد التثبت والتبين والتحقق والاستماع لشهود عدول ثقات على مدار سنة كاملة؛ أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المدعي الخلافة حالياً؛ ارتكب جرائم بطريقة ممنهجة وليست فردية كما ظن البعض بهم أول أمرهم!؛ حيث استباحوا الدماء المعصومة في الشام بتصفية قيادات المجاهدين، ومن يخالفهم مثل دخولهم مسشفى يُعالج فيها محمد فارس وهو أحد مجاهدي أحرارالشام ويقطعون رأسه بالسكين، قتلهم للشيخ أبي سليمان الحموي أمير جند الشام، تعذيبهم وقتلهم للطبيب أبي ريان وهو من أحرار الشام، قتلهم أمير الرقة بجبهة النصرة أبي سعد الحضرمي، اغتيالهم القيادي في النصرة أبي حذيفة المشهداني، قتلهم الشيخ أبي خالد السوري أحد قيادات المجاهدين السنة وقيادات أحرار الشام، اغتيال والي إدلب أبي محمد وزوجته وأطفاله وآخرين معه في مسكنه، ارتكابهم مجزرة مركدة وغيرها، تعذيبهم المسلمين خاصة قادة المجاهدين وبعض الشرعيين بل وذبحهم وقطع رؤوسهم! والقائمة طويلة أرفقنا عينة منها بالملحق.. ومن ثم فقد شقوا صف المجاهدين وشرخوا الجهاد وشوهوا الإسلام! فلا حول ولا قوة إلا بالله. 

      ثانياً: لقد ثبت لدينا أن جماعة الدولة تقتل المسلمين بالظنة وبتأويلات باردة وتكفرهم بقواعد ولوازم لم يلتزمها من كفرتهم، وقد تواتر لدينا أنهم ما دخلوا قرية تخالفهم إلا وسفكوا دماءهم! واشتهرت جماعة الدولة بالذبح وقطع الرؤوس بل وتعليقها في ميادين عامة كما حدث في دير الزور والرقة ومع أهل الشعيطات وفي ريف حلب وغيرها.

      ثالثاً: لقد تواتر لدينا أن جلّ أعضاء تنظيم الدولة حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يستخفون بدماء المسلمين! لايحترمون عالماً ولا قائداً مهما كان تاريخه وبلاؤه ومنزلته في العلم أو في الجهاد! فصارت "الدولة" صنماً يمجدونه ويعظمونه! فالولاء كل الولاء لتنظيم الدولة الذي يزعمون أنه خلافة! والبراء والمعاداة ممن لم يبايع خليفتهم أياً كان علمه وتقواه وجهاده!!.

      رابعاً: ثبت لدينا أن قيادة تنظيم الدولة يفتري الكذب ويكفر من يخالفها بطريق مباشر أو غير مباشر كما في بيان المتحدث الرسمي باسم دولتهم الموسوم "ما كان هذا منهجنا" بتاريخ 18 جمادى الثانية 1435هـ الموافق 18 إبريل 2014 وقد تم الرد عليه في بيان "البراءة والمفاصلة" بتاريخ 19 جمادى الثانية 1435هـ الموافق 19 إبريل 2014  ثم لما أصدر تنظيم الدولة بيانا بعنوان عذراً أمير القاعدة قمنا بالرد عليه عبر إذاعة المقريزي وعدة مقالات.

      خامساً: لقد ثبت لدينا أن خلافتهم التي أعلنوها غرة رمضان 1435هـ خلافة باطلة وقد رددنا عليهم عبر إذاعة المقريزي بتاريخ 3 رمضان 1435هـ ومقالات وبيانات للشيوخ الأفاضل الذين فندوا مزاعم هذه الخلافة!. لا نعتقد أنها خلافة رحمة وسلم للمؤمنين! بل نحسبها خلافة إرهاب المسلمين وإلقاء الرعب في صدورهم فمن يبايعهم وينشق عنه فله رصاصة في الرأس! كما في بيان متحدثهم في غرة رمضان الفائت! وتهديد ووعيد لمن لم يبايعهم من الجماعات والتنظيمات المخالفة لهم في العالم وإن كانت تجاهد عدواً صيالاً في عقر ديارهم! فلا يسعهم حسب منهج خلافة البغدادي إلا الدخول في بيعة خليفتهم!.

      سادساً: ننشر مع هذا البيان ملحقاً يحتوي على عينة من جرائم موثقة لتنظيم الدولة ضد المسلمين والمجاهدنين تؤكد منهج ذبح المسلمين الذي اتخذه تنظيم الدولة فصار تصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "يقتلون أهل الإسلام " أي أن الغالب عليهم قتل أهل الإسلام وإن كانوا يقاتلون الكفار أحياناً!.

      سابعاً: إن سياسة هذه الجماعة هي نفس سياسة الحرورية وأيضا انتهجت نهج القرامطة وجماعة قلعة "آلموت" بزرع الفداوية كمصطلح قديم للحشاشين! أو مصطلح "الانغماسيين" الذي صار حكراً على تنظيم الدولة بإثار الرعب والهلع في قلوب المؤمنين! والانغماس بالمتفجرات والكواتم في صفوف المسلمين وتقصد قيادات المجاهدين بالاغتيالات، وقتل أنفس معصومة حرم الله دماءها فلم يرحموا طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً من مفخخاتهم وكواتمهم القاتلة بزعم أنهم صحوات مرتدون.

      ثامناً: نشهد، شهادة نسأل عنها أمام الله سبحانه، أن هؤلاء المنتسبين إلى هذا التنظيم المعروف بالدولة الإسلامية، منهجهم منهج الخوارج، خاصة في مسألة التكفير واستباحة الدماء المعصومة.

      تاسعاً: كما نؤكد على ضرورة وصف الأشياء بصفاتها، وتسميتها بأسمائها، لما في ذلك من إظهار للحق وإعلائه، ونفي للباطل وإزهاقه، ومن لم يفعل ذلك فقد قلب الحقائق وزيفها على الناس.

      عاشراً: كما نحذر الأمة، خاصة علماءها ودعاتها، من انتشار هذا الفكر المنحرف، ليس فقط بين أنصار تنظيم الدولة، بل والفصائل الأخرى، مما يهدد عقيدة أهل السنة الصافية، ويضعف حركة الجهاد القويم وينحرف بمسارها. لذلك وجب التصدي لهذا التنظيم على كافة المنابر الدعوية والإعلامية قدر المستطاع.

      حادي عشر: ندعوا قيادة "تنظيم الدولة" إلى التوبة عن فكر الغلو ومنهج الخوارج الذي سلكوه ولاينفعهم إنكارهم أنهم خوارج فالإباضية وبعض الخوارج ينكرون أنهم خوارج! فندعوهم إلى الإنابة وإلى حقن دماء المسلمين، ورد المظالم إلى ذويها، والرضوخ والإذعان لحكم الشرع في الدماء التي أزهقوها بدون حق هم وأنصارهم. والله على ما نقول شهيد.

      نسأل الله التوفيق والسداد والرشاد

      ألا هل بلغنا اللهم فاشهد

      29 شوال 1435هـ ـ 25 أغسطس 2014

      تنبيه: هذا رابط ملحق جامع لعينة من جرائم خلافة البغدادي

      http://justpaste.it/gtdq