فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّۭا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ

      قد يتهيأ للعين العَجِلة أن ما تمرّ به الأمة من مصاعب جمّة هذه الآونة هو شرٌّ محض. لكنّ الحق إنه ابتلاء تمحيص وفرز، ابتلاء ولاءٍ وبراء، ابتلاء إيمان وكفر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. رأينا جند السيسي وقومه ومن فوّضوه واتبعوه وفرحوا به، فوالوا عدو الله. رأينا الحرورية أتباع المسخ البغداديّ يتعلقون ببدعة الخوارج، ويحسبون أنهم مهتدون. ثم رأينا عداء دول الخليج المارقة وموالاتها لكفرة العرب المرتدين. ثم رأينا النصيرية والروافض يتمالؤن على المسلمين السُنّة. ثم رأينا الصهيو-صليبية تقف موقف التربص، لترى أيّ يد نجسة، من الأيدى الممتدة اليها طلباً للعون، ستعين على ما بقي من المسلمين.

      ابتلاءات عظيمة، لكن، والله الذي لا إله إلا هو، لم نر في نصف القرن الماضي، الذي نحن شاهدون عليه شخصياً، تميزاً للصفوف ووضوحاً لأمر الإسلام والكفر، والسنة والبدعة، كما هو عليه الأمر اليوم. الكفرة والمرتدون واضحون معروفون، والمبتدعة من حرورية ومرجئة وروافض ونصيرية واضحون معروفون. كلّ يحمل سلاحه ضد عدوه الألد، وقد يرجئ صراعه مع الآخر لحين، لكنّ الأمر لا يحتاج اليوم إلى كثير معرفة. وأنت، أيها المسلم، تقع في حيز واحدٍ من هذه التكتلات، كفرة أومبتدعة أوسُنّة. فعليك أن تحزم أمرك، وتحدد موقعك، فالأمر فَصل، وما هو بالهزل، فعليك بالحزم في الرأي، كما قال شاعر النيل حافظ ابراهيم رحمه الله "نحن نجتاز موقفا تعثر الآراء فيه وعثرة الرأى تُردي".

      د طارق عبد الحليم               

      16 يوليو 2014 – 18 رمضان 1435