فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فقه التمييز بين المحسنين والمبطلين في مجال الإعلام

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه

      ابتداءً، فإن عنوان هذا المقال يُنبأ بموضوعه، وهو يتعلق بالنظر والتحقق من هويات المنتسبين للعلم الشرعي، سواء بنسب شرعي مستقيم، أو بنسب خبيث ملتوٍ.

      وهذا الأمر هو من أهم ما يجب على المسؤولين القائمين على القرار السياسي، أو الإعلام الذي يدعم ذاك القرار، وينشر ما يؤيده ويقيمه على وجهه الصحيح. وكم من رجال زلت أقدامها باتباع من لا يستحق، وكم من جماعات انفرط عقدها أو انحرفت توجهاتها باختراق غير المؤتمن لصفوفها. وما أتى ذلك، في غالب الأمر إلا من التهاون أو الجهل بفقه التمييز بين أصحاب التوجهات المختلفة، وفهم طبيعة النفوس البشرية وتطور فكرها مع الزمن وتوالى الأحداث والخطوب.

      ومن أهم مجسّات الشخصية ومميّزات التوجه، ومقيّمات النتاج الأكاديمي المنبعث منهما، والذي ترسم صورة الفكر وطبيعة النفس، سواء محسنة أو مُبطلة، هو خلفية الشخص البيئية والعلمية، وتحققه بما يدعي أنه راسخ فيه، أو يظنه الناس راسخا فيه (سيان!). ثم نتاجه العلمي، وعمره الذي يعبر عن مدى تخضرمه في الساحة الإسلامية. ثم عامل آخر مهم للغاية، وهو دراسة استقراره وثباته على مقالاته ومذهبه، فالتقلب في الأقوال، لا يمثل إلا تشتتا في الفكر وتخليطا في الرأي. وليس من الفقه أن يُقال أنّ التاريخ ماضٍ ولنا ما يقول الرجل اليوم! من حيث أن في هذا تغافل عن حقيقة تطور النفس البشرية من داخلها، لا مما ينطق بها لسانها في زمن ما، مناقضا لما كان ينطق به من قبل.

      وقد رأينا مثل هذا التقلب، في إبان كارثة الثورة الشامية، التي فضحت الكثير من الأسماء، وخاصة تلك البراعم التي نبتت دون جذور ثابتة أو امتداد علمي أو زمنيّ، وخبطت وخلطت وافترت، ثم نافقت وغيرت وبدلت! ومن تلك على سبيل المثال أحمد هاروش، وتيم شريفة، والصبي الزبير الغزي، وصبي حماس نائل مصران، وأحمد الجازولي السوداني، ومحمد الصغير البرلماني المصري  والترهوني المصري، وكثير غيرهم.

      ومن هؤلاء من كان على باطل، يدافع وينافح عنه، حتى فتحت له الدنيا أبوابها، سواء بالغرب أو في تركيا، فاختفى عن الساحة تماما. ومنهم من تقلب من رأي إلى خلافه، مثل ذاك الصبي الفلسطيني نائل مصران، وغيره.

      ومن العجائب أن هذا الصغير، بدأ أول خطواته بإظهار محبة السلفيين الجها.ديين، واتصل بالشيخ داود خيرت المصري ليبين اعجابه بهذا الاتجاه. ثم انقلب حاله ليدافع عن داعش ويهاجم من يهاجمها، ثم انقلب على عقبيه مرة أخرى ليتولى حماس ومنهجها، وينصر المنهج المتسيّب المتميع، ويقف في صف الهيئة الجولانية، ويصحح تصرفاتها، حتى في الاعتداء على المجا.هدين ممن يخالفهم! فهذا الشخص تتوفر فيه كافة عناصر الريبة والتوجس، من عدم النتاج الأكاديمي، وتقلب المنهج من التطرف الداعشي إلى التسيب الإخواني، والمنهج الحماسي، وصغر السن وانعدام الخبرة، الممتزج بالغرور والكِبر الفارغ. وأعان على ذلك تزكية بعض من له اسم في الساحة، مثل الكتاني الصوفي المعروف بمدح كل من يوافقه مدحا عجيبا! ومثل أبي قتادة الفلسطيني، الذي انقلب على المنهج الجها.دي برمته، ووقف وراء أشبار وأصفار عديدة، ممن هاجموا الدكتور أيمن وجماعته هجوما لئيماً خسيساً.

      فلعل في هذا البيان موعظة لمن يتصل بمثل هؤلاء ويأخذ منهم نصحاً أو توجيهاً أو مادة دعوية، فإن كافة هؤلاء، بلا استثناء، كانوا يقدحون في طالبان ويزيفون جهادها وينصرون من عاداها، حتى ظهرت طالبان، وأعطاها الله نصراً مؤزراً، فإذا بهم جميعا ينقلبون إلى مؤيدين ظاهراً لا باطنا، فإن نفسية البشر لا تتبدل بهذه الطريقة. فهؤلاء كمصران وغيره، لا يؤمن لهم يوماً في مقال أو رأي.

      د طارق عبد الحليم

      12 جمادى الأولى 1443 – 16 ديسمبر 2021