فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      عقيدتنا

      عقيدتنا

      الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

      اللهم إنا نبرأ اليك من الكفر والشرك بكل ألوانهما وأشكالهما، أكبره وأصغره، ومن البدعة وألوانها، عظيمها وصغيرها، ونستغفرك ونتوب إليك من المعاصي والذنوب كبيرها ومحقرها، لمَمها وعظيمها، براءة تنجينا من عذابك وتلجئنا إلى ظلك يوم لا ظل إلا ظلك.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم " البخاري ومسلم بلفظ مختلف، ولكن البينة على من ادعى كما في أصول أهل السنة والجماعة. فنحن نبين ما نحن عليه وندعيه وبينتنا على ذلك أننا كتبناه وقيدناه ولا نقول أو نعمل بما يخالفه .

      ونحن بعون الله وتوفيقه، نبين في هذا المقام ما ندين الله سبحانه به، وما نموت عليه ودونه، لا نعتذر عن عقيدة نعتقدها ولا نوارى ولا نحابي ولا نتخفى ونقتات بديننا؛ بل نعلنه واضحاً جلياً صريحاً ننتسب فيه لأهل السنة والجماعة، أصحاب الفرقة الناجية ، فلا نترك لأحد أن يفترى علينا دينا لا ندين به، أو أن يقوّلنا ما لا نقول، ولا يلزمنا بما لا نعتقد، فمن شاء أن يحاجنا أمام الله سبحانه، فليرجع إلى ما نثبته هنا فهو ما نحمله إلى قبورنا إن شاء الله لا نستبدله بغيره من دين أو دنيا، نعوذ بالله من الحور بعد الكور؛ فنقول، إننا نؤمن :

      1. أن الله سبحانه واحد أحد فرد صمد ليس له صاحبة ولا ولد ولا شريك له في الملك، ولا معين له على الخلق .
      2. أن الله سبحانه قد خلق الناس على فطرة الإسلام كما خلق البهيمة الجمعاء لا نرى فيها من عوجاء ، ثم وهبهم العقل الذي يعرفون بنوره الطريق ويستهدون به في الظلمات .
      3. أنه سبحانه أخذ علي الخلق ميثاقه الأزلي بأن يقروا له بالربوبية المستلزمة للألوهية رافعاً بذلك عذري الجهل والتقليد في التوحيد .
      4. ثم إنه أسبغ عليهم فضله بأن أقام عليهم الحجة البالغة بالرسل فلم يؤاخذهم بالميثاق الأول ولا الفطرة أو العقل، خلافا للمعتزلة ، فأرسل في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .
      5. أن رسل الله بادئة بآدم عليه السلام مروراً بنوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وموسى وعيسى عليهم أفضل الصلاة والسلام وخاتمة برسول الله سيد المرسلين وخاتم النبيين كانت دعوتهم واحدة، هي التوحيد وعبادة الله سبحانه لا شريك له .
      6. أن توحيد الله سبحانه هو الإقرار بربوبيته وأسمائه وصفاته ، ثم الإقرار بألوهيته وعبادته وموالاته ظاهراً وباطناً، قولاً وعملاً ، فعلاً واعتقاداً ، قصداً وإرادةً وطلباً، ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به جملة وعلى الغيب، لا نرد منه صحيحاً، إنشاءً كان أو خبراً .
      7. أن عبادة الله سبحانه هي ما تنبني على الإقرار بربوبيته، وعبادته تعنى الخضوع المطلق له في كافة شؤون الحياة ومناحيها :
        1. فلا حكم إلا حكمه سبحانه " ألا له الخلق والأمر" ، ومن لا يحكم بما أنزله فهو كافر ظالم فاسق، ويزداد ضلاله وخسرانه إن جعل قانونه شرعاً محكماً يعبّد الناس له بالقوة ويلويهم عن اتباع شرع الله وحده، بل ويقتل من يدعوهم إلى الرجوع لشرعه منهم. وهي، في حدود مبدأ الطاعة العامة، قضية عقدية وليست بقضية فروع
        2. ولا ولي إلا هو سبحانه " إنما وليّى الله "، ولا يحل عقد الولاء بين الناس إلا بناء على ما يحل حلاله أو يحرم حرامه، وأيما فرد ادعى الإسلام ثم راح يوالى ويعادى على شرائع وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان، مدعياً أن ذلك حلال في شرع الله أو أنه مما هو من المصلحة العامة أو ما إلى ذلك مما يكون إما عن جهل مركب بالشرع أو فساد نية وشهوة إلى دنيا يصيبها من مال أو مركز، فمن فعل ذلك فيجب تحذيره من مغبة ذلك على توحيده وأن التوحيد يمكن أن يرتفع عن صاحبه دون أن يدرى، فإن أصر وكابر فحكم تارك التوحيد معلوم لأهل هذه الملة.
        3. أن النسك والشعائر والدعاء والذبائح هي لله وحده دون غيره، ويجوز التوسل بالأحياء من أهل الصلاح؛ بدعائه لا بذاته، وعليه تشهد كل الأدلة الشرعية الصحيحة دون التواء في الفهم أو خلل في القصد.

      10.  أن صفات الله سبحانه هي كما وصف بها نفسه ثابتة ثبوت كلماته ، كما قال سبحانه "ليس كمثله شئ وهو السميع البصير" فنفي المثلية عن الخلق ثم أثبت الصفات كما هي، إثبات إيجابي لصفاته دون تمثيل خلافاً للمشبهة، وتنزيه له عن الخلق دون تعطيل لصفاته خلافاً للمعتزلة، وما يدندن حوله الأشاعرة. ولا نؤول الصفات ونخرجها عن مسمياتها كما أثبتها ربنا لنعالج درن التشبيه وخبثه في عقولنا، بل نمهد لفهم الصواب في عقولنا بما قاله الله سبحانه دون التواء أو تأويل. فالله سبحانه استوى على عرشه كما قال، بائن عن خلقه عالٍ عنهم، في السماء كما قال، وكذلك في كافة صفاته سبحانه، نتقبلها بالتسليم كما تقبلها من هم أفضل خلق الله بعد رسله ، صحابة رسوله الأكارم، ومن تبعهم .

      11.  أن الله عالم بعلم، ما مضى وما حضر وما استقبل من أمر، ويعلم الأمور التي لم تحدث، إن حدثت كيف كانت تحدث. ويعلم اختياراتنا وما سنكون عليه حتى الممات، علما مطابقاً للحقيقة مطابقة تامة، لا يستلزم عن علمه أنه أجبر أحداً على ما يعمل، بل علم به، وكتبه ثم أنزله إلى سماء الدنيا ليتم كما كتب حسب ما شاءت إرادته الكونية، وهو مطابق لما اختاره الفرد بكامل حريته ومطلق مشيئته، ولابد أن يكون كما كتب سبحانه لأن غير ذلك قادح في شمول علمه وسعته، والله سبحانه أكمل من كل ما يتخيله العقل كمالاً، ومقتضى رحمته وعدله أن لا يجبر أحداً على عمل، وإن علم ما سيعمل به وقيده في لوحه المحفوظ .

      12.  ونؤمن بالملائكة والكتب والرسل والقدر خيره وشره والصراط والميزان والشفاعة والمسيح الدجال، وخلق الجنة والنار وبقاءهما لا تبيدان ولا تفنيان وسائر ما ثبت بالسنة الصحيحة.

      13.  والكفر؛ كفران أكبر وأصغر، والفسق أكبر وأصغر، والظلم أكبر وأصغر، والنفاق نفاقان أكبر وأصغر. والكفر الأكبر المخرج من الملة يكون بالاعتقاد القلبي والأعمال والأقوال. 

      14.  الرابطة الحقيقية  التي تربط أفراد أهل الأرض بعضهم ببعض، هي رابطة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فهي التي تجعل المجتمع الإسلامي كله كأنه جسد واحد، وتجعله كالبنيان يشد بعضه بعضا، فلا يجوز البتة النداء برابط غيرها، ومن والى الكفار بالروابط النسبية محبة لهم، ورغبة فيهم يدخل في قوله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) المائدة 51 ، وقوله تعالى (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) الأنفال 73.

      15.  أن الإيمان واجب على جميع الخلق؛ وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، ولا يكون العبد مؤمناً إلا أن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث. كما أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق، إلا أن يكون معه الإيمان باللسان ناطقاً، ولا تجزئ معرفة بالقلب، ونطق باللسان، حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا وجدت هذه الخصال كان مؤمناً.

      16.   وبالإضافة أن الإيمان قول وعمل، فإنه أيضاً يزيد وينقص، وأنه يزيد بالعمل بالطاعات سواء بعمل القلب أو عمل الجوارح، وينقص بإرتكاب المعاصى والمخالفات، وأن المسلم عامل على الترقي في درجات الإيمان ما عاش .

      17.   ويجوز الاستثناء في الإيمان أي يجوز أن يقول العبد أنا مؤمن إن شاء الله، لا على جهة الشك، نعوذ بالله من الشك في الإيمان، ولكن خوف التزكية لأنفسهم من الاستكمال للإيمان، لا يدري أهو ممن يستحق حقيقة الإيمان أم لا. وأن الإستثناء يكون في الأعمال المجبة للإيمان.

      18.  وأن الذنوب صغائر وكبائر، وأن المُصرّ على الذنب لا يكفر خلافاً للخوارج، وأن الحسنات تذهبن السيئات، وأن المستغفر من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الذنوب تغفر بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدعاء الولد الصالح، وبالجمعة إلى الجمعة ما اجتنبت الكبائر، وغيرها من ماحقات الذنوب التي ثبتت في السنة الصحيحة .

      19.   وأن القرآن كلام الله عز وجل، منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأن كلامه جل جلاله ليس بمخلوق ومن زعم أنه مخلوق فقد كفر.

      20.  أن القرآن على ظاهره، لا باطن له كما تدعي الشيعة والصوفية من أهل الضلال والغيّ، ليتلاعبوا بثوابت الإسلام وما تَمَهّد في قواعده على لسان نبيه. وأن لا أصل لما زعموه من حقيقة مخالفة للشريعة .

      21.  ونؤمن بأن السنة المطهرة هي الأصل الثاني للشريعة، وأن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما أحلّ وحرّم من وراء ما أحل القرآن وحرّم . فالسنة مبينة ومكملة للقرآن الكريم، تخصص عامه وتبين مجمله وتقيد مطلقه .

      22.  وأن علماء الأمة الأفاضل قد نقحوا السنة مما شابها من موضوعات وداخلها من متروكات، فأنشأوا علم المصطلح الذي بينوا به فساد الفاسد واعوجاج المعوج، وصححوا ما صح وحسّنوا ما حسن . فنحن على بينة من ديننا وحديث رسولنا لا ننخدع بمن أضل الله وأعمى فادّعى أن السنة لا يصح منها شئ أو أقل القليل ممن يريد أن يهدم هذا الدين .

      23.  وأن الظاهر دليل على الباطن وأن هناك تلازما تاماً بينهما، لا يفرق بينهما إلا مرجئ عتيد محرف للنصوص .

      24.  وأن القرآن على ظاهره مما يتقبله العقل وثبتت به النصوص الصحيحة، إذ لا خلاف بين المنقول الصحيح والمعقول الصريح كما قال شيخ الإسلام بن تيمية .

      25.  وأن الصحابة الأبرار عدول كلهم لا ندخل فيما شجر بينهم من خلاف، ونعتقد أنهم كلهم من أكبرهم وأولهم أبي بكر الصديق والفاروق عمر وعثمان وعلي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعا من أصحاب المنزلة العليا التي لا تدرك بصحبتهم لرسول لله صلى الله عليه وسلم ورضاه عنهم، وهو المعصوم الذي لا تغيب عن فطنته أخلاق الناس وطبائعهم ، فاتخذهم بطانة له ورضي عنهم حتى لقي ربه.

      26.  وأن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، وأن رزقنا تحت سيوفنا، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأن الجهاد حكمٌ فقهيّ شرعيّ، له شروطه وموانعه، التي يحددها ويفتى بجوازه أو حرمته أو تأجيله فقيه عالم بالاستعانة بخبرة الموثوق في أمانتهم ودينهم من أهل الحرب والمكيدة.

      27.  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ولم يوص لأحد وإن أشار لأبي بكر فجعله خليفته في صلاته بالناس.

      28.  ونزيف وننكر أقوال الشيعة الخبثاء الذين يكفرون الصحابة ويتطاولون على ساداتهم وسادة المسلمين جميعا من صحابة النبي وزوجاته ، فلعنة الله على الظالمين .

      29.  أننا نتبرأ من بدعة التصوف وشركه وخرافاته وانحرافاته التي أوبأت الأمة الإسلامية وضربتها في صميمها وأضعفت كيانها بما أدخلت من بدع وشركيات القبوريين والمتوسلين بالصالحين وغير الصالحين من الموتى وما أضافوه للدين من حدود ورسوم ما أنزل الله بها من سلطان ، فسحقاً لمن هم من أهل الضلال والغواية.

      30.  وأننا نتبرأ من الخوارج الذين يكفرون المسلم بالمعصية صغيرة أو كبيرة، ويستحلون دماء المسلمين كسلفهم ممن كان يهرق دم المسلم ممن لا يقول بمقالتهم بينما يؤمن المشرك حتى يسمعه كلام الله ثم يبلغه مأمنه دون اعتداء عليه، فقلبوا الحق باطلاً والباطل حقا وكانوا حرباً على المسلمين وبرداً وسلاماً على الكافرين.

      31.  وأننا نتبرأ من المرجئة الخلص، الذين يقصرون الإيمان على التصديق، ويخرجون منه العمل، ويجعلون الإسلام هو النطق بالشهادين، لا يضر بعدها قولٌ أو فعل مكفرً مهما كان. وننصح من دخلت عليهم شبهاتهم ممن قرب من أهل السنة، فخلط قضايا التوحيد بقضايا الفروع واختل فهمه لآيات القرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونبتهل إلى الله أن يرشدهم الطريق وأو يبين لهم ما خفي عنهم من اختلاف في مناط الأحداث وواقع الأمة.

      32.  أننا نبرأ من المعتزلة وأتباعهم من حواشي هذا الزمان الذين جعلوا العقل حاكما على الشرع، واعتسفوا النصوص ظاهراً وكفروا بصحتها باطناً ليصلوا إلى غرضهم من إخضاع الشريعة لأهوائهم الضالة، وإنكار السنة وتضعيفها، وتكلموا بكلمات زينتها لهم قواميسهم مثل عقلانية الشريعة ومرجعية العقل ومثل هذه المصطلحات التي تخيل على العوام دون الخواص.

      33.  وأننا نقيد ما جاء عن بعض أفاضل هذا الزمان مما أخطأ في تأويله وفهمه الكثير في قولهم " نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه"، فإننا نعتذر إلى الله من أن يعذر بعضنا بعضاً في ابتداع بدعة مخربة أو انحراف في عقيدة ضلالة ، فليس في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم سند واحد يستند اليه من يعذر المبتدع إلا إن كان من الأتباع الجهال الذين يتبعون كل ناعق ، فهذا دواؤه العلم، أما أن نعذر المبتدع ، فحاشا وكلا، ولا كرامة، وعلى المخالف أن يأتي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصايا أصحابه ومن تبعهم إلى عصر أحمد بن حنبل بمثل هذا التخريج الزائف الباطل لهذا القول على عمومه، والذي يتعبد ويتغنى به الكثير ممن قلّ علمه وكثرت خرطه وخبطه.

      34.  ونؤمن بمعجزات الأنبياء ولا ننكر كرامات أهل الصلاح والتقوى.

      35.  وأن الحكم بما أنزل الله فرض على كل مسلم أن ينشط للعمل على تحقيقه أينما وجد ليسود العدل وتتحد الكلمة ويأتلف الصف.

      36.  ونرى أن العلمانية وصمة كفر وإلحاد لا تجتمع والإسلام تحت رداء واحد، وأنها تعنى اللادينية والتبرأ من الخالق تبرأً عملياً أواعتقادياً، وأن المسلمين الذين يوالون العلمانيين على شرائعهم وأحكامهم ويتجمّعون في أحزابهم ومجالس تشريعهم، هم من أهل الجَهل المُردى أو الكفر الموبق.

      37.  وأن الديموقراطية الغَربية الكافرة ليست من دين الله في شئ، بل هي كُفرٌ محضٌ بانتخاباتها وبرلماناتها وأحزابها، لأنها مؤسسة على فكرة الطّاعة لسلطة الشعب دون الله، ولأنها تقوم على أيديولوجية علمانية لادينية. ومن ثم، فإننا لا نشارك في وسائلها إذ إننا متعبدون بالمقاصد والوسائل معا، و"إن الله لا يصلح عمل المفسدين".

      38.  وأن كلمة "السلفية" قد امتُهنت في العصر الحاليّ، ودخل تحت مسماها من لا يقول بأقوال السلف، بل منهم من يقول ببدعٍ مُضلة، كبدعة طاعة وليّ الأمر أياً كانت ملته، وكبيرةُ التزلّف للحُكام وطلب الدنيا بالدين.

      39.  أن علماء الأمة في كل فرع من فروع العلم يكمل بعضهم بعضاً كحلق العقد الواحد، ولا نرى لأحدهم مزية على الآخر إلا بالعلم وإصابة الحق فيه والتقوى، فأصحاب الحديث كالفقهاء وأصحاب الأصول والعربية، لهم دورهم الذي لا يغني عنهم غيرهم فيه، ونتبرأ إلى الله من لوثة التعلق بمحدث من المحدثين أو فقيه من الفقهاء لا نرى له عيباً ولا نعرف له خطأً فكل قوله صواب وكل مقاله حق!، هؤلاء يخالفون إلى ما ينهون الناس عنه من عدم عبادة غير الله وأن الكل يؤخذ من كلامه ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتسبون إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفون إتباع السلف عمن خالف من قلدوه في مسألة من المسائل، فلينتصح هؤلاء وليثوبوا إلى رشدهم، هداهم الله إلى الحق وبرأهم من التعصب .

      40.  ونرى أن الدفاع عن الأوطان حق مكفول في كل ملة ومن مقاصد الشريعة العامة التي روعيت في كل شريعة أرسل بها الله رسله، أو وضعها بنو آدم على ميزان العقل والعدل. وأن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يجب أن تخفر ذمتهم في أوطان المسلمين، شريطة أن لا يظهروا العداء للإسلام أو يخالفوا شرائعه، وفي المقابل لا يعتدي أهل الملل الأخرى على المسلمين في ديارهم بدعوى تحريرهم !

      41.  وأن حق المرأة مكفول ومصان في الشريعة الإسلامية ، لها ما على الرجل وعليها ما عليه، وللرجل عليها درجة الفضل التي تلزمه بالرعاية والذمة؛ لا بالتكبر وهضم الحقوق، وأن المرأة تساوى الرجل في ميزان الله وإن اختلفا في الدنيا من حيث مجال عمل كل منهم وقدرته وما هيأه الله سبحانه له. وأن حجابها فرض عين بنص القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية وإجماع علماء الصحابة والسلف والتابعين لهم بإحسان.

      42.  هذه هي عقيدتنا ، في سطور قليلة ، ندين بها ونتولاها ، وإذ نعلن أن المخالفة طبع في النفس لا غلبة عليه إلا لمن شاء الله من ذوى العزائم، فنقول للمخالف المتجني :

      43.  لسنا من الخوارج، هداكم الله، فنحن لا نكفر بذنب ولا معصية، صغيرة ولا كبيرة. ولا نتحرج في تكفير المعين إذا ثبت عليه الكفر بما فيه لنا من الله برهان واضح. وإجراء هذا الحكم له ضوابطه التي لا يُحْكِمها إلا العلماء. كما نتريث في مثل هذا الإطلاق، فإنه من أعظم البغي أن يُشهد على معين أن الله تعالى لا يغفر له ولا يرحمه بل يخلد في النار، فإن هذا حكم الكافر بعد الموت، ولأن المُعين يمكن أن يكون مجتهداً مخطئاً، مغفوراً له، ويمكن أن يكون ممن لم يبلغه ما وراء ذلك من النصوص، ويمكن أن يكون له إيمان عظيم وحسنات أوجبت له رحمة الله عز وجل.

      44.  ولسنا من المعتزلة، الذين يقدمون العقل ويجحدون ظاهر النصوص ، وينكرون السنن. ولسنا أيصاً من الأشاعرة الذين يسيرون على الضد من نهج المعتزلة وينكرون الأسباب.

      45.  ولسنا من المرجئة الذين يرون الإيمان في القلب، دون العمل، ويفرقون بين ما جمعت بينه الشريعة ووصله رسول الله صلى الله عليه وسلم، الظاهر والباطن ، ولا نجعل الإيمان هو مجرد تصديق الخبر بل نعتبره ركنا.

      46.  ولسنا من الشيعة الذين تتبرأ منهم ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بافتئاتهم على صحابته الأبرار وأزواجه الأطهار، وبتخريب الدين ومعاداة المؤمنين والكذب الصُراح تحت شعار التقية، فلعنة الله على الظالمين.

      47.  ولسنا من المشبهة الأنجاس الذين يجعلون لله أعضاء كأعضاء البشر سواء بسواء.

      48.  ولسنا من الصوفية أصحاب وحدة الوجود والحلول والإتحاد، والرقص والنط والفط باسم الذكر والتسبيح ، والله منهم برئٌ ورسوله.

      49.  ولسنا " قطبية "، لمن أحب أن يلصق بالناس التسميات التي تنفر وتغشى على الحقائق. بل نحمل للشهيد سيد قطب ـ نحسبه كذلك ولا نزكيه على خالقه ـ العالم الأديب المفكر؛ كل إجلال واحترام وحب في الله، جزاه الله خيرا على ما قدّم للإسلام، ونقر بأنه ليس هناك من لا يخطئ في مسألة من المسائل، أو اجتهاد من الإجتهادات، وسيد قطب رحمة الله عليه ليس بدعا في ذلك، ولا نتابعه فيما قال في مسألة تأويل الصفات أو ما خالف السنة بشكل عام.

      50.  ثم إن الإفتاء في شرع الله ليس من باب إبداء الرأي كما يحلو للكثير أن يتحايل به، إنما هو واجب على من حاز أصول العلم وتمرس به، وعرف الواقع ودرس جوانبه، ليجتمع له جانبا الفتوى؛ العلم بالحكم الشرعي، ومعرفة الواقع ومناطاته. فليتق الله ربه من يتقحّم الفتوى من كل جاهل متعالم، متكلف متخلف هو للعوام أقرب منه لطالبي العلم .

      نحن والحمد لله من أهل السنة والجماعة الخلّص، ونحسب بفضل الله أن عقيدتنا الإسلامية لا تشوبها شائبة. ومن أراد أن يختبر هذه العقيدة أو أن يردّ أحد مفرداتها كما أوردناها فليرم بسهمه ، فسيرتد إلى نحره خاسئا بإذن المولى عز وجلّ.

      وأخيراً فهذه عقيدتنا وما ندين الله بها، وننصح بها إخواننا من أهل السنة والجماعة من الحاملين لهم هذا الدين العظيم، فمن قبل فحظه أصاب من الخير إن شاء الله، ومن رغب عنها أو عن شئ منها فنعوذ بالله منه، ونقول كما قال أحد أنبياء الله تعالى (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) غافر آية 44.

      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

      الأمين العام للتيار السني

      د. طارق عبد الحليم

      الأمين المساعد للتيار السني

      د. هاني السباعي

      التيار السني لإنقاذ مصر

      21 شعبان 1433هـ

      11 يوليو 2012