فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الواقع الإسلاميّ في نهاية 2020 ... دون رتوش!

        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد   يمكن القول، بكل أمانة وصدق، أن الحركة الإسلامية التي بدأت منذ حوالي ثمانين عاماً من الزمن، وتشعبت وتنوعت، فكريا وأيديولوجيا وحركيا، في بلاد العالم الإسلامي كلّه، قد توقفت عن الحركة، أسوة بكلّ ما هومن شأن التقدم الإنساني والحضاري المسلم، عربيّ وأعجمي.   ولا أظن أن هذا الخبر فيه صدمة لأي مسلمٍ مهتم بشؤون الإسلام، بل هو من باب تأكيد الخبر، لا أكثر.   فالجماعة المعروفة بالإخوان المسلمين، قد سجنت، بل وسُحلت جلّ صفوفها الأربعة الأولى، في كلّ بلاد العرب، رغم ما أبدوه، ولا يزالون، من استعداد، عقديّ وحركيّ من التعاون مع الغاصب المستعمر، في كلّ مجال. فالغاصب المستعمر لا يريد أقل من مستوى السيسي وأبناء سلمان وزايد، الذين لا يعرفون ديناً أصلا لينحرفوا عنه هنا وهناك.   وحركة السلفيين التي بدأها، في ظني الشيخ الألباني، كحركة أكاديمية حديثية، تحولت على يد المدخليّ الموالي لأعداء الله ورسوله، وبرهامي الكافر بالله العظيم، وشلّة المشايخ المصنوعة من عجوة النفاق، كمحمد حسان ومحمد يسري ومخيون وهذه الطبقة العميلة، وعلى رأسهم المتلوّن في دين الله الددو الشنقيطي.   وحركة التحرير لا تزال قابعة في احلامها بالخلافة، دون الأخذ بأسبابها إلا من فعل واحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عرض الفكرة على زعماء الدول، كما عرضها صلى الله عليه وسلم على زعماء القبائل! وغالب أبنائها في السجون، وإن لم يكن لهم شأن كبير في تقدم الحركة بشكلٍ عام في العقود الأخيرة منذ أيام النبهاني في الخمسينيات من القرن الماضي.   ثم حركة الجماعة الإسلامية التي كتب الله عليها الانتكاس التام والردة الأصلية، فصاروا في خيار الديموقراطية والسياسة التوافقية، فحازوا قصب السبق فيها أكثر من الإخوان، وكانوا من أهلها بجدارة.   وحركة السروريين، التي لا تكاد تجد لها محوراً أصلاً، إلا معرفتنا الأكيدة الوثيقة الدقيقة التامة بوجودها كجماعة لها بيعة، فأظنها ماتت كحركة بموت مؤسسها محمد سرور بن نايف، ولا تجد من ينتسب لها علنا، عقديا ولا حركيا، من حيث غبش أيديولوجيتها العقدية وخرابها الحركي.   أما حركة الغنوشي، فإني أعتبرها خارج إطار العمل الإسلامي ابتداءً. فهؤلاء علمانيون صرحاء، يمثلون الكفر المتأسلم، دون نفاق أو مواربة.   ثم إنّ حركات أهل السنة والجماعة، التي تعددت، لا لسبب إلا لتفادي تفتيتها، وشدة ملاحقة السلطات لها. فإن كانت السلطات الكافرة تهدم الجماعات التي تمدّ لها يد التعاون والتفاهم، وقبولها أن تكون اليد السفلى على الدوام، فكيف تراهم مع من لا يقبل نظمهم جميعا، وطرقهم جميعا، السياسية والبرلمانية والتوافقية التعايشية الائتلافية، التي تتمحور حول "نعبد إلهكم يوما وتعبد اللات والعزى يوما" فنزلت سورة الكافرون ردّاً عليهم. فحركة إحياء الأمة، ومجموعة الشيخ رفاعي سرور رحمه الله، والتيار السني الذي لم يتح له إلا عامين من الزمن، ثم اجتاحه السيسي وجحافل 30 يونيو المريضة عقدياً.   ولم يبق إلا حركات الجها..د، كالقا..عدة في أفغانستان وبقية فروعها، وطالبان التي هي معنية بالشأن الأفغاني أساساً. وكلاهما يعاني من مشكلاته أشد المعاناة، وإن بقي طافياً على السطح، لإخلاص قادته وأبنائه، وتوفيق الله لهم بهذا لإخلاص.   ثم الجماعات الجها..دية المتناثرة في إدلب الشام، ولا أقول الشام، خاصة ما تُسمى الهيئة، وهذه قد صارت غالبها إلى الخيانة العظمى لله ورسوله على نهج الجماعة الإسلامية حذو القذة بالقذة.   أما على المستوى الفردي، فتجد من ينتسب لأحد من تلك الحركات، فكرياً وأيديولوجياً، وإن لم ينتم لها حركياً. وهؤلاء الأفراد هم من يوقعون في مخيلة العامة أن تلك الحركات لا توال تقوم لها قائمة، بين تصريح هنا، ودرس هناك، مثل تمثيل الددو للسلفيين، الذين يكادون يعبدونه من دون من دون الله، أو الصغار مثل الكتّانيّ المغربيّ المُشبع بالصوفية من ناحية والمشتت عقدياً من نواح أخرى، أو الشيخ الفلسطيني الذي لم يعد أحد يعرف انتماءه الحقيقي، وأظنه قاصدا عامداً لهذا، أو أمثال الشيخ السباعي والشيخ المقدسي، اللذين يمثلان أهل السنة، ويعلم الله ما هم فيه من ضيق عيش لا يُطاق، أعلمه يقينا ولا يعلمه الكثير، لا كالددو ملك السلفية الزائفة، أو مختار الشنقيطي المزيف، وأمالهما من المصطنعين.   وهذا هو الفرق بين أتباع أهل السنة وبين غيرهم، لمن يتساءل، ذلك السؤال الساذج الغريب: لماذا لا تفعلون أنتم شيئاً بدلا من لوم الإخوان وغيرهم!!؟ أقول لمحدودي الذكاء والإدراك، إن كان هذا حال من يوافق، فكيف بحال من يخالف، عقديا وحركياً؟ نحن مطاردون محاصرون، من جهة، والشرع يضع لنا مقاييس معينة لا نتجاهلها كما فعل الإخوان وغيرهم، لأنها حرام أولاً، ولأننا نعرف أن الحرام فيه المفسدة الحقيقية على الدوام، لا كما قلبوا الآية، فقالوا هي مصلحة ... وكيف يكون حراماً فيه مصلحة يا أولى الألباب! ومرة أخرى، بين أيديكم النتائج.   فإن قيل: إذن دعهم يعملون! قلنا: وهل قيّدنا أيديهم .. وصلوا إلى سدة الحكم بالفعل ثم خسروها بانحرافهم الحركيّ، لا بيع القضية كما يقول بعض المعاتيه، بل بالغباء وغبش الرؤية العقدية الذي أخرج للمسلمين "سلميتنا أقوى من الرصاص" وهم أصحاب يد عليا، وأعداد كبيرة. لكنّ لما كان المنهج منحرفاً لم يعدوا لذاك اليوم عدته، بل قالوا: إخواننا، مسلمون نتعاون معهم. ألا ما أغبى هذا الفكر والنظر ... ولا أدعي هذا من عند نفسي، بل هو ما رأينا نتائجه على الأرض لا ينكرها أحد إلا أعمى بصر وبصيرة ... وكم كنت أتحدث لبشر من البشر فأقول: هؤلاء يسيرون في طريق الهلاك، عقب اتفاق كامب سليمان (مع عمر سليمان، الذي تولى كبره العريان والكتاتني)، فيكون الردّ: لا، هؤلاء محنكون، لهم خطط لا نعرفها ...! فواحسرتاه على الملك الضائع بسبب غباء قيادته وقلة خبرتهم والتواء عقائدهم.   تلك هي معالم الوجود الإسلامي الحركي اليوم، إن وضعنا جانبا كفار مشايخ السلطان كالجندي وسعد الهلالي والمغامسي والسديس وأمثال هؤلاء الساقطين.   أمّا ماذا نفعل إذن ... فقد بينت هذا في مقالات سابقة عديدة، فليرجع لها من شاء ... وستصدر مجتمعة قريبا إن شاء الله تعالى في المجلد السابع من مجموعة الأعمال الكاملة تحت عنوان "الحركة الإسلامية والتاريخ".   والله تعالى وليّ التوفيق د طارق عبد الحليم 27 نوفمبر 2020