فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      إيضاحٌ لازم على مبادرة الهدنة بين الفصائل

      وقعت على مبادرة الهدنة بين الفصائل المتقاتلة في الشام، ودعوت الله أن يجعلها مقبولة لكل الفصائل بما فيها تنظيم الدولة، فإن الأمر اليوم أمر مصير أمة لا وجود تنظيم أو آخر. وحتى لا ينخدع أحدٌ عما في سريرتي من هذه الهدنة، أود أن أوضح:

      أولا: إنني أكن لكل العلماء الموقعين كل إجلال واحترام، وأعلم تمام العلم أنهم إنما يريدون الإصلاح ما استطاعوا.

      ثانيا: إنني قدرت أن هذه المبادرة ستكون محل نظر قيادات وأمراء الفصائل، وأنهم، من ثم، لن يعيروا اهتماما لما يروجه أتباعهم، خاصة أولئك الذين يزايدون بمسميات لا محل لها من الإعراب اليوم، وأنهم سيعتبروا الصالح العام قبل الصالح الخاص، فالعام هو أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والخاص هو أي فصيل أو تنظيم أو جماعة أو حتى دولة، بافتراض وجودها.

      ثالثا: إنني لا أخفى ما أعتقده في تنظيم إبراهيم بن عواد، ولن أخفيه، فهو ديني الذي أعتقده، وهو أنه تنظيم حروريّ غالٍ باغٍ. لكن، كما عبرت في تغريدات حديثة، فإني أضع كل ما كان منه وراء ظهري اليوم، إلا حق الدم والمال والعرض، فهذا لا يسقط بتقادم أو صلح إلا أن يتنازل ولي أمره، من أجل أن يحافظ المسلمون على وجودهم الذي بات يهدده التحالف الصليبي الصهيو-سلوليً المشترك.

      رابعا: أنّ عرض الهدنة جاء من الموقعين عليه، لكن أمر قبولها أو رفضها أمر مرهون بالفصائل كلها، ومنها تنظيم الدولة.

      خامساً: أنّ مثل هذا العرض لا يغيّر من مواقف المتهادنين، فكل المتخاصمين على مدى التاريخ دخلوا في مهادنات مؤقتة لدفع أذى مشترك.

      سادساً: أنّ التوجه السنيّ لا يضيره مثل هذا العرض، بل هو من قبيل الإعذار إلى الله، في حالة قبول من قبل أو رفض من رفض. وكما بينت، فإن الله سبحانه قد بيّن في سورة الأعراف أمر الطوائف الثلاث، فلا علينا أن نكون الطائفة الناجية. وهذاالمشروع قد حمده الله مع الكافر، فكيف يعاب على الموقعين وأكثرهم يرون أن الحرورية مسلمون أهل بدعة، فهم أولى بأن يكون هذا الموقف مرعيا معهم.

      د طارق عبد الحليم

      6 ذو الحجة 1435 - 30 سبتمبر 2014