فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ما يحدث في مصر .. قانون الأغلبية وقانون الغاب!

      أؤمن بأن الأغلبية غالبة عادة وطبعاً، والله سبحانه حين قرر أن ألفا يغلبوا ألفين، لم يجعلها ألفا يغلبوا مليونين، فإن ذلك ضد العادة والسنن، خاصة حين نتحدث عن بشر في رتب وضيعة وأفهام معوجة.وانظر إن شئت إلى موسى عليه السلام وقومه، لم ينتصروا على قرعون وجنده، بل منعهم الله منهم بشق البحر، لا غير.والذي يحدث في مصر من تقبل الظلم والقهر والاعتقال والتعذيب والاغتصاب وسرقة الأموال وانعدام الخدمات الاجتماعية وانتشار الفقر بما لم يسبق له مثيل وفساد القضاء والشرطة وردة الجيش كافة والبيادة العسكرية المسيطرة على كافة مقدرات الشعب، ليس دليلا على قوة النظام، بل هو دليل يقيني مؤكد على أن الغالبية الساحقة المطلقة من هذا الشعب قد تراجع حضاريا وخلقياً وسلوكياَ وإسلامياً، إلى درجة لم يعد يقبل إلا حكم الغاب.

      فالحكم العاديّ الذي فيه العدل والرحمة والمساواة لم يعد يليق به، بل أصبحت غالبيته الساحقة المطلقة تنفر منه، فهي تريد الرشوة وتمجد المحسوبية وتعيش على الفهلوة في الكسب،وتريد الشهوات متاحة ومباحة بكل أشكالها، وتعظّم السلطة والزي العسكري،لا حرمات الله. إنه ذات الشعب الذي خضع لفرعون وكليوباترا، ثم للفتح الإسلاميّ، ولا أظن أنّ الغالبية العظمى منه دخلت الإسلام إلا خوفاً وطمعاً، والدليل هو الردة الصريحة لدى غالبيته الساحقة المطلقة هن تصورات الإسلام ودفاع نفس الغالبية الساحقة المطلقة عن النصاري "إخواننا في الوطن"!

      إنّ ما حدث في مصر على يد السيسي ليس إنقلاباً، بل هو إعادة للأمور إلى نصابها حسب قانون الأغلبية الساحقة. إنّ ما حدث على يد مرسي كان هو الانقلاب، انقلاب الأقلية على الأغلبية المطلقة الساحقة، بلا خلاف من عاقل. وحديثي هنا عن الغالبية الساحقة المكلقة، لا على كلّ فرد بلا استثناء "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".

      د طارق عبد الحليم    

      16 شوال 1435 – 12 أغسطس 2014