فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الفتنة الكبرى .. والمسيخ السامرائي

      الحمد لله الذي لا يحمد سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

      لا شك أن الأمة الإسلامية قد رميت في تاريخها، ابتلاء أو جزاء، بأحداث جسامٍ بعد الفتنة الكبرى بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما، وهي فتنة بين طائفتين من المؤمنين السنة اقتتلوا. ولا شك أنّ ما تر به الأمة اليوم من صراع داخليّ بين السنة والخوارج العوادية هي من تلك الأحداث التي وإن لم تكن فتنة بمعناها الشرعي، إذ ليست بين طائفتين من المؤمنين، بل كائفة سنة وطائفة بدعة، إلا إنها فتنة لمن يحيا خلالها ويرى آثارها المدمرة، في زمن اتحدت فيه كل قوى الشر لتقضي على الإسلام.

      والمصيبة التي ضربت الأمة الإسلامية في صنع الخوارج المارقة، قد تكون مبررة في سياق السنن الكونية الإلهية، التي لا تجامل أحداً ولا تراعى خاطرٍ لأحد.

      فإن الأمة قد ضعفت واستكانت ورضيت بالذل والقهر، وخرجت عن شرع ربها، وأهملت سنة نبيها، وانضوت راضية تحت حكام كفروا بدينها. فكان لابد أن تدفع ثمن خطاءاها، فقراً وقتلاً وضعفاً ومهانة. ثم إن ظهور ابن عواد السامرائي، يمثل ولا شك توطئة وإرهاصاً بخروج الدجال، إذ ترى إنه ينشر كلّ ما يضاد الشرع ويقتل أولياء الله ويعادى علماء الأمة أجمعين، ويخرج أذنابه بفتاوى اقودهم إلى النار، من حيث مرقوا من الدين، لكنك تجد لهم أتباعاً ومناصرين من الهالكين البعثيين والعلمانيين والعلمانيات، والمغفلين والمغفلات، كثير، كأنهم غثاء سيلٍ، لكنهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتنة المسيخ الدجال، مكتوب على جبهته كافر، ولا يزال غالب الناس يتبعونه .. والله كأني أنظر إلى المسيخ السامرائي يبشر بالدجال، إذ اقتربت أيامه، وصار الوقت على عتباته.

      المسيخ السامرائي رجل بليد، بكل معاني البلادة، بلادة العقل وبلادة الحس وبلادة الكرامة. قد حقق للكفار، في وقت كان الأمل فيه معقوداً على الشام، ما لم يستطع بوش الصغير تحقيقه بغزو العراق! والرجل لا ماض له في جهادٍ ولا في علم ولا في عمل. إذن هو صنيعة، إذ مقدرته العقلية لا تسمح له أن يكون قائداً. هو صنيعة البعثيين أولاً، مثل حاجي بكر وأبو علي الأنباري، وصنيعة العلمانيين أمثال عبد الباري عطوان والصحافة الخائنة التي تفخت في كيانه لحساب الغرب، وهو صنيعة غير مباشرة للأمريكان الذين احتفظوا به عشرة أشهر ثم أطلقوه، وكان ساعتها تافهاً مغموراً لا يعلم عنه أحد، فما الذي تم يا ترى في تلك الأشهر العشرة؟

      لمّأ ظهر فساده وإفساده، وانحراف عقيدته وشدة جهله، ونبذه كلّ من له صلة بعلم ممن كانوا رؤوساً في العلم والجهاد من قبل أن ينزلق المسيخ السامرائي من بطن أمه عام 71، اضطر إلى أن يشوه كلّ هؤلاء الأكابر، وأن يقبل بجمهور من الصغار المغفلين، الذين لا يعلمون شرعا ولا ورعاً. فأنت تجد مناصريه وأمرائه وأتباعه، إما جاهل غرّ محبط لا عقل له، أو عجميّ لا يعرف العربية أصلاً ليفهم صحيحا من ضعيفاً[1]، أو بعثي متمَسلم، جعله يده اليمنى واليسرى، وأحلً حذاءه مكان عقله، ولم يعرف أن العلماء أفتوا بأن توبة التائب من عمل يخرم الشهادة لا تؤهله للشهادة إلا بعد فترة الجمهور على أنها سنة، ومنهم من جعلها ستة أشهر. وهؤلاء البعثيون كانوا أتباع صدام في محاربة الدين وأهله، فكيف يصيرون قوادا للمسلمين وصحابة للخليفة المسخ فور "توبتهم".

      ثم إذا به يتبع انجراف الحازميّ في التكفير، وتكفير التكفير، وسلسلة التكفير، ولم يترك للأمة من السملمين إلا من بايعه من المغفلين أو المحرفين أو العملاء.

      ثم تجد العجب في إنهم يتصايحون بأن هجرة النساء اليهم هي دين وعبادة، ووالله لم يتابعهم على ذلك العُهر عَالِم واحد، بل هي هتك لعفاف النساء والبنات، وتعريضهن للمخاطر التي قصد الشرع إبعادها عنهم. ثم إذا بك ترى النساء ممن يناصروهم من السافلات السافرات أمثال إحسان الفقيه ومروة يوسف، ولعل وصفهن بأنهن من المائلات المميلات وأنهم لن يدخلن الجنة ولن يجدن ريحها هو وصف دقيق، ومن أراد التأكد فلينظر إلى صورهن! أخزاهن الله.

      ثم إذا بالمسيخ السامرائي يستعين بكل كاذب في دعايته وإعلامه، كترجمان الشيطان، وإحسان ومروة، ينشرون الأكاذيب ويختلقون الأحداث والأقاويل. فما تبعه إلى صاحب عاهة أو صاحبة سفاهة، وصدق رسول الله صلى الله عليه سلم. وقد تناولوا سير الشيخ الظواهري والشيخ المقدسي والشيخ السباعي والشيخ أبي قتادة وغيرهم فرموهم بكل قبيح، إفتراءً ودجلاً، أخزاهم الله.

      المشكلة هنا، خاصة مع الشباب المُغرر بهم وبهن هي إنّ أتباع هذا العربيد الساقط قد اقتطعوا من سيرة رسول الله صلى الله عليه سلم مقتطفات على هواهم، كمن أتى إلى سيرة مصورة، فاقتطع منها أجزاء معينة ثم أعاد تركيبها ليظهر بها الإسلام في الصورة التي يراها بعين الهوى.

      فأنت ترى أنّ الصوفية قد اقتطعوا من سيرة رسول الله صلى الله عليه سلم وصحابته ما كان من تحنثهم وكثيرة دعائهم، فركبوا منها سيرة وإسلاماً يغفل الباقي، ثم جاءوا إلى ما ركبوا فشوهوه إذ لا يمكن ألا أن يظهر التلفيق في صورة تغيير وتبديل.

      وأنت ترى العلمانية نظروا في سيرة رسول الله فأرادوا ذمّه، خيبهم الله، فاقتطعوا قصص زواجه صلى الله عليه وسلم، وجعلها علم على سيرته، وصوروها كأنه لم يكن له من عمل إلا شهوة النساء، حاشاه، وأخزاهم الله!

      وأنت ترى الحرورية، قديماً، وأخابثهم العوادية حديثاً، فعلوا نفس الفعل، اقتطعوا من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاطع من حروبه وأحداث من تعامله مع عدوه، وأوّلوا تعابير قرآنية بجهلهم، وركبوا سيرة له تجعله كأنه جزار ليس بنبي مرسل، حاشاه، وأخزاهم الله. وأنت ترى مُعرفات أذنابهم كلها صور ذبح وقطع رؤوس وأسلحة، كأن الإسلام ليس فيه إلا إراقة الدماء، بل إراقة دماء المسلم المخالف لشريعتهم الساقطة قبل إراقة دماء النصيرية والرافضة وغيرهم.

      هم من قال عنهم الشاطبي إنهم نظروا إلى الشريعة ليس كالانسان المتكامل السوي، بل نظروا إلىها مجزأة، فاليد وحدها ليست إنسانا والرأس ليست إنسانا، وهذا هو سبيل الضالين، الذين اتخذوا القرآن عضين.

      اللهم ارفع فتنة المسيخ السامرائي عن أمة المسلمين، واحفظ المجاهدين في سبيل إسقاط النصيرية والروافض، وصن أعراض بنات المسلمين ونسائهم من الوقوع أسرى تلك الأوهام التي زينها لم شيطان سامراء.

      د طارق عبد الحليم

      24 فبراير 2015 – 6 جمادي الأولى 1436


      [1]  ومن العجم من هم علماء أكابر ومجاهدين أحباب، لكنّا نتحدث عمن لم يتبع الذكر ويستمع لنصح العلماء.