فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: هل تصلح النية مع سوء العمل؟ انتبهوا يا أتباع فصيل الدولة:

      يعتقد البعض أني، وأحبابنا شُيوخ السنة، لا نعرف ما يجرى في عقول أتباع هذا الفصيل الذي انحرف عن السنة، ووقع في أوحال البغي والبدعة. بل والله نفهم دوافع غالب منتسبيهم، من العوام وكثير من جنودهم. فإن الحالة المزرية التي وصلت اليها بلاد المسلمين، والانتكاس الرهيب الذي تحدرت فيه طواغيت العرب، من كفر بالشرع وولاء للكفار وعداء صريح للدين. هذا الموقف قد أوجد حالة شديدة من اليأس والقنوط في نفوس الكثير من المسلمين، خاصة وأن كثيراً من العوام قد انتمى قلبا وفكرا إلى تلك الردة، بعلم وجهل. فإذا بهؤلاء محاصرون نفسياً من كلّ جهة. لكن الأمر أنّ مسائل السنة والبدعة، والإسلام والكفر، لا يُنظر اليها من منظار العاطفة العامية، والانفعال النفسيّ، كما لا يَنْظر فيها إلا أصحاب العلم الموثوق فيهم. ويأبى الله إلا أن يتم قدره. فيخرج قادة غلاة، كما حدث على مرّ التاريخ من قبل، فتأولوا النصوص والتووا بها، وخرّجوها مخرجا يناسب ما عليه هوى العامة هؤلاء من تمرد عصبي إنفعاليّ، يرمى كلّ مخالف بالردة، ويستلذ بالقتل، كأنه ثأر قديم لا صلة له بسنة أو دين أو علم، بل هو أقرب إلى أصحاب الثأر القبلي منه إلى أي شيء آخر. كما رفعوا لهم شعاراً طالما تاقت له نفوس المسلمين، الدولة والخلافة، وإن لم يساند هذه الدعاوى شيء من النظر والاستدلال السنيّ الموثّق. فهدفنا واحد، ووسيلتنا بعيدة عن وسيلتكم بعد السنة عن البدعة والحق عن الضلال، وصحة النية والهدف لا تصحح وسيلة بدعية.

      ظهور هذه الطائفة، قدرٌ من الله، وما أصابنا الله به إلا بعدما ظلمنا أنفسنا، فهؤلاء قد ضلوا طريق الصلاح والإصلاح، فرموا الأمة عامة بمنهج هو والله أخطر عليها من أي دين آخر كما ذكر بن تيمية نصاً. فعليكم يا أهل السنة بالوحدة، والالتزام بالسنة، ومن السنة التوحّد في صفٍ واحد لا التفرق في جبهات وجماعات، لتقفوا في وجه من عاداكم من أي حزب أو صوب كان.               

      د طارق عبد الحليم

      12 ذو الحجة 1435 – 6 أكتوبر 2014