فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      أخذت الأرض زخرفها ...

      أخذت الأرض زخرفها ...   أخذت الأرض زخرفها وازيّنت ... امتلأت بالحانات والبارات والمراقص ودور اللهو، وتعرت النساء وتخايلن وتمايلن، حتى في بيئة المسلمين، نزع كفار الحكام برقع الحياء عن كلّ شئ، حتى استبدلوا هيئات الترفيه بهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في كلّ مكان .. وتطاول البنيان في البلدان، ناطحات سحاب شاهقة، وأشكال معمارية خلابة، ومتاحف تحت الماء، مدن عائمة فوق الماء، في كافة أنحاء الدنيا ... تزينت لناهبي ثرواتها وآكلي ثمرات أهلها بالباطل ... فعاثوا الفساد في الأرض ... وحولوا الفقير العاني إلى عبد ذليل، يشقى نهاره، ويفسق ليله بمشاهدة موبقات هوليوود وبوليوود!!   وظن أهلها أنهم قادرون عليها .. ظنت أمريكا أنّ أرضها محمية من ضربات "الإرهابيين"، وامتدت يدها لتدمير ما يمكنها من بلدان المسلمين المسالمين، وتحدت اقتصاد العالم، بما فيه أشقاؤها النصارى الصليبيين. وظنت روسيا أنها قوة طال غيابها عن المزكز، فعمل "بوتينها"بمكر الذئاب ليحطم القيود الغربية، باجتياح الأراضي العربية .. وظنت الصين الملعونة أنها قادرة على إنهاء الإسلام، فحاصرت مليون مسلما، وقتلت وحرقت وعذّبت وضيعت هوية طائفة كاملة ... وظنت أنها قادرة على ذلك ... وكذلك فرنسا العاهرة، وانجلترا الصليبية الماكرة، وبقية دول الغرب الفاسقة. ثم حكام العرب، الذين ظنوا أن عروشهم وكروشهم لا يوجد ما يهددها ... فهم أصحاب المال والجاه والقوة .. رغم أن أنوفهم في التراب، أمام أسيادهم من البيض ...   فإذا أمر الله يأتيهم ... فيروس لا تراه العين ... لا يحتاج جنوداً ولا سلاحاً، فهو جندٌ وحده وسلاح فاتك ذاته ... لا توقفه الحدود، ولا يمنعه مال ولا بنون، ولا ترهبه مخازن نووية ولا حاملات طائرات مترامية الأطراف ... أغلق المطارات، وقطع الاتصالات، وأوقف التجارة، وحبس الناس في بيوتهم، بما فيهم بعض رؤسائهم، ومنع السياحة (التي هي شكل من أشكال الدعارة في بلداننا العربية)، وأصاب الناس بالذعر، صغيرا وكبيراً، غنيا وفقيراً .. ضربها الفيروس في كلّ مكان، بعضها في ليلا، وبعضها في نهارها، على مدار الأربعة والعشرين ساعة، دون توقف ...   "حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" يونس 24.   أين ملايين المسافرين في كافة المطارات؟ أين الرحلات الجويو التي لا تنقطع؟ أين السفى التجارية والسياحية؟ أين المنتجعات والحغلات الراقصة والألعاب والأندية؟ أين لاس فيجاس ودبيّ، وما فيهما من خمور وقمار ونساء؟ أين ذهبت البلايين في هبوط الأسواق العالمية؟ هذا ولا يزال المرض في بداية انتشاره ... ولا رؤية في الأفق لموعد تصنيع مضاد له .. ستة أشهر! عاماً أو عامين!! يعلم الله   لكن، هل يرى الناس ما يجرى كآية من آيات الله!؟ لا والله ... فإنما يراها القوم الذين يتفكرون، لا غيرهم ... وغيرهم يراها مرضاً شاع وانتشر، وسينتهي .. وكأن من أتى به لا يمكنه أن يجعله عليهم سرمداً لا يزول ..   فسبحانك ربنا .. وإليك المصير ..   د طارق عبد الحليم