فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      كلمة عن الشيخ القرضاوي

      كيفما تكونوا يكون حكامكم ... وعلماؤكم!

      معاذ الله أن يشمت المسلم في موت أحدٍ، فإن الشماتة ليست من الخلق الحسن.

      كما أن وفاة الشيخ القرضاوي في حدّ ذاتها لا يمثل، بالنسبة لغالب الناس، حدثا يغيّر مجرى حياتهم، إلا فرصة للذين قاموا اليوم للتعازي والمدح المثقل بالمبالغات مثل قول "شمس الأمة وعالم العلماء!" وأكثر من ذلك، فنحن أمة نحب اللطم والتعازي ولا نضيع فرصة إلا استقصيناها، ولا نترك أمرا فعله الغير إلا حاكيناه، حتى لا يُقال فلانا كتب كلمة، فكيف لم تكتب... ولنا في كمّ التعازي بموت امبراطورة الإنجليز عبرة! هذه أمتنا.

      لكن أقول، القرضاوي كان عالماً ممثلاً للاتجاه السائد في زماننا. عالم في أمة ساد غالبها، إلا من رحم ربي، التميّع والإرجاء والخضوع الفكري للغرب وثقافته، مع بهارات إسلامية وتحوير للمصطلحات لتناسب الذوق الشرقي!

      • الرجل كان داعما للحزبية المتعددة، لا يرى بأسا في قيام أحزاب شيوعية أو علمانية تحت علم الديموقراطية التي عاش ينافح عنها، بعد أن موّه بأنها كالشورى! والفرق بينهما يعلمه طالب أزهري بالثانوية حقاً!
      • الرجل كان داعما لتعليم المرأة، ومن ثم، عمل المرأة في المناصب السياسية، ومن ثم تناول المرأة كافة المناصب الرسمية، والتي تصل بطبيعة الحال إلى الرئاسة!
      • الرجل كان مفتيا بغريب الفتوى تحت باب التيسير للناس، ولو خالف الشرع والقواعد، كما أفتى مثلا بحل أخذ الربا البنكي في الغرب لشراء البيوت أو بدء عمل!
      • الرجل أفتى بجواز انضمام المسلم العامل في جيش دولة غازية لقتال المسلمين، وفي وقتها كانت فتوى بحل قتال المسلم إلى جانب الجنود الأمريكيين كي لا يقال عنهم غير وطنيين!
      • الرجل كان صديقا لكل طاغية، إلا من لفظوه، حين لفظوا الإخوان، كالسيسي وابني زايد وسلمان، لا لشخصه، لكنه عداء الإخوان. لكن الشيخ كان صديقا كافة الملوك والرؤساء عدا ذلك، لم يناهض أي حكم، ولم يعترض على أي تحاكم لغير الشرع، فهو بالنسبة إليه معصية كالنظر لوده امرأة أجنبية! عاش في نعيم بقطر، وجاوز فيها قاعدة العديد، ومدح أميرها مدحا بالغاً ومدح إمارته مدحا فائقاً، بل سجد لله شكرا، كما صرح، أن قطر نالت شرف إقامة الأولمبياد! أي والله ...
      • الرجل قال عمن كان من أهل الكتاب فبحث ودرس لكنه لم يقتنع إلا بيهوديته أو نصرانيته، فهو من أهل الجنّة!
      • الرجل عاش حياته حانقا على الشهيد بحق، المجاهد بحق، سيد قطب، فافترى عليه وقوّله ما لم يقل، وهو لا يبلغ شعث نعله. وقد بينت هذا في بحث لي.
      • الرجل أهل الذات الإلهية في خطبة له، وكفّره بها ابن عثيمين، ولم يعتذر عنها.

      وطوام أخرى ناقشتها في بحث طويل.

      فمن أراد الترحم عليه، فلا ضرر، هو حر فيما يفعل... لكننا نتحدث عن هذه الشواذ من الأقوال، حتى لا يتعلق بها أحد من الجهلة الذين يستشهدون على الأمر بمكانة قائله في وسط العامة. فإن عرفت خطل هذه الآراء، فترحم أو لا تترحم، هذا راجع إليك حصراَ.

      اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.

      د طارق عبد الحليم -