فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: لا حاجة لردّ على رد حسين بن محمود

      أرسل إلي أحد الأحباء ما دوّن ناشر "بحث في الخوارج"، حسين بن محمود، نشكره على أدبه في الرد على الرد، خلافا لأنصار العوّادية، لكن لا نرى داعيا إلى الرد على الرد على الرد! فإننا نحسب أن ما قلنا فيه الكفاية، ونكتفي بتعليق واحدٍ يوضح أن ما جاء فيه لم يرفع ما وصفنا به البحث من ضعف، بل نراه فقدان لرؤية مناحٍ في النظر لا يملكها صاحبه، ليس إلا، وهو ما يحتاج إلى عمر طويل في الدربة على النظر، وشق صدور الكتب. فقد قال في رده على الرد: "وماذا لو آمنت طائفة بكل معتقدات الخوارج واجتمعت فيها جميع الأوصاف المنصوصة إلا قتال المسلمين، وذلك لعدم قدرتها ، مع إستحلالها لذلك، فهل تكون هذه الطائفة خارجية؟" قلنا، لا ليسوا بخوارج حتى يقاتلوا المسلمين، فالأمر ليس أمر اعتقادٍ، بل هو أمر اعتقاد وفعل مجتمعين، ولكلٍ حكم عند انفرادهما، فمن كّفر واستحل دون قتال كان غالياً، ومن قاتل دون تكفير واستحلال، فهو باغٍ، فإن اجتمعا، كان حروريا. وقد قررنا ذلك في مواضع عدة. وهو خلاصة ما قاله كلّ العلماء الذين احتج بأقوالهم. ثم إن كان اجتهاداً، أفليست أقوال كلّ من نقل عنهم اجتهاداً؟ وما هي إلا تجميع ما جاء فيهم.

      ثم أتلَزم الظاهرية في فهم النصوص، وإلا نكون متجاوزين لها؟ أيقول عاقل أنّ كلّ من لم يحلق رأسه لا يمكن أن يكون خارجياً، هذا والله عبث، في صورة تمسك بالسنة. الموضوع أكبر من أن أشرحه للناشر هنا، ولكن التزم بعدم الدخول في سلسلة الردود على الردود على الردود، وأحيل القارئ إلى منهج أهل السنة في النظر والاستدلال، وهو منثور فيما كتبنا، وفيما كتب علماء السنة وأئمتها على مدى القرون السالفة.

      د طارق عبد الحليم            

      21 شوال 1435 – 17 شوال 2014