فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: فما له من قوة ولا ناصر ...

      قال تعالى "فما له من قوة ولا ناصر"، يقصد أنّ الكافر لا يستطيع أن يبدّل حاله التي انتهى اليها. فبيّن أن مصادر الظهور على الخصم، التي تؤدى إلى قدرته على تغيير حاله، تقوم على أمرين، لا يكون إلا بهما، القوة الذاتية "من قوة" والأنصار من الخارج "ولا ناصر". فمن تهيأت له قوة، دون ناصر يعين هذه القوة ويدعمها ويؤيدها ويعينها، لم يتبدل حاله. ومن كان له أنصار داعمين دون أن تكون له قوة ذاتية لم يتبدل حاله. ونرى مصداق ذلك عبر التاريخ كله.

      من هنا فإن الوجود الداعشيّ لا يمكن أن يستمر، بله أن يؤثر أو يبدّل ما حوله، بحسب هذه السنّة الإلهية، وأعنى بالاستمرار هنا أن يكون لها تأثير على تغيير حال قائم. فإنها فاقدة لعنصري القوة الذاتية والأنصار. فالقوة الذاتية يلزمها القدرة على تحصيل السلاح والنفر من الرجال، بشكل مستمر لا يتوقف، وأن يمكنهم تصنيع السلاح القادر على صد هجمات العدو المدجج بالسلاح، وكلاهما مستحيل في الحالة الداعشية. داعشٌ محاطة من كلّ ناحية بعدو لها، سواءً الأكراد، أو الروافض، أو النصيرية، أو الأتراك، هذا مع افتراض أنها ليست في معاهدة "حسن جوار وعدم اعتداء"! ومن ثم، فإنها أشبه بوضع غزة، بل أشد. فإن دويلتها ستظل أسيرة التصدق التركيّ عليها عبر محاور معينة، تماما كمعبر رفح. أما الأنصار، فقد استنفذت كل من حولها بالفعل ولم يبق لها مناصر.

      ومن ثم، فإن كلّ ادعاءات "الغزو" و"الفتح" وتلك الأوهام التي روّجتها لكسب عقول المغفلين من الأتباع، هي استهلاك محلي كما سبق أن قلنا. والحقيقة، أن داعش البعثية لا تريد أكثر مما حصلت عليه، فهي المعادلة التي اتفق عليها مُسَيِّروها مع أمريكا لحلّ المشكلة في سوريا والعراق، وإعادة تقسيم المنطقة بضربة واحدة .. ألا ما أغبي داعش وما أخونها!       

      د طارق عبد الحليم      

      20 يوليو 2014 – 22 رمضان 1435