فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: ما وراء أكمة الحرورية، إلا الضلال

      روى عن مالك أن رجلاً جاءه يسأله عن الإحرام من المدينة، قال: لا تفعل، قال الرجل: إنما هي بضعة أميال أزيدها، قال مالك:أخشى أن يقع بك الظن أنك فعلت أفضل مما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته"الاعتصام ج1.فقه عظيم، يكشف عن مسالك البدعة في النفوس، وهي كثيرة. والحرورية العوّادية اليوم يقولون: إن دولتنا أكبر من دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة مرات! سبحان الله. لا يحتاج قولهم لمالك رضى الله عنه ليفهم الواعي أنهم على بدعة فظيعة، العجب بالنفس. وهل "الدول" تقاس بحجمها؟ الكيان الصهيوني حجمه عُشْر حجم اثنتين وعشرين دولة من حوله، وهو أقوى منها جميعا! ودولة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحت في عشر سنواتٍ أكثر من نصف العالم المتحضر وقتها، فحتى يقارنوا أنفسهم بها، يجب أن يفتحوا أوروبا كلها واستراليا، ونتجاوز عن الأمريكتين لتتساوى النسبة!

      والله وتالله لنْ يتجاوز العوّادية ما رُسم لهم من دويلة، هي ربع العراق والشام، ينازعونها مع العشائر. لكنه عجب الصغار وتقدير الصغار وعقل الصغار وسفاهة الصغار.

      مصدر الهزيمة خلل المقصد وانحراف الوسيلة، وقد حازت حرورية العوّادي كليهما. فقد وقعوا في بدع متشابكة، فاختل المقصد، ثم ضربوا حول أنفسهم سياج العزلة عن كافة مسلمي العالم ومجاهدينه، من حيث اعتبروا أنفسهم الأمة، لا أمة غيرهم، إلا من سار على ضلالهم، فانحرفت وسيلتهم. فقد كُتب على محاولتهم الفشل منذ بدأت، والسفيه من ركبه الغرور بظواهر الأمور، والعاقل من نظر في المآل، واعتبر به في تقدير الحال. فهؤلاء، لمن فهم عن الله وسننه، ساقطون ذاهبون، فدعهم في بدعتهم يعمهون.

      د طارق عبد الحليم      

      3 شعبان 1435 – 30 يوليو 2014